فورين بوليسي: المنطاد الصيني صدى مخيف لحادث 1960

فورين بوليسي: المنطاد الصيني صدى مخيف لحادث 1960


أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه أجّل زيارة ديبلوماسية مهمة إلى بكين، بعد الكشف عن منطاد صيني للمراقبة بيحوم فوق مونتانا بالقرب من منشآت نووية حساسة. قالت إدارة بايدن إنها حيدت أي تهديد استخباري، وتفكر في كيفية إسقاطه بالنظر إلى مخاوف سقوطه فوق مناطق مأهولة.
في هذا السياق، كتب جيمس بالمر في مجلة “فورين بوليسي” أن المناطيد التي تحلق على ارتفاع قد تبدو غير مثيرة للإعجاب بالمقارنة مع صور الأقمار الاصطناعية التي يمكنها تصوير تفاصيل دقيقة من مرتفعات أعلى بكثير. لكن المناطيد تتمتع بمزايا عدة على تلك الأقمار، كما لفت إلى ذلك المحلل ويليام كيم السنة الماضية. هي رخيصة ويمكن أن تدوم لأشهر وتحوم في مكانها بدلاً من تتبع المسارات المتوقعة للأقمار الاصطناعية، وهي صعبة الإسقاط بشكل مفاجئ.

لماذا الآن؟
رغم أن المناطيد أدوات مراقبة قوية، من المستغرب أن تقوم بكين بأمر مستفز إلى هذا الحد مباشرة قبل زيارة أمريكية دبلوماسية أساسية، خصوصاً أن الصين كانت تدفع باتجاه إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الجائحة.
حسب بالمر، للصين بالتأكيد مصلحة قوية في مراقبة المنشآت النووية الأمريكية، وكانت واشنطن تتعقب عن كثب توسع الصين النووي. لكن الولايات المتحدة مليئة بالمنشآت العسكرية الحساسة وثمة احتمال أكبر في اقتراب منطاد خرج عن مساره من إحداها.
من المحتمل أن يكون هذا العمل استفزازاً مقصوداً من الفصائل المناهضة للولايات المتحدة ضمن الجيش الصيني أو أمن الدولة، ربما رداً على إضعافهم بفعل الاندفاع الصيني نحو تعزيز العلاقات مع واشنطن. لكن الأكثر ترجيحاً هو أن ذلك كان ببساطة خطأ فادحاً – برنامج مراقبة موجود أساساً تم كشفه، أو حتى احتمال ألا تكون النية الأساسية دخول المنطاد إلى الولايات المتحدة.
من المحتمل جداً أن تكون الصين قد استخدمت هذه التقنية لفترة من الزمن وأن الولايات المتحدة كانت على دراية به لكنها اختارت ديبلوماسياً ألا ترد. خلال إفادة صحافية مساء الخميس، أكد ناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الخروقات حدثت في الماضي بضع مرات وخلال ولاية إدارات سابقة. يبدو أن العامل المحفز لهذا الحادث هو أن المنطاد انحرف إلى مستوى منخفض بما يكفي كي يرصده المدنيون، مما أجبر السلطات الأمريكية على الرد.

كيف سترد الصين؟
قالت الصين إن المنطاد مخصص لغرض مراقبة الأحوال الجوية وقد انحرف عن مساره بفعل الرياح الغربية وهي “تأسف على الدخول غير المقصود” للمنطاد في المجال الجوي الأمريكي. من المستبعد كثيراً أن تغير المواقف حيال هذه القضية إذ يصعب على بكين الاعتراف بالخطأ علناً: يحتمل أن يكون هناك اعتذار او اعتراف خلف الأبواب المغلقة. لكن من السهل أيضاً رؤية كيف قد تبدو الولايات المتحدة منافقة من وجهة نظر صينية كما تابع بالمر. لقد استخدمت واشنطن وحلفاؤها بشكل روتيني مجموعة من التقنيات طوال عقود لمراقبة الأراضي الصينية عن كثب، عبر صور الأقمار الاصطناعية إلى الرقابة من تحت سطح البحر.
قد يشمل ذلك بالفعل مناطيد للتجسس والتي كان البنتاغون يعمل عليها منذ 2020 على الأقل. وفكر الخبراء الأمريكيون لسنوات في الاستخدامات المحتملة في الفضاء القريب. إن إلغاء أو تأجيل رحلة بلينكن قد يعززان المتشددين المناهضين للولايات المتحدة ضمن القيادة الصينية حيث سينظرون إلى ذلك على أنه إظهار واشنطن لعدم جديتها قط في محاولة إعادة بناء علاقة عملية. حتى أولئك الأكثر تعاطفاً مع الجهود الديبلوماسية الأمريكية قد يرون في ذلك الأمر إشارة إلى أن واشنطن عالقة في سياسات داخلية مناوئة للصين.

ما الذي سيحصل تالياً؟
حسب بالمر، هذا تأكيد آخر على أننا لا نزال في الأيام الأولى للحرب الباردة بنسختها الثانية حيث كانت المراقبة المتبادلة واحدة من أكثر القضايا توتراً. كمثل على ذلك، برزت قضية حادثة طائرة يو-2 التجسسية سنة 1960 التي كشفت بشكل محرج أن الولايات المتحدة كانت تكذب حين لم يسقط السوفيت طائرة لا يمكن رصدها وفق الافتراضات وحسب، لكنهم ألقوا القبض على الطيار وجعلوه يعترف على شبكة التلفاز العامة. أتى ذلك في مرحلة ملائمة نسبياً من العلاقات الأمريكية-السوفياتية وألغى الجهود المبذولة في محادثات نزع السلاح. في صدى مخيف لما جرى اليوم، ادعت الولايات المتحدة، قبل الكشف عن احتجاز الطيار، أن الطائرة كانت تقود عملاً مرتبطاً بالأحوال الجوية ودخلت الأراضي السوفياتية عن طريق الخطأ.
أضاف الكاتب أن بعض التداعيات سترتبط بكيفية إسقاط المنطاد. هذه المناطيد صلبة بشكل مفاجئ وهي تحتاج غالباً لقوة متفجرة من أجل إسقاطها مما قد يترك طبيعتها غامضة بطريقة مفيدة. إذا استطاعت الولايات المتحدة إسقاطه واستعادة معدات متعلقة بالرقابة العسكرية لا المناخية، ستصبح الأمور أكثر إحراجاً بالنسبة إلى الصين. في كلتا الحالتين، سيغذي ذلك اعتقاداً قوياً في الكونغرس بأن الصين تهديد كبير للولايات المتحدة. قال مسؤول أمريكي إن الزيارة تأجلت ولم تلغَ، وإن بلينكن لم يرد للمنطاد أن يسيطر على المحادثات. لدى واشنطن حرص واهتمام بقراءة المزاج على الأرض في الصين عقب احتجاجات السنة الماضية والتراجع عن سياسات صفر كوفيد. لكن علاقة باردة أساساً بين أكبر قوتين حول العالم أصبحت أكثر برودة بقليل.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/