قال خبير في الشؤون الروسية إن الأزمة الأوكرانية من منظور موسكو، تتعلق في جانب منهم بالخشية من تحرك أوكراني محتمل للسيطرة على منطقة دونباس الانفصالية، التي تدعمها روسيا.
وذكر دميتري ترينين مدير مركز كارينغي موسكو في حديث للإذاعة الوطنية الأميركية أن الروس يخشون أن يتكرر في دونباس السيناريو الذي فعله الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، بإخضاع أوسيتيا الجنوبية عسكريا عام 2008.

وقال إن حوالي 70 ألفا من سكان منطقة دونباس حصلوا على الجنسية الروسية، لذلك يترتيب على موسكو التزام حماية مواطنيها هناك في حالة نشوب نزاع عسكري.
واعتبر ترينين أن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بحشد عشرات الآلاف من جنوده على الحدود مع أوكرانيا، جاء في سياق ضغط دبلوماسي لدفع أميركا للنظر في المخاوف الأمنية الروسية، معربا عن اعتقاده أنه نجح في الأمر.

وقال إنه يعتقد أن بوتن لم يكن يستعد للحرب أو الغزو أصلا.
وعن سبل حل الأزمة، قال الخبير في الشؤون الروسية إنه يمك للولايات المتحدة تلبية بعض المطالب الروسية الخاصة بالأمن، مثل الامتناع عن نشر قوات أو صواريخ في أوكرانيا.

وأضاف أن الولايات لن تقبل بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، لأن ذلك سيثير احتمال وقوع تصادم عسكري بين القوى العظمى.
ولفت إلى تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن عدم إرسال قوات إلى أوكرانيا، معتبرا أن ذلك خطوة مهمة.
وقال إن أوكرانيا لن تصبح عضوا في الناتو، طالما أن روسيا ستتعامل مع تلك العضوية أو المسار إلى تلك العضوية على أنها غير مقبولة.
ومن ناحية ثانية، أشار الخبير الروسي سترتكب حماقة في نشر أسلحة هجومية في أوكرانيا، لأن موسكو لديها الآن القدرة على نشر أنظمة مماثلة.

إلى ذلك، اعترضت مقاتلات بريطانية طائرات حربية روسية اقتربت من المملكة المتحدة، ورافقتها إلى أن أبعدتها عن المجال الجوي البريطاني.
وذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية أمس الخميس نقلا عن سلاح الجو الملكي البريطاني أن 4 مقاتلات من طراز “تايفون” اعترضت ورافقت
4 قاذفات روسية من طراز “بير” وصلت إلى مكان بعيد عن الأجواء البريطانية.

وأضاف سلاح الجو البريطاني أن طائرات “تايفون” أقلعت من القاعدة الجوية في لوسيموث شمالي بريطانيا، بعدما رُصدت أجسام مجهولة تقترب من المملكة المتحدة.
وأكد أن الطائرات الحربية الروسية لم تدخل المجال الجوي البريطاني.

وقال سلاح الجو البريطاني إنه يعترض ويرافق “بشكل روتيني” طائرات روسية تدخل إلى منطقة الاهتمام البريطانية، التي لا تعني المجال الجوي للمملكة المتحدة فحسب بل يصل إلى الأجواء الدولية التي تتحمل بريطانيا جزءا من المسؤولية فيها مثل المراقبة الجوية.
وقال سلاح الجو الملكي البريطاني إنه “يعمل بشكل وثيق مع شركاء الناتو لمراقبة مثل هذه الطائرات».

ويأتي هذا التطور في وقت يرتفع منسوب التوتر بين روسيا والغرب، على خلفية الحشود العسكرية التي وضعتها موسكو على حدود أوكرانيا.
وقبل يومين، وصل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى كييف في رسالة تضامن مع أوكرانيا، وفي أحدث رسالة قوية من لندن حيال موسكو.