قلق إيراني من استثمار إسرائيل في القرى الذكية على حدود أذربيجان

قلق إيراني من استثمار إسرائيل في القرى الذكية على حدود أذربيجان

أكد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، الذي يتخذ من ألمانيا وهولندا مقرّين له، أنّ التقارب الأذري الإسرائيلي يُشكّل مصدر قلق كبير لإيران، باعتباره تحوّلاً استراتيجياً قد يؤثر على التوازنات الإقليمية. وتخشى طهران أن يؤدي هذا التقارب إلى زيادة التأثير الإسرائيلي في منطقة القوقاز وبالتالي تهديد مصالحها الإقليمية وأمنها القومي. وكشفت آندي فليمستروم، الباحثة السويدية في المركز، في مجال الأمن الدولي والإرهاب، أنّ تل أبيب باتت تستثمر بقوة في “القرى الذكية” عند الحدود الأذرية مع إيران من أجل شنّ هجمات سيبرانية ضد منشآت إيرانية حيوية، وتسيير طائرات مسيرة، والقيام بمسوحات جوية فوق الأراضي الإيرانية وتجنيد عملاء، وعمليات تهريب وتسلل عبر الحدود نجحت بنقل وثائق مسروقة من المفاعل النووي الإيراني إلى أذربيجان في شاحنات. وهذه العمليات تُعتبر جميعها تهديداً مباشراً لأمن إيران القومي.
 
وقالت في دراسة لها نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، بعنوان “أسباب قلق إيران من تحالف أذربيجان وإسرائيل؟” إنّه بات متوقعاً أن تُنفّذ إسرائيل مزيداً من الهجمات السيبرانية التي تستهدف المفاعلات النووية لإيران ومنشآتها الحيوية وكذلك البنى التحتية.
وعلى الرغم من أنّ التهديدات الإسرائيلية السيبرانية عبر الحدود الأذرية، يُقابلها قدرة إيران على صدّ أو كشف بعض تلك الهجمات، إلا أنّ قدرات إسرائيل السيبرانية هي الأكثر تفوّقاً. كما وتعزز إسرائيل قدراتها الاستخبارية وتهديدها لإيران، كونها تتمتع بوضع أمني استخباراتي واسع في أذربيجان.
وذكرت فليمستروم أنّ أهمية علاقات إسرائيل مع أذربيجان تظهر الآن أكثر من السابق، وخاصة مع وصول كل من المملكة العربية السعودية وإيران إلى اتفاق سلمي لحلّ المواجهة ما بين البلدين.
 
وحذّرت من أن تشهد المرحلة المقبلة ازدهاراً في العلاقات بين طهران ويريفان، وتزايد نشاط الجماعات الانفصالية الإيرانية داخل أذربيجان، وذلك ردّاً على تطوّر تحالف أذربيجان وإسرائيل، حيث باتت باكو تُمثّل تهديداً رئيسياً لإيران انعكاساً لاتّساع نفوذ تل أبيب داخل الهيكل السياسي والأمني والاستخباراتي لأذربيجان التي تشهد تعزيزاً للحضور التكنولوجي الاستخباراتي لإسرائيل. كما وتنظر إيران بعين الريبة إلى دور أذربيجان المُتزايد في محاولات تطويقها إقليمياً في إطار استراتيجية العقوبات والضغوط التي تُمارسها واشنطن على طهران. ويعني وجود قاعدة جوية إسرائيلية بالقرب من الحدود داخل الأراضي الأذربيجانية، وسفارة إسرائيلية في تركمانستان لا تبعد أكثر من 17 كيلومتراً عن الحدود الإيرانية، أنّ منطقة القوقاز وآسيا الوسطى قد دخلت عملياً في دائرة الدور الإسرائيلي الساعي إلى محاصرة إيران، وفتح جبهة جديدة ضدّها.
 
