رئيس الدولة والرئيس الأميركي يبحثان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتطورات الإقليمية
الدول المتقدمة أبرزت جشعها:
قومية اللقاح، النقص: لهذا تأخرت مبادرة كوفاكس...!
-- من بين أكثر من 860 مليون جرعة تم حقنها حتى الآن، تم حقن حوالي نصفها في البلدان الغنية
-- سيكون من المستحيل تقريبًا على مبادرة كوفاكس تحقيق أهدافها قصيرة المدى
-- من الصعب تسريع تسليم اللقاحات، إنها ليست مشكلة مالية بقدر ما هي مشكلة إنتاج
-- هدف المبادرة تقديم المساعدة لـ 92 دولة فقيرة من خلال توفير العلاجات المختلفة مجانًا
الجهاز الذي يفترض أن يضمن التوزيع العادل للقاحات في العالم يجد صعوبة في تسريع الوتيرة. لقد أظهرت الدول المتقدمة فعلا أنها جشعة في الجرعات.
ستساعد اللقاحات في الخروج من جائحة كوفيد، شرط أن يتمكن الجميع من الاستفادة منها. هذه هي الرسالة التي صاغها منذ شهور رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي يواصل التنديد بالفوارق بين الدول الغنية والفقيرة في الحصول على الأمصال الثمينة.
وإذا كانت بعض البلدان، مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، تقوم بالتطعيم بقوة، فإن البعض الآخر قد تأخر كثيرًا. فمن بين أكثر من 860 مليون جرعة تم حقنها حتى الآن، تم حقن حوالي نصفها في البلدان الغنية مع 16 بالمائة فقط من سكان العالم. وبالمقارنة، فإن أفقر 29 دولة -والتي تضم 9 بالمائة من سكان العالم -تمثل 0.1 بالمائة فقط من التطعيمات.
ولتجنب التفاوت المفرط، أطلقت منظمة الصحة العالمية في أبريل 2020 مبادرة كوفاكس، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص بالتعاون مع تحالف اللقاحات والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء. الهدف؟ تقديم المساعدة لـ 92 دولة فقيرة من خلال توفير العلاجات المختلفة مجانًا، بما في ذلك اللقاحات. لكن في الواقع، لا تزال آلية التضامن هذه تكافح من أجل اكتساب الزخم المطلوب.
نقص اللقاحات
حدد البرنامج لنفسه مهمة تقديم ملياري جرعة بحلول نهاية عام 2021، وكان من المقرر أن يصل إلى رقم 100 مليون في نهاية مارس. المشكلة، انه في منتصف أبريل تم توزيع 40 مليون جرعة فقط. “سيكون من المستحيل تقريبًا على كوفاكس تحقيق أهدافه قصيرة المدى. هذا الجهاز ضحية لنقص اللقاحات في جميع أنحاء العالم، وحقيقة أن الجرعات الوحيدة المتاحة قد سبق تأمينها إلى حد كبير من قبل البلدان الثرية عام 2020”، يؤكد فريديريك بيزارد، أستاذ الاقتصاد في المدرسة العليا للتجارة بباريس ورئيس معهد الصحة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت العديد من البلدان المتقدمة جشعة للغاية، حيث أخّرت في نفس الوقت عمليات التسليم لبقية العالم. تشخيص أعده بمرارة يوم الخميس الماضي المدير العام لتحالف اللقاحات سيث بيركلي، الذي قال: “المشتريات العالمية معقدة بشكل لا يصدق في الوقت الحالي. ونعلم أيضًا أن العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع طلبت لقاحات أكثر مما تحتاج”، حاثّا تلك الدول على التنازل “في أقرب وقت ممكن” عن جرعاتهم الزائدة. عشية هذا التصريح، قدم الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، طلبا لشركة فايزر-بيوانتك للحصول على 1.8 مليار جرعة يمكن تسلّمها في 2022 و2023، بالإضافة إلى 2.6 مليار المبرمجة لهذا العام والعام المقبل. ومع ذلك، لا يزال الاتحاد الأوروبي أحد الداعمين الرئيسيين لـ كوفاكس، حيث دفع لها 2.3 مليار يورو حتى الآن، متقدما على المملكة المتحدة (615 مليون) وكندا (160 مليون).
كما أعلنت فرنسا، الأربعاء، عزمها منح حوالي 100 ألف جرعة من لقاحات أسترا زينيكا لـ كوفاكس في أبريل، وزيادة هذا الرقم إلى 500 ألف بحلول منتصف يونيو. كما تعهدت الولايات المتحدة، التي لم تكن حتى الآن جزءً من آلية التضامن هذه، بتقديم مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار تحت قيادة جو بايدن.
وفي الأسبوع الماضي، أطلقت كوفاكس حملة لجمع ملياري دولار إضافية لتكون قادرة على حجز جرعات. تبقى الحقيقة أنه في ظل الوضع الحالي للنقص المسجّل، من الصعب تسريع تسليم اللقاحات، “إنها ليست مشكلة مالية بقدر ما هي مشكلة إنتاج”، يلخص فريديريك بيزارد.
