أصول كوفيد- 19 تطفو على السطح مجددا:

طلاق بالثلاث بين الصين ومنظمة الصحة العالمية...!

طلاق بالثلاث بين الصين ومنظمة الصحة العالمية...!

- لم يسبق لمنظمة الصحة العالمية أن ذهبت بعيدًا في حقل الألغام هذا
- يشير الصينيون إلى مختبر فورت ديتريك، بالقرب من واشنطن، على أنه مصدر كوفيد- 19



«موت شخص واحد مأساة كبرى، بينما موت مليون شخص هي مجرد إحصائيات”، قال جوزيف ستالين. في البوسنة، بينما أقيمت إحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا بين 11 و14 يوليو 2021، يواصل الرجال والنساء العمل حتى لا يصبح الذين فُقدوا في حرب يوغوسلافيا مجرد إحصاءات.ولتحقيق ذلك، يجب أن نتذكر، يجب أن نبني سلام النفوس من خلال الاعتراف بمكانة الضحايا، ويجب أن تكون المحاكم الوطنية والدولية أيضًا قادرة على التحقيق في ملفاتهم.     هذه السلسلة من المهارات، التي تجمع المنظمات الدولية وجمعيات الضحايا والشرطة والقضاء، ترتكز على المهمة الدؤوبة التي تقوم بها فرق البحث عن المقابر الجماعية.

   اقترحت منظمة الصحة العالمية على الصين يوم الخميس 22 يوليو، إعادة فتح تحقيقها في أصل كوفيد-19، مشيرة إلى احتمال حدوث تسرب من المختبر. ردود فعل فورية وغاضبة سجّلت من بكين التي أعلنت أنها “مندهشة للغاية”، معتبرة الاقتراح “متعجرفًا” و”غير محترم” و “مخالف للحس السليم».
   وقال تسنغ ييشين، نائب وزير لجنة الصحة الوطنية، إنه “فوجئ” عندما علم بالدراسة التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية. موضوع الخلاف، على حد قوله: ان هذه الدراسة “تفترض أن الصين فشلت في الامتثال للبروتوكولات، وربما تسبّبت في تسرّب من المختبر، وهذه الأطروحة هي أحد السبل ذات الأولوية لأبحاثها».

   لم يسبق لمنظمة الصحة العالمية أن ذهبت بعيدًا في حقل الألغام هذا، حيث تثير الصين شكوكًا متزايدة في الخارج برفضها بعناد أي تحقيق دولي على أراضيها في أصل الفيروس.

   يذكر أن جائحة كوفيد-19 مسؤولة عن وفاة 4.13 مليون شخص الى حدود 22 يوليو، منذ ظهور فيروس كورونا في ووهان في سبتمبر 2019.
   لم يُصب أي من الباحثين في معهد ووهان لعلم الفيروسات، بفيروس كوفيد-19، ولم يجر مختبر ووهان P4 ، في أي وقت، بحثًا يحتمل أن يكون خطيرًا على البشر، كما اكد نائب الوزير. “الوضع لا يسمح بأية شكوك، يصرّ تسنغ ييشينغ، الباحثون على يقين من عدم وجود دليل على وجود تسرّب من المختبر. إذن، هل يمكن أن يكون الفيروس قد تفشىّ جرّاء تسرّب من المختبر؟ هذه الدراسة الجديدة التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية لفحص أصول الفيروس، هي في نفس الوقت عدم احترام للمنطق السليم، وتتعارض في بعض النواحي مع العلم. وهذا هو سبب استبعادنا تمامًا قبول هذا المقترح. ومن هذا المنطلق، إليكم السبب، أجد في هذا البرنامج عدم احترام للمنطق السليم، وغطرسة تجاه العلم. «

   في الأيام الاخيرة، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه يعتقد أنه من “السابق لأوانه” التخلي عن النظرية القائلة بأن تفشي الفيروس قد يكون مصدره تسرّب من المختبر. وصرّح: “كما تعلمون جيدًا، كنت أنا نفسي فنيًا في المختبرات واختصاصيًا في المناعة وعملت في مختبرات، وتحدث داخلها حوادث”. لذلك دعا غيبريسوس نفسه بكين إلى التعاون في التحقيقات الجديدة التي ينبغي بالضرورة أن تكون شفافة من أجل اكتشاف ما يمكن أن يكون قد حدث في النهاية.

أطروحة فقدت مصداقيتها
    طرح دونالد ترامب وإدارته أطروحة حادث المختبر لأول مرة في أبريل 2020. وقد فقدت هذه الأطروحة كل مصداقيتها عندما بدا البعض، في حاشية الرئيس الأمريكي السابق، يطرحون فكرة العمل المبيّت والعمد، الذي كان هدفه تطوير أسلحة بيولوجية. أي أطروحة المؤامرة التي كان من اثارها تجميد البحث على أصول الفيروس.    وبناءً على هذه الاتهامات الخطيرة، تحدث كبار العلماء ضد مثل هذه التكهنات التي لا أساس لها من الصحة، في مقال نشرته ذي لانسيت، المجلة المرجعيّة في هذا المجال.   وكان الرئيس جو بايدن هو الذي أعاد إحياء القضية في نهاية شهر مايو من خلال إصدار أوامر لأجهزة المخابرات الأمريكية بالتحقيق في الأمر وإبلاغه في غضون 90 يومًا، وعلى وجه الخصوص حول ما إذا كان هناك تسرّب في المختبر أم لا.