انعكاسات حرب عام 2020 
أشارت الباحثة إلى أنّ حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020 أدّت إلى تغيير كبير في توازن القوى في جنوب القوقاز، وانعكاساً لذلك فقد تمّ تفكيك البنية الأمنية التقليدية التي استمرّت من 1994-2020. كما وزادت الحرب من نفوذ تركيا في المنطقة. وكان الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإيران هو ظهور إسرائيل في الأراضي التي تمّ الاستيلاء عليها حديثاً على طول الحدود الأذربيجانية الإيرانية. ورغم أنّ أذربيجان قد أقامت تعاوناً دفاعياً وأمنياً قوياً مع إسرائيل منذ أوائل عام 2010، إلا أنّ سيطرة جمهورية ناغورنو كاراباخ على حدود 135 كيلومتراً مع إيران أعطت طهران الثقة حينها في أن هذه المناطق لن تستخدم في أنشطة مناهضة لها. لكنّ حرب 2020 غيّرت هذا الوضع بشكل كبير، حيث سمحت أذربيجان لإسرائيل بدخول تلك الأراضي بحجة أنشطة إعادة الإعمار وإنشاء القرى الذكية. وترى إيران أنّ باكو بذلك غيّرت ميزان القوى في المنطقة واتخذت موقفاً علنياً مُعادياً لإيران. وتعاملت طهران بحذر شديد مع الحرب الأخيرة في إقليم ناغورنو كاراباخ. وتحت ضغوط شعبية من مواطنيها الأذر، تجنّبت إظهار الانحياز لأرمينيا، وقبلت على مضض بوقائع جيوسياسية فرضها انتصار باكو في الحرب الأخيرة سنة 2020، والتي كانت سبباً في استعادة تركيا دورها الجيوستراتيجي في منطقة القوقاز على حساب مصالح الأمن القومي الإيراني وتطلعات طهران التوسعية في هذه المنطقة. وأيقنت إيران أنّ موازين القوى لم تعد لصالح حليفتها التقليدية أرمينيا، وأن انتصار أذربيجان سيكون له تداعيات مرهقة على حدودها، لذلك كان خيارها استيعاب الصدمة والتعامل بحذر مع تمدد تركي أذري في المجال الحيوي المشترك بينها وبين روسيا، نتيجة غض طرف موسكو في المعادلة الجديدة وقبول غربي.
 
إيران تنتقم بدعم أرمينيا
وردّاً على توفير أذربيجان موطئ قدم لإسرائيل في خاصرة إيران، وفي خطوة تعكس التوتر المتصاعد والمخاوف الإيرانية من النشاط الإسرائيلي في باكو، قامت طهران أخيراً بتزويد أرمينيا بمسيرات للمراقبة وأخرى انتحارية وكميات كبيرة من الصواريخ والقذائف لمواجهة أي هجوم أذربيجاني محتمل. وشملت الإمدادات الإيرانية كذلك صواريخ أرض- جو محمولة على الكتف، وصواريخ مضادة للدروع محمولة مقلدة عن صواريخ ستينغر وجافلين الأميركية، والتي حققت نجاحاً كبيراً ضدّ الآليات العسكرية الروسية في حرب أوكرانيا. وكانت صحيفة هآرتس كشفت أنّ تحقيقاً استقصائياً أكد بيع إسرائيل لأذربيجان مُعدّات حربية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مقابل النفط وتوفير موطئ قدم قُرب الحدود مع إيران، مُضيفة أنّ السنوات السبع الأخيرة شهدت هبوط 92 رحلة جوية لطائرات شحن تابعة لشركة سيلكوي الأذرية في مطار عوفدا العسكري جنوبي إسرائيل، وذلك لنقل شحنات الأسلحة والذخائر من إسرائيل إلى أذربيجان، حيث يرتبط البلدان بتحالف استراتيجي منذ 20 عاماً. كما أتاحت أذربيجان لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) إقامة محطة متقدمة توفر للأخير قدرة عالية على تعقب ورصد ما يجري في إيران. كما أن السلطات الأذرية عملت على تأهيل مطار مخصص لمساعدة إسرائيل في حال قررت مهاجمة منشآت نووية إيرانية.
 
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/