قومية اللقاح
زادت عودة ظهور الوباء بشكل كبير في مناطق معينة، من تعقيد الوضع. “قررت الهند، وهي منتج كبير للقاحات، في مارس، تعليق صادراتها مفضّلة تطعيم سكانها”، تؤكد آن سينكييه، الدكتورة والمديرة المشاركة لمرصد الصحة العالمية التابع لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية. على عين المكان، أصبح الوضع حرجًا مع تسجيل أكثر من الفي حالة وفاة مرتبطة بـ كوفيد و315 ألف حالة جديدة تم تسجيلها يوم الخميس.
و”يمكن للأسف فهم هذه النزعة القومية للقاح في بعض البلدان المنتجة من وجهة نظر وطنية، حيث يتعرض القادة لضغط رأيهم العام، ولكن وراء ذلك دول فقيرة هي الأكثر معاناة”، تقول ناتالي كوتينيت، الخبيرة الاقتصادية في مجال الصحة، واستاذة -باحثة بجامعة باريس 13.
بالنسبة لآلية كوفاكس، فإن الأخبار في الواقع سيئة للغاية. كان يُفترض أن تكون الهند أحد مورديها الرئيسيين للقاحات -من خلال معهد مصل الهند، أكبر مصنع في العالم، حيث سيزودها بـ 1.1 مليار جرعة من إجمالي ملياري جرعة مخطط لها لعام 2021. يواجه هذا المختبر أيضًا صعوبات في الإنتاج مرتبطة بالحظر الأمريكي على تصدير بعض المنتجات الأساسية اللازمة لتصنيع اللقاحات. و”إذا استمر التأخير (...) فإن احترام جدول التطعيم الخاص بنا سيصبح إشكاليًا، جدًا، إشكاليًا للغاية”، صرح قلقًا منذ بداية أبريل، جون نكينغاسونغ، رئيس مركز السيطرة والوقاية من أمراض القارة الأفريقية، مشيرا الى حدوث “كارثة».
ومع ذلك، فإن العملاق الهندي ليس الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا القرار. فقد حظرت الولايات المتحدة تصدير اللقاحات المنتجة على أراضيها، بينما شدد الاتحاد الأوروبي الشروط بدرجة أقل في منتصف مارس. ومع ذلك، “طالما أن الفيروس ينتشر في بلدان معينة، فسيكون هناك خطر ظهور متغيرات جديدة يمكن أن تفلت من مناعة اللقاح. لذلك سيكون هناك دائمًا تهديد بأن ينتهي الأمر بها إلى البلدان المتقدمة وسيتدهور الوضع الصحي مجحددا”، تذكّر آن سينكييه... ان الحل سيكون شاملاً أو لن يكون.
-- سيكون من المستحيل تقريبًا على مبادرة كوفاكس تحقيق أهدافها قصيرة المدى
-- من الصعب تسريع تسليم اللقاحات، إنها ليست مشكلة مالية بقدر ما هي مشكلة إنتاج
-- هدف المبادرة تقديم المساعدة لـ 92 دولة فقيرة من خلال توفير العلاجات المختلفة مجانًا
الجهاز الذي يفترض أن يضمن التوزيع العادل للقاحات في العالم يجد صعوبة في تسريع الوتيرة. لقد أظهرت الدول المتقدمة فعلا أنها جشعة في الجرعات.
ستساعد اللقاحات في الخروج من جائحة كوفيد، شرط أن يتمكن الجميع من الاستفادة منها. هذه هي الرسالة التي صاغها منذ شهور رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي يواصل التنديد بالفوارق بين الدول الغنية والفقيرة في الحصول على الأمصال الثمينة.
وإذا كانت بعض البلدان، مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، تقوم بالتطعيم بقوة، فإن البعض الآخر قد تأخر كثيرًا. فمن بين أكثر من 860 مليون جرعة تم حقنها حتى الآن، تم حقن حوالي نصفها في البلدان الغنية مع 16 بالمائة فقط من سكان العالم. وبالمقارنة، فإن أفقر 29 دولة -والتي تضم 9 بالمائة من سكان العالم -تمثل 0.1 بالمائة فقط من التطعيمات.
ولتجنب التفاوت المفرط، أطلقت منظمة الصحة العالمية في أبريل 2020 مبادرة كوفاكس، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص بالتعاون مع تحالف اللقاحات والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء. الهدف؟ تقديم المساعدة لـ 92 دولة فقيرة من خلال توفير العلاجات المختلفة مجانًا، بما في ذلك اللقاحات. لكن في الواقع، لا تزال آلية التضامن هذه تكافح من أجل اكتساب الزخم المطلوب.
