احتجاجا على قرار الانتخابات المبكرة
كندا: جاستن ترودو، غير القابل للصدأ...!
- تجذبه الأضواء والمشاعر المشتركة والالتحام بالجمهور أكثر من قراءة الملفات الفنية
- يفضل الصور على العمل المرهق المتمثل في ممارسة السلطة اليومية الانتخابات القادمة، تثبت أن اهتمام جاستن ترودو بشخصه يأتي قبل كندا
أتذكر التأبين الذي ألقاه جاستن ترودو في أكتوبر 2000 في جنازة والده. لقد فهمت في ذلك اليوم أن الشاب منزعج بصدق ولكنه مسرحي أيضًا حتى في ظل تلك الظروف لم يغادر الركح الذي عليه كبر وترعرع تحت رعاية والده.
في الواقع، اتضح أنه لا مستقبل لجاستن ترودو إلا على خطى والده. لكن هذا الابن، لن يكون وريثه الفكري. نزّل الأب حياته السياسية في عملية فكرية بارزة. نجح أستاذ القانون السابق بفضل شخصيته البرّاقة والمتغطرسة في فرض إغرائه على زعماء العالم في عصره. كما طغت شعبيته الشخصية على شعبية نجوم موسيقى الروك. لم يكن لدى النساء والشباب وغير المسيسين مقاومة تذكر لسحره المدمر. تأرجحت مسيرته بين المعجبين الذين صبغوا عليه القداسة، وخصومه القليلون في العدد، لكنهم على استعداد لقتله. كان أكبر انتصار له هو الإطاحة برينيه ليفسك بالضربة القاضية وخيار السيادة.
ابتذال
لا يشكل الوباء عائقا أمام حاجته للبقاء في السلطة. اذن، أليس هناك فحش سياسي في دفع كندا إلى انتخابات بينما يمكن لرئيس وزراء أقلي الاستمرار في منصبه طيلة عامين آخرين دون خوف من الإطاحة به من قبل حزب معارض؟ فحزب الخضر مجرد سيدلا، والحزب الوطني الديمقراطي حنين، وحزب الكتلة الكيبيكية استعارة مجازية، وحزب المحافظين تم اختطافه من قبل اليمين الديني الترامبي.
جاستن ترودو، الذي حوّل كندا إلى دولة ما بعد القومية بنزعته الطائفية، أصبح هو نفسه ما بعد السياسي.
ملك المظاهر، الذي يتسم حضوره المعزز على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة انتشاره مثل القطط والكلاب الصغيرة، يفضل العاكسات والصور على العمل المرهق المتمثل في ممارسة السلطة اليومية، وتجذبه الاضواء والمشاعر المشتركة مع الحشود أكثر من قراءة الملفات الفنية التي لا مفر منها لاتخاذ قرار جيد.
الإسراف
خلال الحملة، سيجد القائد نفسه في منافسة مع وسائل الإعلام التي تنقل أخبارًا قاتمة عن الوباء. لذلك يمكن للمرء أن يتوقع وعودا انتخابية باهظة لجميع ضحايا الهوية العرقية والجنسية والاجتماعية للاستعمار الأبوي الأبيض. لأنه لا يتوقف عن التنديد بإساءات الماضي من خلال الركوع في جميع الأماكن المؤلمة في كندا، لكنه لا يزال يتناسى أحداث عام 1837 واعتقالات الشعراء عام 1970 بموجب قانون إجراءات الحرب الذي وقعه بيير إليوت ترودو.
ان هذه الانتخابات القادمة، رغم متغير دلتا الذي يستمر في تفكيك أحلامنا في إنهاء الوباء، تثبت أن اهتمام جاستن ترودو بشخصه يأتي قبل كندا. هل يأخذ رئيس الوزراء بعين الاعتبار العبء التراكمي للوباء على الحالة الذهنية للمواطنين؟ كيف سنتسامح مع الاشتباكات السياسية في هذه الحملة القادمة؟ وماذا عن الوعود بمليارات الدولارات الإضافية بعد تراكم عجز 700 مليار منذ بداية كوفيد -19؟
ثمن انتصار الليبراليين المحتمل تحت حكم جاستن ترودو، يصيب أولئك الذين يؤمنون بالأخلاق العامة في المقام الأول بالدوار. ألا يجب أن تثير فينا الكثير من المناورات السياسية الصدمة والإحساس بالعار؟
--------------------------
* كاتبة، ومؤلفة كتاب “طفولة بالمياه المقدسة”، وكبيرة المحاورين لجميع السياسيين الكنديين.
