رئيس الدولة والرئيس التركي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار
تغيير كبير مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عامًا
طالبان.. الشبكات الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة ...!
- بسبب الشروط الصارمة، لجأت حركة طالبان إلى استخدام أكثر «دبلوماسية» لهذه الأدوات الرقمية
- تحاول قاعدة الحركة تغيير صورتها من خلال سلطة الشبكات
- الحديث عن طالبان وأدواتها الرقمية الجديدة يعود بنا إلى السؤال الأبدي: هل تغيرت، كما يقول قادتها؟
- تعلّمت حركة طالبان أنه إلى جانب الحرب والكفاح المسلح، هناك وسائل أخرى
- قد ينتهي وقت الدبلوماسية قريبًا، وينتهي زمن شبكة الإنترنت للجميع في أفغانستان
تستخدم طالبان الشبكات الاجتماعية في دعايتها ودبلوماسيتها، ولكن أيضًا لتعقب أعدائها... تغيير كبير مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عامًا.
يمكن لطالبان امتلاك ساعات أبل أيضًا. قد تبدو الصورة المنشورة على موقع تويتر مفاجئة، حتى لو كانت على معصم شخصية رفيعة المستوى في الحركة الإسلامية وليست في معصم جندي بسيط.
ورغم كل شيء، فإن هذه الصورة توضح التطور الذي حدث داخل طالبان تجاه التقنيات الجديدة.
«في نهاية التسعينات، عندما وصل مقاتلو طالبان إلى كابول عام 1998، كانوا يشغّلون أجهزة التلفزيون بشكل رمزي، كما يذكر للاكسبريس كريم باكزاد، الباحث في معهد البحوث الدولية والاستراتيجية، المتخصص في ‘أفغانستان. وكانت هناك احتفاليات لشنق الأشرطة”. لم تكن الكاميرات شائعة جدًا أيضًا، وهذا ما يجعل العثور على صورة الملا عمر أحد مؤسسي حركة طالبان، معجزة.
كل هذه التقنيات، الغربية بشكل أساسي، لم تنل استحسان مؤسسي المجموعة الصارمة للغاية... وقد تغيّر الزمن. “عندما ظهرت الصور الأولى لطالبان داخل القصر الرئاسي الذي تم الاستيلاء عليه في كابول، كان هناك عدد من أعضاء طالبان مسلحين بكاميرات الفيديو والهواتف الذكية، مثل أولئك الذين يحملون البنادق”، لخّص الخبير في الشرق الأوسط كبير تانيجا، للشبكة العالمية للتطرف والتكنولوجيا... كيف وصلوا الى هنا؟
الشبكات الاجتماعية، أدوات للدعاية الحربية
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما كان سيحدث لولا التدخل الأمريكي. ومهما يكن، أصبحت أفغانستان بمرور السنين مرتبطة بشكل متزايد، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ من أي مكان آخر. قدّر البنك الدولي، عام 2000، أنه لا يوجد أفغاني (أو تقريبًا) لديه اتصال بالإنترنت في ذلك العام. وكانوا 4 بالمائة فقط عام 2010. وارتفع المعدل بصعوبة الى 11 فاصل 4 بالمائة عام 2017. وفي عام 2021، سيكون أكثر من 8 ملايين أفغاني نشطًا على الإنترنت، وفقًا لآخر الدراسات التي أجرتها “نحن اجتماعيون وهووتسوت”، أو حوالي 22 بالمائة من السكان. ويبحر أكثر من نصفهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، في الصدارة. ويفترض انهم من الشباب.
بدأ التحول الرقمي لطالبان في الفترة ما بين 2005-2006، مع إطلاق موقعها، “الامارة”، المتوفر باللغات الدارية والباشتو، ولكن أيضًا باللغة الإنجليزية. ثم سرعان ما اهتمت الحركة بالشبكات الاجتماعية الناشئة.