نقص اللقاحات
حدد البرنامج لنفسه مهمة تقديم ملياري جرعة بحلول نهاية عام 2021، وكان من المقرر أن يصل إلى رقم 100 مليون في نهاية مارس. المشكلة، انه في منتصف أبريل تم توزيع 40 مليون جرعة فقط. “سيكون من المستحيل تقريبًا على كوفاكس تحقيق أهدافه قصيرة المدى. هذا الجهاز ضحية لنقص اللقاحات في جميع أنحاء العالم، وحقيقة أن الجرعات الوحيدة المتاحة قد سبق تأمينها إلى حد كبير من قبل البلدان الثرية عام 2020”، يؤكد فريديريك بيزارد، أستاذ الاقتصاد في المدرسة العليا للتجارة بباريس ورئيس معهد الصحة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت العديد من البلدان المتقدمة جشعة للغاية، حيث أخّرت في نفس الوقت عمليات التسليم لبقية العالم. تشخيص أعده بمرارة يوم الخميس الماضي المدير العام لتحالف اللقاحات سيث بيركلي، الذي قال: “المشتريات العالمية معقدة بشكل لا يصدق في الوقت الحالي. ونعلم أيضًا أن العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع طلبت لقاحات أكثر مما تحتاج”، حاثّا تلك الدول على التنازل “في أقرب وقت ممكن” عن جرعاتهم الزائدة. عشية هذا التصريح، قدم الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، طلبا لشركة فايزر-بيوانتك للحصول على 1.8 مليار جرعة يمكن تسلّمها في 2022 و2023، بالإضافة إلى 2.6 مليار المبرمجة لهذا العام والعام المقبل. ومع ذلك، لا يزال الاتحاد الأوروبي أحد الداعمين الرئيسيين لـ كوفاكس، حيث دفع لها 2.3 مليار يورو حتى الآن، متقدما على المملكة المتحدة (615 مليون) وكندا (160 مليون).
كما أعلنت فرنسا، الأربعاء، عزمها منح حوالي 100 ألف جرعة من لقاحات أسترا زينيكا لـ كوفاكس في أبريل، وزيادة هذا الرقم إلى 500 ألف بحلول منتصف يونيو. كما تعهدت الولايات المتحدة، التي لم تكن حتى الآن جزءً من آلية التضامن هذه، بتقديم مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار تحت قيادة جو بايدن.
وفي الأسبوع الماضي، أطلقت كوفاكس حملة لجمع ملياري دولار إضافية لتكون قادرة على حجز جرعات. تبقى الحقيقة أنه في ظل الوضع الحالي للنقص المسجّل، من الصعب تسريع تسليم اللقاحات، “إنها ليست مشكلة مالية بقدر ما هي مشكلة إنتاج”، يلخص فريديريك بيزارد.
قومية اللقاح
زادت عودة ظهور الوباء بشكل كبير في مناطق معينة، من تعقيد الوضع. “قررت الهند، وهي منتج كبير للقاحات، في مارس، تعليق صادراتها مفضّلة تطعيم سكانها”، تؤكد آن سينكييه، الدكتورة والمديرة المشاركة لمرصد الصحة العالمية التابع لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية. على عين المكان، أصبح الوضع حرجًا مع تسجيل أكثر من الفي حالة وفاة مرتبطة بـ كوفيد و315 ألف حالة جديدة تم تسجيلها يوم الخميس.
و”يمكن للأسف فهم هذه النزعة القومية للقاح في بعض البلدان المنتجة من وجهة نظر وطنية، حيث يتعرض القادة لضغط رأيهم العام، ولكن وراء ذلك دول فقيرة هي الأكثر معاناة”، تقول ناتالي كوتينيت، الخبيرة الاقتصادية في مجال الصحة، واستاذة -باحثة بجامعة باريس 13.
بالنسبة لآلية كوفاكس، فإن الأخبار في الواقع سيئة للغاية. كان يُفترض أن تكون الهند أحد مورديها الرئيسيين للقاحات -من خلال معهد مصل الهند، أكبر مصنع في العالم، حيث سيزودها بـ 1.1 مليار جرعة من إجمالي ملياري جرعة مخطط لها لعام 2021. يواجه هذا المختبر أيضًا صعوبات في الإنتاج مرتبطة بالحظر الأمريكي على تصدير بعض المنتجات الأساسية اللازمة لتصنيع اللقاحات. و”إذا استمر التأخير (...) فإن احترام جدول التطعيم الخاص بنا سيصبح إشكاليًا، جدًا، إشكاليًا للغاية”، صرح قلقًا منذ بداية أبريل، جون نكينغاسونغ، رئيس مركز السيطرة والوقاية من أمراض القارة الأفريقية، مشيرا الى حدوث “كارثة».
ومع ذلك، فإن العملاق الهندي ليس الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا القرار. فقد حظرت الولايات المتحدة تصدير اللقاحات المنتجة على أراضيها، بينما شدد الاتحاد الأوروبي الشروط بدرجة أقل في منتصف مارس. ومع ذلك، “طالما أن الفيروس ينتشر في بلدان معينة، فسيكون هناك خطر ظهور متغيرات جديدة يمكن أن تفلت من مناعة اللقاح. لذلك سيكون هناك دائمًا تهديد بأن ينتهي الأمر بها إلى البلدان المتقدمة وسيتدهور الوضع الصحي مجحددا”، تذكّر آن سينكييه... ان الحل سيكون شاملاً أو لن يكون.