قهوتك الصباحية مفتاحك لشيخوخة أكثر صحة

قهوتك الصباحية   مفتاحك لشيخوخة أكثر صحة

هل يمكن أن يكون فنجان القهوة الصباحي مفتاحك للعبور إلى عمر أطول وأكثر صحة؟ دراسة جديدة موسعة خلصت إلى احتمالية ذلك، إذ ربطت بين تناول ما بين 1 إلى 3 فناجين من القهوة يوميًا في منتصف العمر، وبين فرص أكبر للتمتع بشيخوخة صحية خالية من الأمراض المزمنة وضعف القدرات الذهنية أو الجسدية.

47 ألف امرأة... على مدار 30 عاماً
البحث، الذي عُرض في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للتغذية، اعتمد على بيانات أكثر من 47 ألف امرأة ضمن "دراسة الممرضات الصحية". واللواتي تمت متابعتهن على مدار 30 عامًا بدءًا من منتصف أعمارهن "الخمسينيات"، وخلص الباحثون إلى أن من تناولن القهوة بانتظام كانت احتمالات وصولهن إلى سن متقدم بصحة عقلية وبدنية أفضل بكثير من غيرهن.
المفاجئ في التقرير الذي نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن الدراسة، أن التأثير الإيجابي ارتبط بالقهوة تحديدًا، ولم يظهر مع الشاي أو القهوة منزوعة الكافيين، فيما ارتبط شرب مشروبات غازية مثل "الكولا" بانخفاض فرص الشيخوخة الصحية.

لماذا القهوة بالذات؟
أجاب الباحثون عن هذا السؤال بالقول إن القهوة تحتوي أولا على مركبات بيولوجية نشطة قد تحمي القلب وتخفض الالتهابات، كما أظهرت أبحاث سابقة أنها تقلل مخاطر السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، وإضافة إلى ذلك، فإن الكافيين نفسه قد يعزز التركيز والقدرات الإدراكية مع التقدم في العمر.
ويقول د. ديفيد كاو من جامعة "كولورادو": "القهوة تبدو ذات فائدة خاصة مقارنة بمصادر كافيين أخرى."

محاذير وحدود
ومع ذلك، فإن الدراسة تعد دراسة رصدية وليست تجربة سريرية، أي إنها تكشف ارتباطًا لا يثبت سببية مباشرة. ورغم محاولة الباحثين لضبط عوامل أخرى -مثل نمط الحياة والنظام الغذائي- إلا أنه لا يمكن استبعاد وجود متغيرات إضافية.
كما أن الجرعة المثالية ليست موحدة للجميع، فعلى سبيل المثال التغيرات الهرمونية "مثل الحمل، أو سن انقطاع الطمث، أو استخدام موانع الحمل" قد تُبطئ استقلاب الكافيين. وأيضا فإن مرضى ضغط الدم المرتفع أو اضطرابات النوم أو القلق عليهم الحذر... وبطبيعة الحال، فإن الإفراط في الشرب "أكثر من 4–5 فناجين يوميًا" قد ينعكس سلبًا.

ما هي النصائح؟
بحسب رأي الخبراء، فإذا كنت تشرب القهوة بالفعل ما بين فنجان إلى ثلاثة يوميًا، فقد يكون ذلك آمنًا ويدعم صحتك على المدى الطويل. أما إذا لم تكن معتادًا على القهوة، فلا يُنصح ببدء عادة جديدة فقط لهذا السبب.
وفي النهاية تؤكد كل الأطراف أن القهوة ليست بديلًا عن النوم الكافي، أو الغذاء المتوازن، أو ممارسة الرياضة... فهي ليست "إكسير الشباب السحري"، لكنها قد تكون حليفًا مفيدًا ضمن نمط حياة صحي متكامل، لتصل إلى عمر متقدم بجسد أكثر قوة وذهن أكثر صفاء.

 إليك أفضل وقت لتناول أول كوب قهوة

لا شك في أن القهوة تساهم في منع العديد من الاضطرابات الصحية إذا تم تناولها باعتدال وبطريقة صحيحة.
عن هذا أظهرت دراسة، نشرت مؤخرا في دورية Heart الأوروبية، والتي شملت تحليل بيانات من أكثر من 40 ألف شخص بالغ، أن الأشخاص الذين تناولوا القهوة بشكل أساسي في الصباح أقل عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 16% وأقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 31% مقارنة بغير شاربي القهوة، وفقًا لما جاء في تقرير نشرته صحيفة Gulf News.
كما اتضح أن القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي طقوس يومية وهوس عالمي. وبالنسبة للكثيرين، فإنها الطريقة الوحيدة لبدء اليوم بشكل صحيح.
ولكن لا يقتصر سحر القهوة عند اليقظة، فعندما يندفع إلى المخ، فإنه يتعامل مع الأدينوزين ومستقبلاته، مما يمنع النعاس.
وليس من المستغرب أن تربط الدراسات بين القهوة وانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب ومرض باركنسون ومرض الزهايمر.
إذ أثبت العديد من الدراسات أن القهوة تساعد على الشعور بالسعادة.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن توقيت تناول القهوة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على النتائج الصحية، وخاصة فيما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية ومعدل الوفيات بشكل عام.
كما ترجح أحد التفسيرات المحتملة أن تناول القهوة في وقت متأخر من اليوم ربما يؤدي إلى خلل في الإيقاعات اليومية ويؤثر على جودة النوم، مما يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات ضارة على القلب والأوعية الدموية.
ويرجح بعض الخبراء أن تأخير تناول القهوة حتى منتصف أو أواخر الصباح "على سبيل المثال، بين الساعة 9:30 و11:30 صباحًا" عندما تنخفض مستويات الكورتيزول بشكل طبيعي يمكن أن يحسن فعالية الكافيين ويقلل من التدخل المحتمل في نظام الاستجابة للتوتر في الجسم.