انخرط المتحدثون الرسميون الرئيسيون في تويتر، ويبثون بشكل محموم على شبكة الإنترنت منذ عام 2011. واليوم، يجمع ذبيح الله مجاهد، 350 ألف مشترك، والدكتور محمد نعيم، 230 ألف “متابع”، وسهيل شاهين، 383 ألف مشترك، ما يقرب من مليون شخص يتابع على هذه الشبكة وحدها، وهي واحدة من أكثر الشبكات متابعة على هذا الكوكب. دون أن ترى المنصة التي أسسها جاك دورسي، أنها تمثل عيبًا رئيسيًا في الوقت الحالي.
في ذلك الوقت، ركزت الاتصالات الأولى بشكل أساسي على الدعاية الحربية، كما حللها أستاذ العلوم الاجتماعية الأمريكي، ديفيد دريسيل، في مقال أكاديمي نُشر عام 2014. “ينشر نشطاء طالبان الإلكترونيون بانتظام تحديثات على تويتر تنقل ادعاءات وتقارير غالبًا ما تكون خطأ وتفاخر بمزاعم شن هجمات محددة ضد القوات الأمريكية (...). وكثيراً ما لوحظت تغريدات تعلن مسؤوليتها عن هجمات العبوات الناسفة وهجمات القناصة ونصب كمائن للقنابل اليدوية ضد قوات التحالف والجيش الأفغاني”. كما استنكرت حركة طالبان ما تسميه “جرائم الحرب” الأمريكية، خاصة أن الضربات تصيب المدنيين.
وكجزء من هذه الدعاية الحربية، تحاول الحركة الإسلامية التأثير، جسديًا أولاً، ولكن أيضًا عبر الإنترنت، على الانتخابات في أفغانستان. قبل عامين، كشف مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع لمجلس أتلانتيك، وهو منظمة أمريكية متخصصة في مكافحة المعلومات المضللة، عن مشروع صغير لزعزعة الاستقرار على تويتر، بقيادة نحو ستين حسابا لطالبان، من خلال دفع هاشتاغ #الفتح، لتمجيد هجمات الحركة على القوات الحكومية بما يزيد الضغط على السكان، لتشجيعهم على عدم الذهاب للتصويت. ولا يزال الإسلاميون يمارسون الممارسات نفسها حتى يومنا هذا. وأظهر مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي، أثناء الاستيلاء على مدن المقاطعات وكذلك كابول، هذا الصيف، كيف تم تضخيم كل رسالة من قادة طالبان من خلال شبكة تويتر.
الدبلوماسية والسيارات الالكترونية... إلى متى؟
أخيرًا، من خلال “محدودية الموارد نسبيًا”، فإن طالبان “تنشر وتشارك المزيد من المعلومات من حيث التكرار والكم مقارنة بالحكومة”، يرى في مقال آخر نُشر في سبتمبر 2020، هزرات م. بحر، باحث متخصص في الاتصالات ومقره في شنغهاي.
ورغم كل شيء، حدث تغيير منذ عدة سنوات. ربما بسبب الشروط الصارمة المتزايدة لاستخدام الشبكات الاجتماعية، ومعظمها أمريكية، لجأت حركة طالبان إلى استخدام أكثر “دبلوماسية” لهذه الأدوات الرقمية. “إنها هي التي قدمت، من خلال قنواتها، بعض المعلومات للعالم بأسره -تمت تصفيتها بمهارة بالطبع - حول المفاوضات الجارية مع الأمريكيين. كما استخدمت الإنترنت لتوثيق رحلات قادتها الرسمية إلى موسكو، أو الصين، على سبيل المثال”، يشرح كريم باكزاد.
هذه الاستراتيجية الجديدة تصل حاليًا إلى ذروتها، رغم الاستحواذ على السلطة. هذا الأسبوع، حاول قادة طالبان عبر مواقعهم الإخبارية وتقاريرهم، وكذلك عبر منصات تويتر وفيسبوك وواتساب، طمأنة السكان، وتم وضع سلسلة من أرقام واتساب لجمع الشكاوى، على وجه الخصوص، في كابول.
