رئيس الدولة ونائباه يهنئون باتريك هيرميني بانتخابه رئيسل لسيشل
كيف أجج البشتون والبلوش الصراع بين أفغانستان وباكستان؟
رأى خبراء، أن القبائل العِرقية المقيمة بالمناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، تشكل “قنبلة موقوتة”، وتضع المواجهة بين كابول وإسلام آباد في خانة “الحروب المؤجلة».
وأوضحوا في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن “ملف اللاجئين الأفغان، الذين نفذت إسلام آباد حملة ترحيل واسعة بحقهم ويزيد عددهم على مليون شخص، يشكل قنبلة موقوتة ستكون لها تداعيات إقليمية خطيرة، ما يتطلب من المجتمع الدولي تقديم برامج إعانة اقتصادية للعائدين إلى كابول لتثبيت أوضاعهم وبناء أرضية تمنع عودتهم إلى المنظمات الإرهابية أو أعمال التهريب».وخيم هدوء مؤقت أخيرا على الحدود بين أفغانستان وباكستان، غداة توصل البلدين إلى وقف لإطلاق النار إثر مواجهات دامية استمرت لأيام في المناطق الحدودية وامتدت إلى كابول التي شهدت انفجارات.
تعقيدات
ورأى الخبير في العلاقات الدولية الدكتور أحمد الياسري، أن “هذا الصراع ليس جديدًا، ويتخذ تعقيدات عدة من بينها أن باكستان هي التي أسست طالبان لتكون قوتها الفاعلة في الداخل الأفغاني وقت الحرب مع الهند، لكن حدث نوع من الارتداد بسبب المناطق الحدودية التي حُدِّدت في وقت سابق عبر بريطانيا منذ القرن التاسع عشر، ويصل طولها إلى أكثر من 2600 كيلومتر بين البلدين».
وقال الياسري لـ”إرم نيوز”، إن “المنطقة الشمالية بين البلدين، التي تتواجد فيها قبائل البشتون الباكستانية – الأفغانية، تأخذ بُعدًا مهمًا في هذه المواجهة وتزيد المشهد تعقيدًا».وأشار إلى أن “الحكومة الباكستانية دخلت في صراع طويل مع طالبان باكستان، التي نفذت عمليات استهدفت الجيش وأخرى طائفية، وصولًا إلى استهداف إسلام آباد في أوقات متفرقة خلال العقد الأخير. وزاد القلق مع استعادة طالبان الحكم في كابول، إذ شهدت باكستان موجة هجرة أدت إلى توتر الأوضاع بين الدولتين، لتدخل الهند على الخط في ظل اعتبارات عدة».وتابع الياسري، أن “الأمر ليس في صالح طالبان الأفغانية، في وقت يتسع فيه الصراع مع تبادل الاستهدافات العسكرية، وتوسيع باكستان عملياتها العسكرية للضغط على كابول بهدف منع دعمها نظيرتها الباكستانية، بالتزامن مع إرسال رسائل للهند مفادها بأن أي تقارب مع طالبان الأفغانية سيقابل برد فعل قوي من إسلام آباد».
واعتبر أن “لهذه المواجهات تأثيرات استراتيجية على المنطقة في حال توسع الصراع،
إذ لن يكون ذلك في مصلحة الصين، وسيقرب طالبان من واشنطن في ظل خلفية دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستعادة قاعدة باغرام الأفغانية، رغبة من واشنطن في أن تكون على مقربة من المواقع النووية الصينية لمتابعتها ومراقبتها وتهديدها عند الحاجة».
حروب مؤجلة
من جانبه، أوضح المحاضر في العلوم السياسية والباحث في مركز البحوث العلمية والتطبيقية والاستشارية في موسكو، الدكتور ميرزاد حاجم، أن هذا الصراع يتزايد مع حماية كابول لقادة طالبان باكستان على طول الحدود، خاصة في مناطق شامان وخيبر بوختونخوا التي شهدت سقوط قتلى وجرحى، إذ تتهم إسلام آباد طالبان الأفغانية بحماية نظيرتها الباكستانية».وبيّن حاجم لـ”إرم نيوز”، أن “القبائل في المنطقة عابرة للحدود، إذ يتواجد البشتون والبلوش في باكستان وأفغانستان، وتمتلك هذه القبائل شبكات كبيرة للتهريب والتسليح، كما أن لها نظامًا قبليًا ولا تعمل بهيكل موحد مثل الحركات الأخرى، ولذلك يستمر التوتر على طول الحدود».
وأضاف أن “باكستان نفذت حملة ترحيل واسعة للاجئين شملت أكثر من مليون شخص، ما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة جدًا”، متوقعًا أن تستخدم إسلام آباد هذه الورقة كوسيلة ضغط سياسي على حركة طالبان وأفغانستان، والتلويح بها أمام العالم لما لها من تداعيات إقليمية خطيرة.
ولفت إلى أن “هناك حروبًا مؤجلة، خاصة في آسيا، تدخل فيها الصراعات بين باكستان وأفغانستان، وأن هذه الحروب وعدم الاستقرار يشكلان تهديدًا للممرات التجارية بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى، كما أن هناك ضغوطًا على إيران والصين والهند، لأن توسع الحرب في آسيا الوسطى سيجعلها تمتد بعيدًا».
ويرى حاجم، أن “الجماعات المتطرفة تجد في أفغانستان أرضًا خصبة جدًا، ما يدفعها إلى التوسع، وأن قوى إقليمية وعالمية ستتدخل في هذا الصراع لتهدئة الأوضاع، لكن من الصعب إيجاد حلول جذرية، فهذه الحرب مؤجلة والانفجار دائمًا متوقع.واعتبر أن “الحل يكمن في تدخل أممي لإنشاء آلية حدودية مشتركة، والتواصل مع القبيلتين البشتونية والبلوشية، ودعم برامج الإعانة الاقتصادية للعائدين إلى أفغانستان لتثبيت أوضاعهم وبناء أرضية تمنع عودتهم إلى المنظمات الإرهابية أو أعمال التهريب».وشدد على أن “الحل يجب أن يكون دوليًا، لأن الحرب بين باكستان وأفغانستان إذا بدأت فلن تنتهي، وبالنظر إلى خريطة المنطقة يتضح مدى تعقيدها، وأن حروب آسيا الوسطى ستكون صعبة جدًا».