على إدارة بايدن مواجهة إيران الحقيقية لا المفترضة

على إدارة بايدن مواجهة إيران الحقيقية لا المفترضة


أنهى رأس الديبلوماسية الأمريكية مايك بومبيو خدمته في وزارة الخارجية بقوة كبيرة، فخلال بضعة أسابيع، ألقى عدداً من الخطابات البارزة وأطلق تغريدات تظهر إنجازاته خلال توليه هذا المنصب، وفي صحيفة “ذي أراب نيوز” السعودية، شرح مدير مركز دوغلاس وساره أليسون في مؤسسة هيريتدج لوك كوفي، أسباب هذه الخطوات وأهميتها للإدارة المقبلة.
يرى كوفي أن تصريحات بومبيو كانت حازمة رغم إثارتها للجدل في بعض الأحيان. فكشف أن واشنطن كانت تغير توجيهات عمرها أكثر من أربعة عقود حول تواصل المسؤولين الأمريكيين مع تايوان، وأعلن عودة الولايات المتحدة إلى تصنيف كوبا، دولةً راعيةً للإرهاب، وصنف الحوثيين أيضاً تنظيماً إرهابياً. لكن تركيزه الأكثر حدة في الأسابيع الأخيرة انصب على إيران، وكان محقاً في ذلك. ففيما كان العالم يدخل 2021 كانت إيران ترفض تضييع الوقت مظهرة أنها ستتبع سياسة سلبية خلال الأشهر المقبلة من السنة.

قرصنة وخرق للتعهدات
في وقت سابق من هذا الشهر، احتجز الحرس الثوري ناقلة نفط كورية جنوبية قرب مضيق هرمز. وبررت إيران قرصنتها بمزاعم غريبة عن تلويث السفينة للمياه. والسبب الحقيقي مرتبط على الأرجح بالأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية بفعل العقوبات الأمريكية والتي تبلغ حوالي 7 مليارات دولار.
وإضافة إلى القرصنة، بدأت إيران تخصب اليورانيوم بـ 20% خارقة بذلك السقف المحدد في الاتفاق النووي والبالغ 3.67%. وتقرب الخطوة إيران بشكل خطير من الوصول إلى السلاح النووي.

إيران تدعم القاعدة
أضاء بومبيو في الأسبوع الماضي على العلاقة الخطيرة بين إيران وتنظيم القاعدة، فقال: “بالنسبة إلى القاعدة، إيران هي موطنها الجديد. تؤمن طهران الملاذ لكبار قادة المجموعة الإرهابية بينما يخططون للهجمات ضد أمريكا وحلفائنا”. ورغم أن بومبيو أعلن للمرة الأولى اغتيال أبي محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في 7 أغسطس (آب) الماضي قرب طهران، إلا أنه لم يكن هناك الجديد الكثير في خطابه.
قد يتساءل البعض لماذا تدعم دولة ذات نظام شيعي متطرف منظمة إرهابية سنية، والسبب بسيط بحسب كوفي، للطرفين عدو مشترك وهو الولايات المتحدة وحلفاؤها.
طيلة سنوات، كانت الأدلة تتزايد عن وجود رابط بين هذين الطرفين، منذ أعمال اللجنة التي تشكلت للتحقيق في اعتداءات 11 سبتمبر(أيلول) الإرهابية. وخلال الهجوم الأمريكي ضد مجمع آبوت آباد في باكستان في 2011، عثر على مستندات ووثائق تربط تنظيم القاعدة بالاستخبارات الإيرانية.

إيران دولة لامسؤولة
ستكون لتصرفات بومبيو تداعيات على الإدارة المقبلة. انتقد الرئيس المنتخب جو بايدن سياسة ترامب الإيرانية وحملة الضغط الأقصى ضد طهران. وكانت الإضاءة التي سلطها بومبيو على سلوكيات إيران الشنيعة تذكيراً لبايدن وفريقه للأمن القومي، بأنه لا جواب سهلاً في التعامل مع إيران، وفقاً لكوفي.
لقد روج للاتفاق النووي باعتبار أنه سيجعل تصرفات طهران أكثر اعتدالاً وسيدفعها لتصبح لاعباً مسؤولاً في المنطقة.
لكن منذ توقيع الاتفاق، لم تظهر إيران أي دليل على ذلك. فمولت ولا تزال تمول وكلاءها في اليمن وسوريا والعراق، وتواصل دعم عناصر من طالبان في أفغانستان. وشن الإيرانيون هجوماً ضد منشآت نفطية في السعودية، واحتجزوا بشكل غير شرعي عدداً من ناقلات النفط في المياه الدولية. ويؤكد كوفي أن هذه الأفعال لا تصدر عن دولة مسؤولة.

إيران بين
 الواقع ورغبة بايدن
لدى العديد من المسؤولين الذين يتوقع أن يخدموا في الإدارة المقبلة مصلحة شخصية في ضمان إعادة إحياء الاتفاق النووي لأنهم شاركوا في صياغته. لكن الكاتب ينصح إدارة بايدن بضرورة التعامل ومواجه إيران الحقيقية، لا تلك التي ترغب فيها.
يتساءل البعض عن سبب إعلان بومبيو مقاربات سياسية مهمة قبل أيام من انتهاء ولايته، علماً أن هذه القرارات تكشف في بداية عهد الإدارات  في العادة. لكن إدارة ترامب لم تكن تقليدية منذ أول يوم تسلمت فيه مهامها.
ويعتقد كوفي أن دافع بومبيو يكمن ربما في مزيج من الترويج لإرثه السياسي في وزارة الخارجية على طريق الترشح للرئاسة في 2024، ومحاولة لتشتيت الانتباه عن الأزمة الداخلية.
وحتى لو صحت هذه الفرضية، يشدد كوفي على أنه لا توقيتاً سيئاً لتذكير الجمهور الأمريكي والعالم بنشاطات إيران المشينة. داعياً في النهاية، الإدارة المقبلة إلى التركيز على حقيقة الرسالة لا على شخص المرسِل.




 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot