صحف عربية: داعش يطرق باب الخرطوم...وإيران تُربك حسابات واشنطن

صحف عربية: داعش يطرق باب الخرطوم...وإيران تُربك حسابات واشنطن


بعد الانقلاب الفاشل، وما سبقه من أزمات سياسية واقتصادية مختلفة، يجد السودان في مواجهة تحدٍ جديد، بعد أن طرق تنظيم داعش الإرهابي بابه، وإعلان السلطات أمس مقتل عسكريين سودانيين في مواجهة مع التنظيم الإرهابي. ووفق صحف عربية أمس، وبعد الحديث عن تقارب سعودي إيراني، يبدو أن الملف لا يزال يراوح مكانه، ولم يتقدم خطوة واحدة، على عكس ما تناقلته تقارير وتسريبات مختلفة في الأيام القليلة الماضية.

الخطة الغائبة
وفي هذا السياق قالت صحيفة “الرياض” السعودية في افتتاحيتها، إن الولايات المتحدة فشلت في وضع استراتيجية متكاملة جديدة في الشرق الأوسط، لمعالجة ملف النووي الإيراني، تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائها وشركائها الحقيقيين في المنطقة.
واعتبرت الصحيفة، أنه “سيتعين على إدارة بايدن القيــــــام بدمــــــج استراتيجياتها الخاصـة بكل بلد في نهج شامل لتحقيق أهداف أكبر، من خلال تغيير القناعات ورفض الإذعان للمطالب المستهجنة الإيرانية بخصوص الاتفاق النووي، وإيجاد أساليب مبتكرة لإظهار الالتزام الأمريكي تجاه الحلفاء والأصدقاء في محاربة الإرهاب والهيمنة الإيرانية في المنطقة».
وأضافت “المؤسف في الأمر أن سياسة ونهج الإدارة الأمريكية في المنطقـــــــة لا يزالان يفتقران إلى استراتيجية شاملة وواضحة للمنطقة بأسرها بعيداً عن الشعارات، استراتيجية فعلية تراعي مصالح حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها، ولا ترضخ لمزيد من العدوان والتوسع الإيراني، ودون استراتيجية شاملة وسريعة يشـــــــارك فيهــــا الحلفاء، ســــيســــــاهم الفراغ الناتج عن غيابهــــــا في تدهور الوضع في الشرق الأوسط».
استراتيجية إيران الحقيقية
في موقع “اندبندنت عربية”، يقول رفيق خوري إن “الوقت فات على سياسات الاسترضاء خوفاً من امتلاك جمهورية الملالي السلاح النووي”، فطهران حسب الكاتب “وصلت إلى مرتبة دولة - عتبة تملك كل ما تحتاجه من معرفة وأدوات لصنع قنبلة، والدنيا تغيرت في أمريكا أولاً».
ويضيف خوري، أن إيران دفعت بايدن “إلى التراجع وقبول التفاوض بالواسطة في فيينا بين إيران وفرنسا، وروسيا، والصين، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، كما قاد رفض أي بحث في الصواريخ والنفوذ الرئيس الأمريكي إلى وضع المسألة على الرف تحت عنوان الدخول في الاتفاق ثم التفاوض على ما ليس فيه».
واعتبر خوري، أن تطورات النووي الإيراني انتهت على عكس ما أملت واشنطن فأصبحت المعادلة “ التزام أمريكا بالاتفاق كما هو، مقابل التزام إيران بالتراجع عن خرقها لبنود الاتفاق».
وينقل خوري، عن حسين شريعتمداري رئيس تحرير “كيهان” الموالية للمرشد الإيراني “أولويتنا ليست الاتفاق النووي”، وعن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في إيران حسين فدا ملكي أن “الاتفاق النووي لم يعد أولوية للنظام».
ويُحذر الكاتب من هذه الاستراتيجية الإيرانية، فيقول: “والمفارقة أن المنطقة المعرضة للخطر الإيراني أكثر من أي بلد في العالم، ليست إلى طاولة المفاوضات، فلا بايدن نفذ الوعد بإشراك السعودية في التفاوض، ولا أولويات أوروبا، والصين، وروسيا سوى الاستثمار في إيران بعد رفع العقوبات الأميركية عنها بموجب الاتفاق، وليس سهلاً “التساكن” مع إيران نووية وتوسعية».

داعش في الخرطوم
نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” مقتل 5 رجال أمن سودانيين وجرح سادس أثناء مداهمة جهاز المخابرات العامة لمكان مجموعة من الإرهابيين الأجانب من تنظيم داعش.  وقال جهاز المخابرات العامة في بيان أمس الأول إن الخلية المتطرفة في جنوبي الخرطوم، سارعت بإطلاق الرصاص على قوة المداهمة، ما أدى إلى مقتل أفراد الأمن الخمسة.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من محاولة الانقلاب التي أحبطها السودان، وبعد أشهر قليلة من من إعلان السلطات في “يونيو (حزيران) الماضي، القبض على 9 من عناصر تنظيم القاعدة كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات في البلاد. وقالت إن التسعة يحملون جوازات سورية، وبينهم من أصول تونسية وتشادية، وأحدهم هو الرأس المدبر للهجوم على السياح الأجانب في سوسة التونسية، ومعظمهم متهمون من بلدانهم بالمشاركة في جرائم إرهابية، ودخل بعضهم السودان عبر التهريب لتلقي التدريب، وتنفيذ عمليات في منطقة الخليج».

شبكة مُسهلين
من جهته قال موقع “ميدل إيست أونلاين” بعد لعملية الأمنية ضد داعش في الخرطوم قائلاً، إن الخارجية الأمريكية حذرت في 2019 من وصول تنظيم داعش إلى السودان بعدما تقلصت كثيراً مناطق سيطرته في سوريا والعراق. وقالت الوزارة الأمريكية في تقريرها عن الإرهاب في العام 2019: “رغم غياب الهجمات الواسعة في السودان، يبدو أن تنظيم داعش لديه شبكة نشطة من المُسهلين في السودان».
وأكد الموقع، أن التنظيم المتطرف يحاول بناء قوة في إفريقيا خارج مناطق نفوذه السابقة في الشرق الأوسط، وإعادة ترتيب أوراقه في عدد من المناطق في منافسة لتنظيم القاعدة. وشدد الموقع على أن ظهور داعش في السودان يُنذر بخطر حقيقي في ظل أزمة اقتصادية خطيرة وتجاذبات لا تهدأ بين العسكر والسياسيين، خاصة بعد الانقلاب الفاشل الأخير، في ظل حضور قوي لجماعة الإخوان التي حكمت البلاد في ظل نظام الرئيس السابق عمر البشير ثلاثة عقود، دون التغاضي عن تحركات القاعدة، الذي كان استوطن في السودان طيلة سنوات بفضل التحالف مع النظام السابق.