الجمهور ذكي ويحتاج إلى وقت كي يتعرف على الفنان
غنوة محمود: التجارب الكثيرة التي مررتُ بها جعلتني أصل إلى البطولة
دخلت غنوة محمود، عالم التمثيل في 2010، وأطلت في عدد من المسلسلات اللبنانية والعربية المشتركة، ما ساعدها على الانتشار في شكل أوسع.
ومع أنها تميزت في الأعمال اللبنانية، ولكنها حققت حضوراً أكبر في مصر من خلال مشاركتها في عشرات الأعمال، وهي انتهت قبل أيام من تصوير فيلم «شلة ثانوي» الذي تجسد فيه دور البطولة.
وتقول غنوة محمود إنها تعبت في شق طريقها وتدرجت في المهنة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. وتؤكد أن مطالبة الجمهور بها هو الذي أَكْسَبَها مكانتَها وحضورَها الجماهيري في مصر والدول العربية.
• كيف تتحدثين عن أول بطولة سينمائية في مصر؟
- سعيدة بالتقدم الذي أحرزته. ومع أنني في المجال منذ مدة بعيدة ولم أصل إلى ما أنا عليه بسرعةٍ، فإنني مستمتعة جداً بالخطوات الثابتة التي أحققها مع أنها بطيئة. لو لعبتُ البطولة منذ مدة طويلة لَما كنتُ ربما قبلتُ بالأدوار الثانوية في الأعمال المشتركة، ولكن التجارب التي مررتُ بها جعلتني أستفيد من كل تجربة إلى أن وصلتُ إلى البطولة، بثبات.
• هل تقصدين أن موهبتك وتَدَرُّجك بالمهنة أوصلاك إلى البطولة، خصوصاً أن هناك مَن يصلون إليها بسرعة قياسية؟
- هذا صحيح. ولكن مَن تصبح بطلة بسرعةٍ غالباً ما تَعتمد على «السند» أو العلاقات، أما أنا فاعتمدتُ على أدواري. وكلُّ دورٍ لَعِبْتُه كان يؤمّن لي الدورَ الذي يليه. هذا الأمر جَعَلَني مطلوبةً من الجمهور ولم أعتمد على شبكة علاقات. هناك فارق بين أن يطلبنا القيّمون على الدراما في أعمالهم لأنهم يعرفوننا، وبين أن يطالبهم الجمهور بهذا الحضور. ولذلك، احتجتُ إلى وقت أطول حتى أثبت نفسي. والجمهور ذكي وهو يحتاج إلى وقت كي يتعرف على الفنان جيداً ويقتنع به. وأنا بدأت في مصر منذ العام 2014 وهذه ليست مسألة سهلة.
• هل يمكن القول إن مصر أَنْصَفَتْكِ أكثر من لبنان؟
- لا يمكن أن نصف الواقع بهذه الطريقة، لأن الإنتاج في لبنان محدود. لكن عندما كان يتأمن الإنتاج كانوا يطلبونني لمسلسلات ضخمة عُرضت على «نتفلكس» و«شاهد». لا يمكن أن نظلم المُنْتِجين اللبنانيين، لأن عدد الممثلين في لبنان كبير جداً ولا يمكن جَمْعُهُم في عمل أو عملين، أي أن المشكلة تكمن في ندرة المسلسلات.
• المقصود أن كثيراً من الممثلين خاضوا تجارب درامية في مصر ولكنهم لم يستمروا لسبب أو لآخر، بينما أنت تمسكتِ بمصر والمصريين تمسكوا بك؟
- ليس في إمكان الجميع أن ينتظر وأن يعيش في مصر وأن يتكيف مع ثقافة المصريين ويتعلّم لهجتهم. وأنا أحببتُ مصر والشعب المصري وتأقلمتُ على العيش هناك كأنني أعيش في بلدي، ولم أشعر بأنني أبذل جهداً خلال كل الأعوام الماضية، بل أقول إن التجربة تستحق، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالوجود مع نجوم كبار وأن أكون على قدر المسؤولية. وأنا لديّ الصبر الكافي لأستمر وأتعلم وأصبح مخضرمة، لأنني لا يمكن أن أقف أمامهم إذا لم أكن أملك ثقة كاملة بأنني سأنجح بذلك.
