صفقة خطيرة...«سو-35» الروسية مقابل «شاهد-129» الإيرانية

صفقة خطيرة...«سو-35» الروسية مقابل «شاهد-129» الإيرانية


يعتقد أن روسيا خسرت في الحرب الأوكرانية أكثر من 20 مقاتلة من طراز سو-35، التي كانت تعتبر من أكثر المقاتلات الروسية تقدماً في الأعوام الأخيرة، وتبين أنها تعاني هشاشة في المعركة. وفي الوقت نفسه، اكتسبت الطائرات دون طيار زخماً، وكان لها دور مهم في تدمير قوات العدو مثلها مثل المقاتلات.
وكتب الخبير في التسلح ماريو صموئيل كاماتشو في مجلة “ناشونال إنترست” أن لهذا السبب، يقال إن روسيا قد ترغب في مبادلة أسطولها من مقاتلات “سو-35” بطائرات إيرانية  دون طيار من طراز “شاهد-129».

وستكون صفقة مهمة للجانبين، وقد تترتب عليها نتائج بعيدة المدى، تحصل روسيا على أسلحة جديدة لتتمكن من مواصلة الحرب في أوكرانيا، بينما ستجدد إيران أسطولها، الذي تعتبر “إف-14” أحدث مقاتلاته، وهي مقاتلات أخرجتها الولايات المتحدة من الخدمة منذ 2006.
وحسب معهد دراسات الحرب، فإن تبادل الأسلحة بين روسيا وإيران قد يؤدي إلى مقايضة مقاتلات “سو-35” بالطائرات الإيرانية، في الوقت الذي ذهب فيه طيارون إيرانيون للتدرب على المقاتلات الروسية.

وطبعاً، يمكن لإيران شراء “سو-35” دون مبادلة طائراتها “شاهد-129”. لكن في الوقت الذي ترسل إيران المزيد من الطائرات دون طيا إلى روسيا، فإن ذلك سيكون صفقة مربحة للطرفين.

برنامج الطائرات الإيراني
وفي السنوات الأخيرة، حققت إيران تقدماً مهماً في تطوير برنامجها لتصنيع الطائرات دون طيار، وهي تفاخر بأسطول كبير منها على، رأسه شاهد.
و”شاهد-129” مستوحاة من الطائرة الأمريكية “إم كيو-1 بريديتور”، وثبت أنها ذات فاعلية بالنسبة لروسيا. ورغم أن هذا النوع من الطائرات لا ينافس التركية من طراز “بيرقدار تي بي-2”، التي استخدمتها أوكرانيا في الأشهر الأولى من الحرب، لكنها ستتيح لروسيا مهاجمة القوات الأوكرانية بفاعلية ودون خسارة عشرات المقاتلات “سو-”35.

ويقول الكاتب إن هذا سيعني المزيد من القوة النارية لروسيا. وبامتلاك طائرات مثل شاهد، سيكون بإمكان روسيا مهاجمة القوات الأوكرانية بحصانة نسبية، لأن كشف الرادارات لها أصعب بكثير، من كشف مقاتلات الجيل الرابع مثل سو-35.
ويمكن إستخدام هذه الطائرات لأغراض متعددة، بما فيها الإستطلاع، وتحديد الأهداف وتنفيذ مهمات هجومية. لكن الأمر الوحيد الذي أضفى ظلالاً من الشك على الاتفاق أن “شاهد-129 “ كانت محل انتقادات على نطاق واسع، بسبب إخفاقات تقنية.

ويرى الكاتب أن الطائرات الإيرانية دون طيار، ليست الأكثر موثوقية في الأسواق. لكن الروابط التكنولوجية بين موسكو وإيران زادت في الآونة الأخيرة، فيما تعتمد روسيا الآن على المبادلات التكنولوجية مع إيران في عملياتها العسكرية.
ومن وجهة نظر إيران، فإن تزويد روسيا بالتكنولوجيا للحصول على مقاتلات يعتبر صفقة رابحة.

فمقاتلات “سو-35” مصممة لتنافس أحدث المقاتلات الغربية، مثل “إف-22 رابتور” و”تايفون” الأوروبية.
ومقاتلة “سو-35” هي بديل فعال للمقاتلات الأمريكية، التي لم تتجاوزها مقاتلات أكثر تطوراً. وهكذا، فإنه بالنسبة لإيران، فإنها ستمثل تحديثاً مهماً لقوتها الجوية.

وتستطيع إيران الحصول على أسطول جوي أكثر حداثة إذا قررت استبدال “سو-35 “ بجيل جديد. لكن لا يبدو أن روسيا ستعمد في المدى المنظور إلى صنع بديل لهذا الطراز من المقاتلات.
ودخلت الأنواع الجديدة من “سو-57 “ الخدمة حديثاً للتو، وتصنع أعداد كبيرة منها الآن، ما يعني أن وضعها في الخدمة الفعلية قد يحتاج إلى سنوات.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى مقاتلة “سو-75 تشاكمايت”، التي يحتاج تصنيعها إلى عقود، ولن تكون جاهزة للاستخدام في هذه الحرب.
وهذه مشكلة أساسية للقوات المسلحة الروسية، فهي تسعى حثيثاً إلى مقاتلات جديدة تستبدل بها أسطولها المتقادم. ولذلك فإن الحل، يكمن في الحصول على مزيد من الطائرات دون طيار للسيطرة على دونباس.