- يفضل الصور على العمل المرهق المتمثل في ممارسة السلطة اليومية الانتخابات القادمة، تثبت أن اهتمام جاستن ترودو بشخصه يأتي قبل كندا
أتذكر التأبين الذي ألقاه جاستن ترودو في أكتوبر 2000 في جنازة والده. لقد فهمت في ذلك اليوم أن الشاب منزعج بصدق ولكنه مسرحي أيضًا حتى في ظل تلك الظروف لم يغادر الركح الذي عليه كبر وترعرع تحت رعاية والده.
في الواقع، اتضح أنه لا مستقبل لجاستن ترودو إلا على خطى والده. لكن هذا الابن، لن يكون وريثه الفكري. نزّل الأب حياته السياسية في عملية فكرية بارزة. نجح أستاذ القانون السابق بفضل شخصيته البرّاقة والمتغطرسة في فرض إغرائه على زعماء العالم في عصره. كما طغت شعبيته الشخصية على شعبية نجوم موسيقى الروك. لم يكن لدى النساء والشباب وغير المسيسين مقاومة تذكر لسحره المدمر. تأرجحت مسيرته بين المعجبين الذين صبغوا عليه القداسة، وخصومه القليلون في العدد، لكنهم على استعداد لقتله. كان أكبر انتصار له هو الإطاحة برينيه ليفسك بالضربة القاضية وخيار السيادة.
ابتذال
لا يشكل الوباء عائقا أمام حاجته للبقاء في السلطة. اذن، أليس هناك فحش سياسي في دفع كندا إلى انتخابات بينما يمكن لرئيس وزراء أقلي الاستمرار في منصبه طيلة عامين آخرين دون خوف من الإطاحة به من قبل حزب معارض؟ فحزب الخضر مجرد سيدلا، والحزب الوطني الديمقراطي حنين، وحزب الكتلة الكيبيكية استعارة مجازية، وحزب المحافظين تم اختطافه من قبل اليمين الديني الترامبي.
جاستن ترودو، الذي حوّل كندا إلى دولة ما بعد القومية بنزعته الطائفية، أصبح هو نفسه ما بعد السياسي.
ملك المظاهر، الذي يتسم حضوره المعزز على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة انتشاره مثل القطط والكلاب الصغيرة، يفضل العاكسات والصور على العمل المرهق المتمثل في ممارسة السلطة اليومية، وتجذبه الاضواء والمشاعر المشتركة مع الحشود أكثر من قراءة الملفات الفنية التي لا مفر منها لاتخاذ قرار جيد.
الإسراف
خلال الحملة، سيجد القائد نفسه في منافسة مع وسائل الإعلام التي تنقل أخبارًا قاتمة عن الوباء. لذلك يمكن للمرء أن يتوقع وعودا انتخابية باهظة لجميع ضحايا الهوية العرقية والجنسية والاجتماعية للاستعمار الأبوي الأبيض. لأنه لا يتوقف عن التنديد بإساءات الماضي من خلال الركوع في جميع الأماكن المؤلمة في كندا، لكنه لا يزال يتناسى أحداث عام 1837 واعتقالات الشعراء عام 1970 بموجب قانون إجراءات الحرب الذي وقعه بيير إليوت ترودو.
ان هذه الانتخابات القادمة، رغم متغير دلتا الذي يستمر في تفكيك أحلامنا في إنهاء الوباء، تثبت أن اهتمام جاستن ترودو بشخصه يأتي قبل كندا. هل يأخذ رئيس الوزراء بعين الاعتبار العبء التراكمي للوباء على الحالة الذهنية للمواطنين؟ كيف سنتسامح مع الاشتباكات السياسية في هذه الحملة القادمة؟ وماذا عن الوعود بمليارات الدولارات الإضافية بعد تراكم عجز 700 مليار منذ بداية كوفيد -19؟
ثمن انتصار الليبراليين المحتمل تحت حكم جاستن ترودو، يصيب أولئك الذين يؤمنون بالأخلاق العامة في المقام الأول بالدوار. ألا يجب أن تثير فينا الكثير من المناورات السياسية الصدمة والإحساس بالعار؟
--------------------------
* كاتبة، ومؤلفة كتاب “طفولة بالمياه المقدسة”، وكبيرة المحاورين لجميع السياسيين الكنديين.