طحنون بن زايد: توحيد القوات المسلحة قرار استراتيجي اتخذه القادة المؤسسون

طحنون بن زايد: توحيد القوات المسلحة قرار استراتيجي اتخذه القادة المؤسسون


وجه سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، كلمة بمناسبة الذكرى الـ 49 لتوحيد القوات المسلحة، فيما يلي نصها.
" منذ تسعة وأربعين عاماً، خطَت دولة الإمارات خطوة تاريخية، باتخاذها قراراً استراتيجياً بتوحيد قواتها المسلحة، إدراكاً من القادة المؤسسين أن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بقوة عسكرية متماسكة، بكفاءة عالية، وأنه لا تنمية بلا أمن، فكانت رؤيتهم الاستشرافية أساس ما نشهده اليوم من تنمية شاملة، يحمي مكتسباتها ويذود عنها جيش احترافي، شهد بكفاءته كبار القادة العسكريين حول العالم.
ونحصد اليوم ثمار حكمة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، وإخوانه القادة المؤسسين حكام الإمارات، رحمهم الله، فما وصلت إليه قواتنا المسلحة من قدرات بشرية وتسليحية وكفاءة ميدانية، جعلت منها محط أنظار الكثيرين، إذ حققت الإمارات نقلات نوعية متسارعة في تطوير جيشها ورفع جاهزيته، وإسناده بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز قدراتها في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية.
إن المكانة التي حققتها قواتنا المسلحة وسمعتها الاحترافية، جاءت نتيجة تخطيط إستراتيجي مستمر وعمل دؤوب بفضل الرؤية السديدة والدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، "حفظه الله"، الذي أولى تطوير وتحديث قواتنا المسلحة، كل اهتمامه، وحرص على أن تكون مجهزة بأفضل المعدات والتقنيات الحديثة، للوصول بها إلى أعلى درجات الكفاءة القتالية والاستعداد والجاهزية الكاملة، وهي الآن بفضل رعاية سموه تحظى بقدرات عالية في التسليح والتدريب والتمكين، وتحظى باحترام وثقة دولية، عززها الحضور اللافت ضمن قوات حفظ الأمن والسلام الدوليين.
لقد خطت الإمارات خطوات مهمة تجاه تعزيز الصناعات الدفاعية والأمنية، وتكثيف الاستثمار فيها، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن توطيد دعائم الاتحاد وتعزيز مسيرته، تنطلق من قوة عسكرية، قوامها كوادر مؤهلة بأرفع العلوم، ومسلحة بأحدث المعدات العسكرية، ومجهزة بأفضل الصناعات الدفاعية، لتمكين قواتنا المسلحة من أداء دورها في الحفاظ على مكتسباتنا الوطنية وحماية مسيرتنا التنموية على أكمل وجه.
وفي هذا اليوم نحيي منتسبي القوات المسلحة بمختلف أماكنهم من القادة والضباط، وضباط الصف، والجنود، ونثمن جهودهم العظيمة، ومثابرتهم الدؤوبة، التي قدموا عبرها صورة مشرقة عن أبناء الإمارات، ونبل أخلاقهم، وقدرتهم على خوض كل مهمة، بتميز ومهارة تثبت أن قواتنا المسلحة مصنع الرجال.
ونستذكر في هذا اليوم الخالد شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم من أجل رفعة وطننا وتقدمه، وأدوا الأمانة بكل إخلاص، فلهم منا في هذا اليوم تحية إجلال وإكبار، ولن تنسى دولة الإمارات قيادة وشعباً عطاء شهدائها، وستبقى تضحياتهم نبراساً، تقتدي به الأجيال، ويتعلمون منها حب الوطن والدفاع عنه، وأن وطننا أغلى ما نملك.
كما نوجه التحية لذوي الشهداء، ونثمن ما قدمه فلذات أكبادهم، في سبيل خدمة الوطن، ونؤكد أن بطولاتهم سجلت بماء الذهب على صفحات التاريخ، وسيظل كل إماراتي يتذكر شجاعتهم وبسالتهم، بكل فخر واعتزاز.
نجدد ثقتنا بقواتنا المسلحة، ونحن على يقين تام أن دولة الإمارات بحكمة قيادتها وبسواعد أبنائها، ستبلغ المجد، وستعلي من دورها الداعي للسلام العالمي، وستكون قواتها المسلحة، جنداً للأمن والاستقرار، ونشر السلام، والنموذج الإماراتي الذي يسعى لخير وسعادة البشرية.
وبهذه المناسبة، نرفع أسمى آيات التهنئة، إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، سائلين المولى عز وجل أن يسدد خطاهم ويحفظ دولتنا، وشعبنا، ويديم علينا الاستقرار والأمان والتطور والازدهار ".