وأكد ذبيح الله مجاهد، دائما على موقع تويتر، السبت، أنه تم تشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء في كابول “لطمأنة وسائل الإعلام”: عضو من اللجنة الثقافية، وعضو من اتحاد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وعضو من قيادة شرطة كابول، وسيتناولون قضايا الإعلام في كابول».
لكن هذه الإيماءات المهدئة لا تترك أحداً ينخدع، ولسبب وجيه: لقد وردت أنباء عن تعرض العديد من الصحفيين للاضطهاد، وعن مقتل قريب لمراسل ألماني، كما تم توثيق العنف ضد المدنيين والمعارضين بشكل جيد ايضا.
وبالمثل، تحاول قاعدة الحركة تغيير صورتها من خلال سلطة الشبكات. “نرى الآن الجنود يستمتعون بلعب السيارات الالكترونية، واخذ صور السلفي. ويتنزل هذا في شكل من أشكال التطبيع، ولكن أيضًا في الفصام التام لهذا التيار، الذي يرفض مع ذلك جميع الأنشطة الترفيهية الغربية. يبقى ان هذا يعطي وجهًا أكثر قبولًا للنظام”، يفكك للاكسبريس سيباستيان بوسوا، دكتور في العلوم السياسية وباحث في العلاقات الأوروبية العربية.
ضغوط ومراقبة واضطهاد
«لكن في العمق، الحديث عن طالبان وأدواتهم الرقمية الجديدة يعود بنا إلى السؤال الأبدي: هل تغيروا، كما يقولون بأنفسهم؟”، يواصل الخبير. على ما يبدو لا. فقد دعت منظمة حقوقية الأفغان إلى حذف تاريخهم على الإنترنت وموسيقاهم وصورهم. وحتى سيرتهم الذاتية على لينكد إن. ومن الواضح أنه يمكن استخدام الإنترنت لتعقّب المعارضين حقيقة. وقالت مصادر على عين المكان، إن “قائمة أوليّة” وضعتها حركة طالبان.
الشبكات الاجتماعية الرئيسية تتفاعل. وفي الأسبوع الماضي، قالت شركة فيسبوك، التي حظرت حسابات طالبان الرئيسية، إنها أضافت إجراءات أمنية لمستخدميها الأفغان، منها إخفاء قوائم أصدقائهم. وقام تطبيق كلوب هاوس بتقليده وإخفاء العروض التقديمية وصور الملف الشخصي.
قد لا يكون هذا كافيا للحد من الاضطهاد. لقد ذكرت صحيفة إنترسبت، يوم الأربعاء، أن حركة طالبان استولت أيضًا على أجهزة قياس بيومترية عسكرية أمريكية يمكنها استخدامها لتحديد الأفغان الذين ساعدوا قوات التحالف.
«بعد عشرين عامًا من استيلائها الأخير على السلطة، لئن لم تتغيّر في النقاط الأساسية لأيديولوجيتها، فقد تعلمت حركة طالبان أنه إلى جانب الحرب والكفاح المسلح، هناك وسائل أخرى. وهذه هي الأسباب التي دفعتها إلى اعتماد وسائل الاتصال الحديثة هذه، وتخليها عن رفضها للتكنولوجيات الجديدة”، يقول كريم باكزاد.
ومع ذلك، فإن الشبكات الاجتماعية، على وجه الخصوص، ذات حدين. شهد النظام الجديد هذا الأسبوع، خلال الذكرى 102 لاستقلال البلاد، موجة من الصور تظهر مئات المعارضين الذين يستبدلون العلم الإسلامي بعلم الألوان الثلاثة (أحمر، أسود، أخضر).
ولكن أيضًا، صور قلة من النساء اللواتي نزلن إلى الشوارع للدفاع عن حقوقهن التي تتعرض لتهديد طالبان، صور تم تداولها في جميع أنحاء العالم.
قد ينتهي وقت الدبلوماسية قريبًا... “لا أؤمن بشبكة الإنترنت للجميع في أفغانستان، وهذا لا يخص طالبان فقط... كل الأنظمة والدول السلطوية تنتهي دائمًا بتقييد الوصول إلى الإنترنت بشكل كبير”، يقول كريم باكزاد...
