يتوقع صدور النتائج صباح اليوم الاثنين

فرز الأصوات في انتخابات قاطعتها المعارضة في بنغلادش

فرز الأصوات في انتخابات قاطعتها المعارضة في بنغلادش

بدأ مسؤولو الانتخابات في بنغلادش فرز الأصوات الأحد بعد اقتراع يُرجّح أن تفوز فيه رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بولاية خامسة إذ قاطعته أحزاب بينها حزب المعارضة الرئيسي الذي وصفته بـ»المنظمّة الإرهابية».
شهدت بنغلادش، الدولة الثامنة في العالم لجهة عدد السكان (نحو 170 مليون نسمة) وكانت تعاني فقرا مدقعا، نموا اقتصاديا قويا تحت قيادة حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه حسينة. لكنّ الحكومة واجهت اتهامات بانتهاكها مرات عدة حقوق الإنسان وقمعها المعارضة بأساليب عنيفة. ولا يواجه حزب رابطة عوامي أي معارضين تقريباً في الدوائر الانتخابية التي يتنافس فيها، لكنّه أحجم عن تسمية مرشحين في عدد منها، لكي لا يُعتبر البرلمان أداة يتحكّم بها حزب واحد.
 
وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات شريف العالم لفرانس برس «بدأ فرز الأصوات».
ودعا الحزب القومي البنغلادشي الذي شهدت صفوفه موجة اعتقالات واسعة إلى إضراب عام نهاية الأسبوع وحضّ السكان على عدم المشاركة في ما وصفها بانتخابات «زائفة».
لكن حسينة (76 عاما) دعت المواطنين للاقتراع تعبيرا عن إيمانهم بالعملية الديموقراطية.
 
وقالت للصحافيين بعد الإدلاء بصوتها «الحزب القومي البنغلادشي منظمة إرهابية... أبذل قصارى جهدي لضمان استمرار الديموقراطية في هذا البلد».
ويتوقع صدور النتائج صباح الاثنين.
تدلّ أولى المؤشرات على أن نسب المشاركة ستكون منخفضة، رغم التقارير الواسعة عن لجوء السلطات إلى تكتيكات الترغيب والترهيب لتعزيز شرعية الاقتراع.
وبلغت نسبة المشاركة حتى الظهر 18,5 في المئة، وفق المسؤول في لجنة الانتخابات جهانغير عالم.
 
وأكد كثر بأنهم لم يشاركوا نظرا إلى أن النتيجة محسومة سلفا.
وقال محمد سيدور (31 عاما) «عندما يشارك حزب ولا يشارك الآخر، لم سأصوّت؟».
وأفادت الطالبة فرحانة مانك (27 عاما) «كلنا نعرف الفائز».
وقال شهريار أحمد (32 عاما) الذي يعمل في جمعية خيرية لفرانس برس «لست مهتما على الإطلاق بالمشاركة في هذه المهزلة.. أفضّل البقاء في المنزل ومشاهدة الأفلام».
 
بدوره، أعرب زعيم الحزب القومي طارق رحمن، متحدثا من منفاه في بريطانيا، عن قلقه من حشو صناديق الاقتراع. وقال لفرانس برس «أخشى من أن ترفع لجنة الانتخابات نسب المشاركة باستخدام أصوات زائفة».
وذكر بعض الناخبين في وقت سابق بأنهم تلقوا تهديدات بمصادرة بطاقات الإعانات الحكومية الخاصة بهم والتي تُعد ضرورية للحصول على مساعدات اجتماعية، في حال رفضوا التصويت لحزب رابطة عوامي.
وقال لال ميا (64 عاما) الذي أدلى بصوته في منطقة فريدبور في وسط البلاد لوكالة فرانس برس «قالوا لي إنهم سيصادرون بطاقتي في حال لم أصوّت.. قالوا إنّ علينا التصويت لصالح الحكومة لأننا تعيلنا».
نظّم الحزب القومي البنغلادشي وغيره من الأحزاب احتجاجات تواصلت على مدى شهور العام الماضي للمطالبة بتنحي حسينة قبل الانتخابات. واعتقلت السلطات نحو 25 ألف معارض بينهم جميع القادة المحليين للحزب القومي في إطار حملة أمنية أعقبت الاحتجاجات، بحسب الحزب. وأفادت الحكومة من جانبها باعتقال 11 ألف شخص.
وخرجت احتجاجات صغيرة ومتفرّقة في الأيام التي سبقت الانتخابات، لتذكّر بمئات الآلاف الذين تظاهروا العام الماضي.
وأعلنت الشرطة الأحد أنها أطلقت النار في مدينة شيتاغونغ لتفريق تظاهرة للمعارضة شارك فيها حوالى 60 شخصا أغلقوا طريقا احتجاجا على الانتخابات، مؤكدة عدم سقوط ضحايا. تفيد لجنة الانتخابات بأنه تم نشر حوالى 700 ألف شرطي وعنصر من قوات الاحتياط إلى جانب حوالى 100 ألف من عناصر القوات المسلحة للمحافظة على النظام خلال الاقتراع.
 
لطالما هيمنت المنافسة بين حسينة، ابنة مؤسس للبلاد، وخالدة ضياء، وهي زوجة مسؤول عسكري سابق تولّت رئاسة الحكومة مرّتين، على المشهد السياسي في بنغلادش.
عادت حسينة إلى السلطة عام 2009 إثر انتخابات حققت فيها فوزا كاسحا وتخللتها مخالفات واسعة واتهامات بالتزوير.
أدينت ضياء (78 عاما) بالفساد عام 2018 وتخضع حاليا للعلاج في مستشفى في دكا فيما يتولى نجلها طارق رحمن قيادة الحزب القومي مكانها من منفاه في لندن.
وقال لوكالة فرانس برس إن حزبه وعشرات الأحزاب الأخرى رفضت المشاركة في انتخابات نتائجها «محسومة سلفا».
 
اتهمت الشيخة حسينة حزب بنغلادش القومي المعارض بإشعال حرائق وبأعمال تخريب خلال احتجاجات قتل فيها عدد كبير من الأشخاص في مواجهات مع الشرطة.
ولطالما اتُّهمت قوات الأمن الحكومية بتنفيذ عمليات قتل غير مشروعة والتورط في حالات اختفاء قسري، وهو أمر تنفيه. وفرضت الولايات المتحدة، أكبر سوق لصادرات بنغلادش، عقوبات على وحدة من الشرطة والقادة التابعين لها.