• من الواضح أنك كنتِ حريصةً على التنوّع في أعمالك، خصوصاً أن البعض يربط تجاربه بموسم درامي معين أو نوع معين من الأعمال كالمشتركة أو المحلية أو المعربة؟
- ركزت قليلاً على الدراما المصرية لأنها تتطلب جهداً وأصعب من سواها، ولذلك لم أتمكن من الحضور في غيرها، أما اليوم فأشعر بأنني منفتحة على جميع العروض، بحسب الدور، سواء كان العمل لبنانياً أو مصرياً أو سورياً أو معرَّباً، المهم أن يكون الدور جيداً وأستطيع تقديمه في شكل مميز لأن المُشاهِد يتابع الفنان أينما كان. لا شك في أن الأعمال المعرَّبة ناجحة وأنا لم أشارك فيها حتى الآن، لكن تركيزي الأول والأخير هو على الدور.
• هل ترغبين بخوض تجربة المُعَرَّب؟
- نعم، خصوصاً أنها طويلة، فالممثل يبدع أكثر عندما يعيش مع الشخصية نفسها لفترة طويلة ويشعر بمتعة أكبر. وهناك فارق بين مسلسل ينتهي تصويره خلال 3 أشهر ومسلسل آخَر يستغرق تصويره 9 أشهر ومع الشخصية نفسها.
• كم يستفيد الممثل عندما يقف إلى جانب نجوم كبار؟
- سبق أن تقاسمتُ مع بيومي فؤاد، بطولة خماسية عُرضت في رمضان الماضي وقبْلها في عمل جَمَعَني بالنجمتين نبيلة عبيد وناديا الجندي ومن إنتاج شركة «الصبّاح». لا شك أن التعامل مع أي نجم مصري كبير يضيف إلى تجربتي، ونحن تربينا على أفلامهم ومسلسلاتهم. ونجوم فيلم «شلة ثانوي» يُشهد لهم بالإبداع.
• كثيرون يعتبرون أن السينما تتراجع والمسرح ينتعش لأن المنصات أخذت إلى حد ما دور السينما؟
- السينما تبقى سينما ومكانها محفوظ، ومهما شاهدنا أعمالاً على المنصات، فإننا نسرع إلى السينما عندما نَسمع بطرح أفلام جديدة، كما أن أفلام السينما يُعاد عرضها على المنصات.
• ولكن غالبية شركات الإنتاج العالمية تنتج أفلامها لمصلحة المنصات، ولذلك هناك مَن يعتبر أن السينما تراجعت كدور عرض وليس كأفلام؟
-... ولكن هذا لا يعني أنه لم يعد هناك وجود للسينما، بل كل مجال يحافظ على مكانته ووجوده.
• في لبنان يشهد المسرح انتعاشاً على حساب السينما؟
- لطالما كانت السينما تعاني في لبنان وهو بلد لا يتجاوز عدد سكانه الـ 4 ملايين نسمة، بينما يبلغ عدد سكان مصر أكثر من 100 مليون وهم يهتمّون للسينما كثيراً، ولكن هذا لا يلغي نجاح الكثير من الأفلام اللبنانية.
• هل يمكن القول إن هناك نجوماً مطلوبين للسينما وآخَرين للدراما التلفزيونية وأن نجاح الممثل في أي مجال منهما لا يضمن نجاحه في الآخر؟
- لا أعرف على أي أساس يتم اختيار الممثلين في كل مجال، ولكنني أعرف جيداً أن كلهم يحبون الوجود في السينما لأنها تتميز بنكهة مختلفة.