إغواء لا يختلف في النهاية عن بعض الدول الغربية.
- تحاول قاعدة الحركة تغيير صورتها من خلال سلطة الشبكات
- الحديث عن طالبان وأدواتها الرقمية الجديدة يعود بنا إلى السؤال الأبدي: هل تغيرت، كما يقول قادتها؟
- تعلّمت حركة طالبان أنه إلى جانب الحرب والكفاح المسلح، هناك وسائل أخرى
- قد ينتهي وقت الدبلوماسية قريبًا، وينتهي زمن شبكة الإنترنت للجميع في أفغانستان
تستخدم طالبان الشبكات الاجتماعية في دعايتها ودبلوماسيتها، ولكن أيضًا لتعقب أعدائها... تغيير كبير مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عامًا.
يمكن لطالبان امتلاك ساعات أبل أيضًا. قد تبدو الصورة المنشورة على موقع تويتر مفاجئة، حتى لو كانت على معصم شخصية رفيعة المستوى في الحركة الإسلامية وليست في معصم جندي بسيط.
ورغم كل شيء، فإن هذه الصورة توضح التطور الذي حدث داخل طالبان تجاه التقنيات الجديدة.
«في نهاية التسعينات، عندما وصل مقاتلو طالبان إلى كابول عام 1998، كانوا يشغّلون أجهزة التلفزيون بشكل رمزي، كما يذكر للاكسبريس كريم باكزاد، الباحث في معهد البحوث الدولية والاستراتيجية، المتخصص في ‘أفغانستان. وكانت هناك احتفاليات لشنق الأشرطة”. لم تكن الكاميرات شائعة جدًا أيضًا، وهذا ما يجعل العثور على صورة الملا عمر أحد مؤسسي حركة طالبان، معجزة.
كل هذه التقنيات، الغربية بشكل أساسي، لم تنل استحسان مؤسسي المجموعة الصارمة للغاية... وقد تغيّر الزمن. “عندما ظهرت الصور الأولى لطالبان داخل القصر الرئاسي الذي تم الاستيلاء عليه في كابول، كان هناك عدد من أعضاء طالبان مسلحين بكاميرات الفيديو والهواتف الذكية، مثل أولئك الذين يحملون البنادق”، لخّص الخبير في الشرق الأوسط كبير تانيجا، للشبكة العالمية للتطرف والتكنولوجيا... كيف وصلوا الى هنا؟
الشبكات الاجتماعية، أدوات للدعاية الحربية
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما كان سيحدث لولا التدخل الأمريكي. ومهما يكن، أصبحت أفغانستان بمرور السنين مرتبطة بشكل متزايد، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ من أي مكان آخر. قدّر البنك الدولي، عام 2000، أنه لا يوجد أفغاني (أو تقريبًا) لديه اتصال بالإنترنت في ذلك العام. وكانوا 4 بالمائة فقط عام 2010. وارتفع المعدل بصعوبة الى 11 فاصل 4 بالمائة عام 2017. وفي عام 2021، سيكون أكثر من 8 ملايين أفغاني نشطًا على الإنترنت، وفقًا لآخر الدراسات التي أجرتها “نحن اجتماعيون وهووتسوت”، أو حوالي 22 بالمائة من السكان. ويبحر أكثر من نصفهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، في الصدارة. ويفترض انهم من الشباب.
بدأ التحول الرقمي لطالبان في الفترة ما بين 2005-2006، مع إطلاق موقعها، “الامارة”، المتوفر باللغات الدارية والباشتو، ولكن أيضًا باللغة الإنجليزية. ثم سرعان ما اهتمت الحركة بالشبكات الاجتماعية الناشئة.
