ضجّة وذعر في فرنسا.. توابيت برج إيفل، هل هي رسالة روسية؟

ضجّة وذعر في فرنسا.. توابيت برج إيفل، هل هي رسالة روسية؟


   لا زالت الأوساط الرسمية والإعلامية مشغولة في فرنسا هذه الأيام بعد أن كان برج إيفل في باريس مسرحاً مُرعباً يوم السبت الماضي لخمسة توابيت مُغطّاة بالعلم الفرنسي وكُتب عليها عبارة (جنود أوكرانيا الفرنسيون) و(الجنود الفرنسيون الذين ماتوا في أوكرانيا)، وذلك على الرغم من اكتشاف أنّها كانت مليئة بالجص لمنحها وزناً حقيقياً وحتى لا تبدو فارغة، حسبما كشفت عنه مصادر أمنية.
ووسط عدم استبعاد الدور الروسي والتدخل الأجنبي، وأيّ مسار آخر لزعزعة الاستقرار السياسي، ترتبط الحادثة الأخيرة التي صدمت الفرنسيين بحوادث أخرى مُنتصف مايو (أيار) الماضي، وفقاً لأجهزة الاستخبارات الفرنسية، حيث تتزايد احتمالات قيام مجموعات تأثير روسية بزرع الخوف قبل انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس نهاية يوليو (تموز) القادم.

الحرب الروسية الأوكرانية
وتُردد هذه التوابيت صدى احتمال إرسال جنود فرنسيين إلى الأراضي الأوكرانية، وفقاً لما أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في مناسبات كثيرة. وهو ما يُفسّر احتمال وجود دور روسي كرسالة تهديد غير مباشرة في حال أرسلت فرنسا بالفعل جنودها إلى أوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي، وهو ما أثار استياء وتخوّف غالبية الفرنسيين الذين يرفضون تدخّل بلادهم المباشر في الحرب الروسية-الأوكرانية وفق العديد من استطلاعات الرأي. وفي اعترافه للشرطة، قال سائق الشاحنة الذي أوصل التوابيت قُرب برج إيفل مع رجلين أوكراني وألماني، إنّه حصل على أموال مقابل ذلك، وأنّه وصل من بلغاريا في اليوم السابق، كما اعترف رجلان كانا معه لإنزال التوابيت، بتلقيهما 400 يورو لحمل النعوش الوهمية، وأنهما عاطلان عن العمل، دون معرفة الجهة التي طلبت منهم القيام بذلك. ويبلغ أحد المشتبه بهما 16 عاماً ويحمل الجنسية الأوكرانية. والمشتبه به الآخر يبلغ من العمر 25 عاماً وهو ألماني الجنسية. أما السائق فهو من الجنسية البلغارية ويبلغ من العمر 38 عاماً، والثلاثة غير معروفين للسلطات من قبل كتهديد أمني، لكن لم يتبيّن بعد هوية الأشخاص الذين طلبوا منهم القيام بذلك وسط شكوك بدور روسي مُحتمل، وإن بشكل غير مباشر.

دور تنفيذي لمُرتزقة
وسمحت محتويات هاتف أحد المشتبه بهم والأقوال التي أدلى بها الرجال الثلاثة في حجز الشرطة للمُحققين، وفق يومية «لو موند» بالتعرّف على أنهم كانوا على اتصال برجل بلغاري يُشتبه بالفعل في مُشاركته في عملية مزعومة أخرى، وهي تشويه النصب التذكاري للمحرقة في باريس.
وحاول المُشتبه بهم الفرار إلى بلجيكا وألمانيا بمُجرّد انتهاء العملية عن طريق البر قبل اعتقالهم.
كذلك وفي أكتوبر (تشرين الأول)، تمّ طلاء نجمة داود على عدّة واجهات مبانٍ في باريس في أعقاب بدء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، حيث اتهمت السلطات الفرنسية أجهزة الأمن الروسية بعد القبض على زوجين من مولدوفا بتهمة هذه الأفعال.
وفي جميع تلك الحوادث، فإنّ المُشتبه بهم «مُرتزقة يُدفع لهم المال لزعزعة الاستقرار والضغط على الانقسامات في المجتمع الفرنسي»، بحسب تقديرات وزير الخارجية ستيفان سيجورني. وذلك بينما طلبت النيابة توجيه الاتهام إلى الرجال الثلاثة بتهمة العنف النفسي المُتعمّد تجاه الفرنسيين، فيما لم تصل بعد الأجهزة الأمنية لتحديد الجهات الخارجية التي قامت بتمويل تلك الحوادث الاستثنائية.