رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
صحف عربية: واشنطن تريد توريط روسيا في «المستنقع»
بين نفي وتأكيد وتحذير تستعد أوكرانيا وحلفاؤها لمواجهة التحركات الروسية، وتتخذ خطوات دبلوماسية وميدانية لمواجهة روسيا إذا قررت فعلياً غزو كييف والسيطرة عليها.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الثلاثاء، هناك سيناريو آخر تريده الولايات المتحدة الأمريكية، وهو جر الروس إلى غزو أوكرانيا، لأن الأمريكيين لن يحاربوا ولا يريدون أن يحاربوا، فكل الإجراءات التي سيقومون بها ضد الروس هي بعد الغزو ثم هي إجراءات اقتصادية، بالإضافة إلى تسليح الأوكرانيين لينهكوا القوات الروسية تماماً كما فعل الأمريكان بتسليح الثوار الأفغان وقت الاتحاد السوفيتي.
سيناريو القرم
ورأى النائب الأوكراني سيرغي سوبوليف أن اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسيادة “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” الانفصاليتين هو عمل أحادي يقوض اتفاقات مينسك، وتوقع أن يدفع بوتين في الأيام المقبلة بقوات روسية لاحتلال المنطقتين.
وقال لصحيفة “النهار العربي” إن “المهم الآن هو رد فعل زعماء العالم، بمن فيه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة”، محذراً من أنه “اذا لم تكن ثمة عقوبات جدية على روسيا، فهذا يعني أن بوتين لن يكتفي بالاعتراف بهاتين المنطقتين، وإنما سيرسل قوات روسية لاحتلالهما”، ومشيراً إلى أنها مسألة أيام قبل أن يفعل ذلك. وأضاف “سينظمون استفتاء على طريقة القرم، وسيضمون هذه المناطق الى الاتحاد الروسي. وكما قال بوتين أمس في خطابه، سيعلن أن لوغانسك ودونيتسك كلها، وليس فقط ثلث المنطقة الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين، تنتمي الى الاتحاد الروسي».
وقال سوبوليف إن الاستفزازات من الجانب الروسي وصلت يومياً الى ما يتراوح بين 70 و80 هجوماً.
ويدرج النائب الأوكراني القرار الروسي الاخير الخاص بدونيتسك ولوغانسك، إضافة إلى الاستفزازات العسكرية في إطار الضغوط على كييف، للتراجع عن حقها السيادي في اختيار تحالفاتها وطريقها. ويقول: “حتى الآن هذه الخطط لا تنجح. وفي مؤتمر ميونيخ، أكد رئيسنا أمام كل دول العالم أنه من حقنا السيادي تحديد توجهنا صوب الاتحاد الاوروبي والناتو. وحماية أنفسنا».
وتقع منطقتا دونيتسك ولوغانسك في منطقة الدونباس التي يسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا عليها جزئياً منذ 2014، وتشهد المنطقتان مواجهة مع الجيش الأوكراني منذ 8 سنوات.
توريط روسيا
وفي صحيفة عكاظ رسم الكاتب عبد اللطيف الضويحي سيناريو آخر هو نجاح الولايات المتحدة والناتو باستدراج روسيا أو دفعها لغزو أوكرانيا جزئياً أو كلياً، وأن هذه الرغبة الأمريكية لا تهدف لمواجهة القوات الروسية أو منازلتها على الأرض الأوكرانية، إنما هي محاولة أمريكية لتوريط الروس بمستنقع أوكرانيا على غرار الورطة السوفييتية في المستنقع الأفغاني. إنما الروس الآن في صعود.
وأشار الكاتب إلى أن هذا السيناريو الأمريكي الذي يهدف لجر الروس لغزو أوكرانيا، مع ما يصاحبه من حملة دبلوماسية غربية وتضليل إعلامي وحرب نفسية، تأمل الإدارة الأمريكية أن ينجح مع تهيئة الأسباب والظروف والدوافع الروسية والأوروبية والأوكرانية كي يقع الغزو الروسي لأوكرانيا، خاصة أن دوافع روسية قومية، جيو استراتيجية، تاريخية، واقتصادية، بالإضافة إلى توفر الدوافع لدى نسبة غير قليلة من السكان الأوكرانيين الذين يتطلعون للوحدة الديموغرافية والجغرافية مع الروس.
وقال الضويحي إن الإدارة الأمريكية حجم الكارثة التي تنتظر أوكرانيا والأوكرانيين، فيما لو نجح السيناريو الأمريكي بجر الروس لغزو أوكرانيا، فالأمريكيون لن يحاربوا ولا يريدون أن يحاربوا، فكل الإجراءات التي سيقومون بها ضد الروس هي بعد الغزو ثم هي إجراءات اقتصادية، بالإضافة إلى تسليح الأوكرانيين لينهكوا القوات الروسية تماما كما فعل الأمريكان بتسليح الثوار الأفغان بصواريخ ستنجر التي أنهكت القوات السوفييتية فارتفعت كلفة الاحتلال السوفييتي على المحتلين بشرياً ومادياً، دفعتها الخزينة من اقتصادها الذي أدى إلى انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي وإسدال الستار على أطول فترة حرب باردة في العصر الحديث آنذاك.