انخرط المتحدثون الرسميون الرئيسيون في تويتر، ويبثون بشكل محموم على شبكة الإنترنت منذ عام 2011. واليوم، يجمع ذبيح الله مجاهد، 350 ألف مشترك، والدكتور محمد نعيم، 230 ألف “متابع”، وسهيل شاهين، 383 ألف مشترك، ما يقرب من مليون شخص يتابع على هذه الشبكة وحدها، وهي واحدة من أكثر الشبكات متابعة على هذا الكوكب. دون أن ترى المنصة التي أسسها جاك دورسي، أنها تمثل عيبًا رئيسيًا في الوقت الحالي.
في ذلك الوقت، ركزت الاتصالات الأولى بشكل أساسي على الدعاية الحربية، كما حللها أستاذ العلوم الاجتماعية الأمريكي، ديفيد دريسيل، في مقال أكاديمي نُشر عام 2014. “ينشر نشطاء طالبان الإلكترونيون بانتظام تحديثات على تويتر تنقل ادعاءات وتقارير غالبًا ما تكون خطأ وتفاخر بمزاعم شن هجمات محددة ضد القوات الأمريكية (...). وكثيراً ما لوحظت تغريدات تعلن مسؤوليتها عن هجمات العبوات الناسفة وهجمات القناصة ونصب كمائن للقنابل اليدوية ضد قوات التحالف والجيش الأفغاني”. كما استنكرت حركة طالبان ما تسميه “جرائم الحرب” الأمريكية، خاصة أن الضربات تصيب المدنيين.
وكجزء من هذه الدعاية الحربية، تحاول الحركة الإسلامية التأثير، جسديًا أولاً، ولكن أيضًا عبر الإنترنت، على الانتخابات في أفغانستان. قبل عامين، كشف مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع لمجلس أتلانتيك، وهو منظمة أمريكية متخصصة في مكافحة المعلومات المضللة، عن مشروع صغير لزعزعة الاستقرار على تويتر، بقيادة نحو ستين حسابا لطالبان، من خلال دفع هاشتاغ #الفتح، لتمجيد هجمات الحركة على القوات الحكومية بما يزيد الضغط على السكان، لتشجيعهم على عدم الذهاب للتصويت. ولا يزال الإسلاميون يمارسون الممارسات نفسها حتى يومنا هذا. وأظهر مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي، أثناء الاستيلاء على مدن المقاطعات وكذلك كابول، هذا الصيف، كيف تم تضخيم كل رسالة من قادة طالبان من خلال شبكة تويتر.
الدبلوماسية والسيارات الالكترونية... إلى متى؟
أخيرًا، من خلال “محدودية الموارد نسبيًا”، فإن طالبان “تنشر وتشارك المزيد من المعلومات من حيث التكرار والكم مقارنة بالحكومة”، يرى في مقال آخر نُشر في سبتمبر 2020، هزرات م. بحر، باحث متخصص في الاتصالات ومقره في شنغهاي.
ورغم كل شيء، حدث تغيير منذ عدة سنوات. ربما بسبب الشروط الصارمة المتزايدة لاستخدام الشبكات الاجتماعية، ومعظمها أمريكية، لجأت حركة طالبان إلى استخدام أكثر “دبلوماسية” لهذه الأدوات الرقمية. “إنها هي التي قدمت، من خلال قنواتها، بعض المعلومات للعالم بأسره -تمت تصفيتها بمهارة بالطبع - حول المفاوضات الجارية مع الأمريكيين. كما استخدمت الإنترنت لتوثيق رحلات قادتها الرسمية إلى موسكو، أو الصين، على سبيل المثال”، يشرح كريم باكزاد.
هذه الاستراتيجية الجديدة تصل حاليًا إلى ذروتها، رغم الاستحواذ على السلطة. هذا الأسبوع، حاول قادة طالبان عبر مواقعهم الإخبارية وتقاريرهم، وكذلك عبر منصات تويتر وفيسبوك وواتساب، طمأنة السكان، وتم وضع سلسلة من أرقام واتساب لجمع الشكاوى، على وجه الخصوص، في كابول.
وأكد ذبيح الله مجاهد، دائما على موقع تويتر، السبت، أنه تم تشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء في كابول “لطمأنة وسائل الإعلام”: عضو من اللجنة الثقافية، وعضو من اتحاد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وعضو من قيادة شرطة كابول، وسيتناولون قضايا الإعلام في كابول».
