رئيس الدولة وستارمر يؤكدان أن حل الدولتين السبيل لتحقيق استقرار المنطقة
فوز ممداني يدفع الديمقراطيين والجمهوريين إلى معركة مبكرة
قال الكاتب ستيف إسرائيل، عضو الكونغرس الأمريكي السابق ورئيس اللجنة الديمقراطية للانتخابات في مجلس النواب سابقاً، إن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك لا يقتصر تأثيره على حدود المدينة، بل سيؤثر بصورة مباشرة في المشهد الانتخابي الوطني، وعلى استعدادات الحزب الديمقراطي لانتخابات التجديد النصفي في 2026.
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع “ذا هيل” التابع للكونغرس، أن الجمهوريين بدأوا بالفعل بتوظيف صورة ممداني في حملاتهم، محاولين تصويره كرمز لـ”راديكالية” ديمقراطية تهدد الناخبين، حتى في مناطق بعيدة عن نيويورك.
وأضاف الكاتب أن استراتيجية “الربط بالمتطرفين” ليست جديدة؛ فقد استخدمت من قبل لتأليب الناخبين ضد أسماء بارزة في الحزب الديمقراطي، مثل نانسي بيلوسي عام 2010، ولكنّ الواقع الحالي، حسب الكاتب، مختلف ويتيح للديمقراطيين الاستفادة من الدرس بدل الوقوع في الفخ ذاته.
ممداني وسبانبرغر وشيريل
وأوضح الكاتب أن النقاش داخل الحزب الديمقراطي يتمحور حول سؤال: هل يجب أن يكون الحزب وجهه تقدمياً شعبوياً مثل ممداني؟ أم وسطياً توافقياً، مثل حاكمتي فرجينيا ونيوجيرسي، أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل؟.
وقال إن الجواب الصحيح ليس أن الحزب بحاجة للثلاثة. ممداني يمثل طاقة الشارع وقدرة استثنائية على حشد الشباب، وبناء حملات رقمية فعّالة. بينما نجحت شخصيات وسطية مثل سبانبرغر وشيريل في كسب الناخبين المترددين والناخبين العابرين للحزب، خاصة أولئك الذين يعانون من تكاليف المعيشة، ويملّون من الاستقطاب السياسي.وتابع أن دمج أسلوبين انتخابيين مختلفين، واحد يجيد الفوز في بروكلين نيويورك، والآخر قادر على الفوز في بروكلين آيوا، هو الطريق إلى الانتصار في منتصف 2026.
المعركة الرقمية: ميدان الحسم
وأشار الكاتب إلى أن الفوز في هذا العصر يتطلب القدرة على توجيه خطاب اقتصادي مقنع، وبلغة صادقة ومباشرة،
وعبر منصات رقمية تستطيع الوصول إلى الشباب والطبقات المتوسطة.
وقال الكاتب إن الهوية الأيديولوجية ليست المشكلة، بل المصداقية وقدرة المرشح على مخاطبة ناخبيه بلغتهم وظروفهم.
وتابع الكاتب أن نجاح أو فشل محاولة الجمهوريين في استخدام ممداني كرمز للتطرف السياسي سيعتمد بشكل مباشر على طريقة إدارته لمدينة نيويورك خلال الفترة المقبلة. فإذا ركّز ممداني على القضايا المعيشية التي قادته إلى الفوز، مثل أزمة الإيجارات وأسعار النقل والغذاء، فسيكون من الصعب تصويره على أنه تهديد سياسي خارج المدينة، وستفشل جهود خصومه في استخدام اسمه لتخويف الناخبين.
أما إذا انصرف نحو الملفات الخارجية على حساب هموم الحياة اليومية لسكان المدينة، فإن صورته يمكن أن تصبح أكثر قابلية للتوظيف السياسي، الأمر الذي يسهّل على الجمهوريين تقديمه كنموذج لـ “يسار متطرف” في الولايات المتأرجحة.
وأوضح الكاتب أن تأثير هذا الخطاب سيكون أكثر وضوحاً في ضواحي نيويورك القريبة، ولا سيما في لونغ آيلاند والمناطق الريفية المتأثرة مباشرة بالإعلام المحلي. أما في الدوائر الوطنية الأبعد، فسيختلف تأثيره من منطقة إلى أخرى؛ ففي بعض الولايات المتأرجحة قد تتراجع فعالية الخطاب، بينما يمكن للرسائل المعادية للاشتراكية أن تجد جمهوراً أكثر تقبلاً في أماكن مثل ميامي. وهذا يعني أن مدى نجاح استراتيجية “ممداني كفزاعة” ليس وطنياً بقدر ما هو محلي ومتغير، بحسب السياق السياسي والاجتماعي لكل دائرة انتخابية.
حزب جناح واحد؟
وخلص الكاتب إلى أن الحزب الديمقراطي لن يتمكن من الفوز في انتخابات منتصف 2026، إذا أصر على رؤية نفسه كـ”حزب جناح واحد”. فالفوز الوطني يتطلب الاعتراف بأن للحزب أكثر من وجه، وأنه بحاجة إلى قيادات تقدمية تحفّز القواعد الشعبية والشباب، وفي الوقت ذاته إلى قيادات وسطية قادرة على كسب الناخبين المترددين والمستقلين. ويذكّر الكاتب بمبدأ قديم ظل يحكم السياسة الأمريكية عبر عقود: كل السياسة محلية. فالمرشح ينجح حين يعرف كيف يعرّف نفسه لجمهوره المباشر، لا حين يسمح لخصومه بأن يفعلوا ذلك نيابة عنه.