وأكد الكاتب أن المسؤولين الأوكرانيين متنبهون لهذه الأفخاخ الأمريكية في أوكرانيا، فبدت تصريحات المسؤولين الأوكرانيين غير مندفعة مع الحملة الأمريكية لتوريط الروس في أوكرانيا، فالجرائم الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان بالتأكيد ماثلة وحاضرة في ذهنية المسؤولين الأوكرانيين ويدركون أن آخر هم للأمريكيين هو أوكرانيا والأوكرانيون.
وتابع “من هنا فعلت وستفعل أمريكا كل ما تستطيع لعرقلة هذا الأنبوب وكل ما يتبعه من تقارب بين الروس وأوروبا ككل والألمان على وجه التحديد. فهل تكون الأفخاخ الأمريكية في أوكرانيا وافتعال الأزمات الأوروبية الروسية سببا في تفكك الاتحاد الأوروبي، خاصة أن أقوى دول الاتحاد اقتصاديا هم أكبر المتضررين من العرقلة الأمريكية لأنبوب الغاز الروسي الألماني؟ وهل تجد ألمانيا في الأزمة الأوكرانية فرصة للتحرر من عبء الناتو والحماية الأمريكية الباهظة وغير الضرورية؟ أم أن هذه الأزمة ستكون سببا في طلاق أوروبي أمريكي في ظل تشكيل وبناء تحالفات جديدة تؤدي حتماً لميلاد نظام عالمي جديد؟.
هجوم مفتعل
فيما ذكرت صحيفة “العرب” اللندنية أن حجم المعركة بين روسيا وأوكرانيا وصلا إلى مستويات قياسية، فيما تحتشد القوات الروسية عند حدود أوكرانيا ويحذر الغرب من غزو وشيك، وتزداد أهميتها مع مخاوف من أن يستخدم الكرملين هجوماً مفتعلاً ذريعة لتنفيذ غزوه الذي يخشاه الغرب.
ونقلت الصحيفة عن وزير التعليم الأوكراني السابق ومدير مدرسة موهيلا للصحافة سيرغي كفيت قوله “أرى أن معظم هذه الأخبار المضللة تستهدف في معظمها الجمهور الروسي الدولي”. وأضاف “يبدو أنهم يحضّرون لغزوِ».
وساهم تطور التكنولوجيا والأدوات المتاحة في العقد الماضي في كشف زيف عدد من التقارير التي كان يمكن أن تمر على أنها صادقة وأصيلة، وعلى سبيل المثال كشفت أن النداء العاجل الذي أطلقه قادة أوكرانيون انفصاليون للسكان المحليين بالذهاب إلى روسيا الجمعة الماضي لم يكن عاجلا بل سجّل قبل يومين من ذلك.
وقال زعيم الانفصاليين في دونيتسك دينيس بوشيلين في رسالته بالفيديو “سيصدر رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي قريبا أمراً لقواته بتنفيذ الهجوم».
وأظهرت البيانات الوصفية (ميتاداتا) لتلغرام أنه جرى تحميل رسالة بوشيلين ورسالة زعيم انفصالي آخر في السادس عشر من فبراير، وهو واحد من الأيام التي قالت واشنطن إنه قد يكون موعد الغزو الروسي.
وغرّد الصحافي الاستقصائي مارك كروتوف مع انتشار مخاوف من أن المتمردين كانوا ينقلون الناس حتى تتمكن الدبابات الروسية من الدخول “كل ما يحدث اليوم تم تدبيره بشكل واضح ومن دون أدنى شك».
وبحسب الصحيفة، أفادت روايات أخرى أن انفصاليين قتلوا أوكرانيَين حاولا تفجير خزان كلور، وهي رواية رددت صدى مزاعم موسكو بأن كييف كانت تخطط لهجوم بأسلحة كيميائية، ومن الجانب الأوكراني، لا تستثنى وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية من حرب المعلومات هذه.
ولكنّ مسؤولاً أمريكياً كبيراً أكد أن الولايات المتحدة الحريصة على الحفاظ على النظام الدولي، لا تريد الرد على التضليل الإعلامي بتضليل إعلامي آخر. والهدف من تحركها بالتالي هو كشف التكتيكات التي قد يستخدمها الكرملين حتى يتمكن الرأي العام من تبيان التضليل الإعلامي ولا يقع في فخ التذرع بأعمال استفزازية، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وتردد الولايات المتحدة أن روسيا تحضر لعملية “تحت راية زائفة”، وهو تعبير يعني أنّ دولة ما تستخدم رموز الخصم للتمويه وإثارة الارتباك. وتأمل واشنطن من خلال ذلك في تبديد مخاطر افتعال شرارة لإشعال الحرب في المنطقة.