صحف عربية: رغم المفاوضات... إيران من التمدد في المشرق إلى استهداف المغرب

صحف عربية: رغم المفاوضات... إيران من التمدد في المشرق إلى استهداف المغرب

تستمر إيران في المطالبة برفع العقوبات الأمريكية عليها من جهة، وفي الالتفاف على الاتفاق النووي مباشرةً أو مواربة، إلى جانب التمسك بسياستها التي تقوم على المغالطة، والتمسك بالأهداف التي وضعها لها النظام الحاكم منذ 40 عاماً، وأبرزها التدخل في شؤون دول الجوار، من اليمن، إلى المغرب الأقصى. ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الاثنين، لم تتوقف طهران عن سياسة التغلغل والتوغل، عبر الوكلاء والعملاء في المشرق والمغرب العربيين. في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات في فيينا، بحثاً عن التقريب بين طهران وواشنطن لاستناف المفاوضات وإحياء الاتفاق النووي في 2015، قالت صحيفة “الشرق الأوسط”، إن صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها مجموعة “إنتل لاب” للأبحاث الأمنية كشفت عمليات توسيع في مباني قاعدة بارشين العسكرية جنوب شرقي العاصمة طهران، التي تعد من أبرز القواعد العسكرية الإيرانية، لاحتضانها ترسانتها من الصواريخ الباليستية.

وتحتضن منشأة بارشين أيضاً مراكز البحث والتطوير وإنتاج الأسلحة الكيمياوية وتكنولوجيا الليزر لتخصيب اليورانيوم، فضلاً عن الاختبارات شديدة الانفجار للأسلحة النووية، إضافة إلى صناعة الصواريخ والأسلحة. وفي الوقت الذي تسعى فيه للتوسع، لم تتردد طهران في مطالبة الولايات المتحدة برفع العقوبات التي سلطتها عليها واشنطن أساساً لخرقها الاتفاق النووي، والتنكر للالتزاماتها فيه. وفي الساق نقلت صحيفة “الجريدة” الكويتية، عن برلماني إيراني عضو في لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان، قوله، إن “محادثات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي وصلت إلى حائط مسدود، بعد أن قدمت إيران، مسودة اقتراح لرفع 1500 عقوبة تتناقض مع الاتفاق النووي، لتعود طهران إلى التزامات تراجعت عنها في الاتفاق». وأضاف النائب أن واشنطن رفضت، بشكل شبه فوري، رفع أكثر من 85% من اللائحة التي قدمتها طهران، مضيفاً أن الأمر قد ينسف المسار التفاوضي بأكمله، خاصة أن من بين العقوبات المرفوضة عقوبات مصرفية وتجارية تعتبر طهران رفعها حيوياً لإنقاذ اقتصادها.

ولأنها ترفض التراجع عن مقومات سياستها التي وضعت منذ 40 عاماً تستمر إيران في السعي غلى التمديد مشرقاً ومغرباً. وفي موقع قالت نجاة السعيد، في موقع “الحرة”، إن “تغلغل النظام الإيراني عبر وكلائه في الدول العربية لبث الاضطراب وعدم الاستقرار، لم يقتصر فقط على المشرق العربي، بل أيضا على المغرب العربي”، مشيرةً إلى اعتقال المخابرات المغربية لبنانياً من حزب الله في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي، حاول دخول الممكلة ومعه “عدة جوازات سفر وبطاقات هوية أوروبية مزورة” متسائلة “فما الذي كان يفعله عنصر في حزب الله بوثائق مزورة في المغرب؟ هل كان مرتبطاً بشبكة تزوير ليدخل المغرب للتخطيط لشن هجوم؟ أم كان مرتبطاً بشبكة التزوير التي تساعد إيران وحزب الله للانتقال من الشرق الأوسط وصولاً إلى أمريكا اللاتينية والعودة؟».

واستبعدت الكاتبة أن يكون تزامن القبض على اللبناني، مع التطبيع مع إسرائيل من جهة، والدعم الأمريكي الذي ترجمه الرئيس السابق دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة على الصحراء الغربية، من قبيل الصدفة، ولكنه يعني تحركاً إيرانياً ضد المغرب عبر حزب الله من جهة وعبر انفصاليي بوليساريو من جهة ثانية، مذكرةً بأن المغرب “قطع العلاقات مع النظام الإيراني مرتين، المرة الأولى في عام 2009، بسبب تصريح مسؤول ديني إيراني بأن البحرين تنتمي حقاً إلى إيران. أما المرة الثانية في عام 2018، واتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة فيها إيران بإرسال عناصر بارزة من حزب الله وتزويد جبهة البوليساريو بالسلاح والتدريب».

واعتبرت الكاتبة أنه “لا توجد أفضل طريقة لقلب الأوضاع ضد خصم أقوى من الاعتماد على حرب العصابات مثل الهجمات الإرهابية من خلال وكيل. فهذا هو النظام الإيراني كما تعودنا عليه منذ 1979، لا يرى الاستقرار يعم في جزء من المنطقة العربية إلا وقام بنشر الفتن والاضطراب من خلال وكلائه في المنطقة».  في صحيفة “الوطن” البحرينية، قال سعد راشد، إن دول الخليج مطالبة اليوم بالتعايش مع التطورات المتسارعة التي يفرضها التفاوض على النووي الإيراني، في ظل إصرار على الاحتفاظ بمكاسبها من جهة، ودعم الإدارة الأمريكية الضمني، لطهران طمعاً في التوصل إلى اتفاق يعزز موقع البيت الأبيض.

وأضاف أن “دول الخليج العربي طالبت أكثر من مرة” بالحضور في مسار التفاوض على النووي الإيراني، وهو ما تهربت منه الإدارة الأمريكية والقوى الأوروبية.  وتابع أن “التوافق مع النظام الإيراني أصبح شبه مستحيل” خاصةً مع الاقتراب من توقيع اتفاق نووي، لكن “دون تحقيق مطالب الخليج وإسرائيل” وهو ما سيعيد المنطقة إلى أزماتها القديمة وربما أكثر في ظل إخفاق إدارة بايدن في لجم طهران من جهة، وفي لجم الروس والصينيين، الذين سمح لهم انشغال البيت الأبيض بالمفاوضات لتحقيق مكاسب جديدة مع طهران.

ما يضع البيت الأبيض من جديد أمام حقائق راسخة لا يمكنه تجاهلها، وأنه لن يكون لها في الشرق الأوسط “حضور ونفوذ سوى من خلال دولتين، هما السعودية ومصر، وأن عدو البيت الأبيض ليس إيران بل روسيا والصين، واللتان عملا في فترة تخبط إدارة بايدن في توثيق علاقاتهما بالمنطقة حتى أصبحا على استعداد لطرح احتياجات دول الخليج من المعدات العسكرية المتطورة  دون شروط، وهذا ما سيجعل إدارة بايدن في مرحلة للملمة الفوضى التي خلفتها».