لكن هذه الإيماءات المهدئة لا تترك أحداً ينخدع، ولسبب وجيه: لقد وردت أنباء عن تعرض العديد من الصحفيين للاضطهاد، وعن مقتل قريب لمراسل ألماني، كما تم توثيق العنف ضد المدنيين والمعارضين بشكل جيد ايضا.
وبالمثل، تحاول قاعدة الحركة تغيير صورتها من خلال سلطة الشبكات. “نرى الآن الجنود يستمتعون بلعب السيارات الالكترونية، واخذ صور السلفي. ويتنزل هذا في شكل من أشكال التطبيع، ولكن أيضًا في الفصام التام لهذا التيار، الذي يرفض مع ذلك جميع الأنشطة الترفيهية الغربية. يبقى ان هذا يعطي وجهًا أكثر قبولًا للنظام”، يفكك للاكسبريس سيباستيان بوسوا، دكتور في العلوم السياسية وباحث في العلاقات الأوروبية العربية.
ضغوط ومراقبة واضطهاد
«لكن في العمق، الحديث عن طالبان وأدواتهم الرقمية الجديدة يعود بنا إلى السؤال الأبدي: هل تغيروا، كما يقولون بأنفسهم؟”، يواصل الخبير. على ما يبدو لا. فقد دعت منظمة حقوقية الأفغان إلى حذف تاريخهم على الإنترنت وموسيقاهم وصورهم. وحتى سيرتهم الذاتية على لينكد إن. ومن الواضح أنه يمكن استخدام الإنترنت لتعقّب المعارضين حقيقة. وقالت مصادر على عين المكان، إن “قائمة أوليّة” وضعتها حركة طالبان.
الشبكات الاجتماعية الرئيسية تتفاعل. وفي الأسبوع الماضي، قالت شركة فيسبوك، التي حظرت حسابات طالبان الرئيسية، إنها أضافت إجراءات أمنية لمستخدميها الأفغان، منها إخفاء قوائم أصدقائهم. وقام تطبيق كلوب هاوس بتقليده وإخفاء العروض التقديمية وصور الملف الشخصي.
قد لا يكون هذا كافيا للحد من الاضطهاد. لقد ذكرت صحيفة إنترسبت، يوم الأربعاء، أن حركة طالبان استولت أيضًا على أجهزة قياس بيومترية عسكرية أمريكية يمكنها استخدامها لتحديد الأفغان الذين ساعدوا قوات التحالف.
«بعد عشرين عامًا من استيلائها الأخير على السلطة، لئن لم تتغيّر في النقاط الأساسية لأيديولوجيتها، فقد تعلمت حركة طالبان أنه إلى جانب الحرب والكفاح المسلح، هناك وسائل أخرى. وهذه هي الأسباب التي دفعتها إلى اعتماد وسائل الاتصال الحديثة هذه، وتخليها عن رفضها للتكنولوجيات الجديدة”، يقول كريم باكزاد.
ومع ذلك، فإن الشبكات الاجتماعية، على وجه الخصوص، ذات حدين. شهد النظام الجديد هذا الأسبوع، خلال الذكرى 102 لاستقلال البلاد، موجة من الصور تظهر مئات المعارضين الذين يستبدلون العلم الإسلامي بعلم الألوان الثلاثة (أحمر، أسود، أخضر).
ولكن أيضًا، صور قلة من النساء اللواتي نزلن إلى الشوارع للدفاع عن حقوقهن التي تتعرض لتهديد طالبان، صور تم تداولها في جميع أنحاء العالم.
قد ينتهي وقت الدبلوماسية قريبًا... “لا أؤمن بشبكة الإنترنت للجميع في أفغانستان، وهذا لا يخص طالبان فقط... كل الأنظمة والدول السلطوية تنتهي دائمًا بتقييد الوصول إلى الإنترنت بشكل كبير”، يقول كريم باكزاد...
إغواء لا يختلف في النهاية عن بعض الدول الغربية.