«ليست الكلمة الأخيرة»
   وكما هو متوقع، فإن تقرير منظمة الصحة العالمية حول أصول كوفيد-19، الذي نُشر في 29 مارس، لا يسلط الضوء على مصدر هذا الوباء. وخلال عرض نتائج هذا التحقيق، لم يتردد تيدروس غبريسيسوس في انتقاد عدم الوصول إلى المعطيات الخام التي تمنحها السلطات الصينية. وقال إن الخبراء الدوليين “أعربوا عن صعوبة وصولهم إلى البيانات الأولية” أثناء إقامتهم في الصين العام الماضي. انتقاد علني نادر لكيفية تعامل بكين مع هذا التحقيق المشترك.
   ويعتقد العديد من الخبراء أيضًا، أن الخبراء الذين زاروا ووهان طيلة أربعة أسابيع في مارس الماضي، لم يكن لديهم ما يكفي من الفسحة للعمل بحرية. وكان تعيين المحققين العشرة في قلب مفاوضات مكثفة بين بكين ومنظمة الصحة العالمية. وحصلت الصين على حق الفيتو في اختيار العلماء المعنيين وتقييد هامش مناورتهم. واختتم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت قائلاً: “آمل أن تستند الدراسات التعاونية الجديدة إلى تقاسم المعطيات على نطاق أوسع وأسرع».   حاول رئيس وفد الخبراء الدوليين، بيتر بن مبارك، التقليل من شأن ذلك في مؤتمر صحفي، قائلاً إنه في الصين، كما في أي مكان آخر، لا يمكن تقاسم بعض البيانات لأسباب تتعلق بالمعطيات الخصوصية. الا ان رئيس منظمة الصحة العالمية عمّق الجرح، وطالب ببدء تحقيق جديد، يتم إجراؤه مع خبراء متخصصين، حول فرضية تسرّب فيروس كورونا من مختبر في الصين، رغم أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت في البداية أن مثل هذا التسرب “بعيد الاحتمال للغاية».
   «هذا التقرير بداية مهمة جدا، لكنه ليس الكلمة الأخيرة”، قال في الاخير المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مما يمهد الطريق لمزيد من البحث. من جانبه، رحب الاتحاد الأوروبي أيضًا بـ “الخطوة الأولى المفيدة”، ولكن “في الوقت الذي يأسف فيه للتأخر في بدء التحقيق، والتأخير في نشر الخبراء “في الصين” ومحدودية توافر العينات والبيانات”، التي يعود تاريخها إلى بدايات الوباء.

فورت ديريك، النيران الصينية المضادة
   إن هذا التغيير الجذري في لهجة منظمة الصحة العالمية بالتحديد، هو الذي يكرس الطلاق بين هذه المؤسسة وبكين، وهو طلاق يبدو اليوم نهائيا. في الواقع، الى جانب إنكار أي فكرة عن تسرب مختبري، تشير الحكومة الصينية بأصابع الاتهام إلى نقص الشفافية من جانب الولايات المتحدة.
   لقد توحّد المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الرسمية الآن في جبهة واحدة، ويفعلون كل ما في وسعهم للإشارة إلى مختبر فورت ديتريك، بالقرب من واشنطن، على أنه أصل كوفيد-19. وهذا الموقع هو في قلب البحوث الأمريكية ضد الإرهاب البيولوجي. وفورت ديتريك هو مركز طبي حيوي تابع للقيادة الطبية للجيش الأمريكي يقع شمال مدينة فريدريك بولاية ماريلاند.
  تاريخيا، كان قاعدة للبرنامج الأمريكي للأسلحة البيولوجية حتى عام 1969. وهو اليوم مركز أبحاث طبي حيوي يضم مختبر P4، يحتوي على 67 من العوامل والسموم، منها الإيبولا والجدري والجمرة الخبيثة والطاعون وسم الخروع. تم إغلاق الموقع صيف 2019 بسبب الخروقات الأمنية، وعاد الموقع للعمل مرة أخرى منذ 27 مارس 2020.
   وأطلقت صحيفة جلوبال تايمز، وهي صحيفة يومية تصدر باللغة الإنجليزية ذات نفس قومي وتخضع لإشراف صحيفة الشعب اليومية، وهي نفسها صحيفة الحزب الشيوعي الصيني، أطلقت يوم الأربعاء 21 يوليو، عريضة لفتح تحقيق في فورت ديتريك.
  ولا شك أن هذه العريضة ستجمع عددًا كبيرًا من التوقيعات، لكن الاتهامات الصينية تبدو غير مقنعة، وتشبه رد فعل ممسرح أكثر من كونها مبادرة يمكن أن تكتسب زخمًا لدى الرأي العام العالمي.ويرجّح أيضًا، أن يكون هذا الجدل على قائمة المناقشات التي اجرتها في الصين اعتبارًا من الأحد 24 يوليو، وكيلة وزير الخارجية ويندي شيرمان، أعلى مسؤول أمريكي يزور البلاد منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض يوم الأحد 20 يناير.
-------------------------
مؤلف حوالي خمسة عشر كتابًا مخصصة للصين واليابان والتبت والهند والتحديات الآسيوية الرئيسية. عام 2020، نشر كتاب “الزعامة العالمية محوره، الصدام بين الصين والولايات المتحدة” عن منشورات لوب.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot