كيف ستؤثر الانتخابات الأمريكية على إسرائيل؟

كيف ستؤثر الانتخابات الأمريكية على إسرائيل؟

xرأى الكاتب الإسرائيلي ران باراتز، أن الانتخابات الأمريكية لا تؤثر على إسرائيل فحسب، ولكنها تضع العالم أمام مفترق طرق تاريخي.
وقال باراتز في مقال بموقع “ماكور ريشون” الإسرائيلي، إن هناك شعوراً متزايداً بأن إسرائيل تقترب من منعطف حاسم في تاريخها، لن يكون أقل أهمية مما حصل في العام الماضي، حين كانت حكومة بينيت-لابيد، في السلطة، وتحول دراماتيكي كان بمثابة “عار على الديمقراطية الإسرائيلية” عندما حلت محلها حكومة يمين كاملة تتسم بخصائص متطرفة، ونتيجة لهذه التبادلات، فإن إسرائيل تشهد أزمة داخلية طويلة الأمد.
 
أما على الساحة الخارجية، فقال الكاتب إن العالم شهد عاماً سياساً دراماتيكياً، حيث أُعيد تشكيل التحالفات الدولية بشكل أكثر وضوحاً. وفي أعقاب الحرب في أوكرانيا، اكتسب “المحور الجديد” الذي يتألف من الصين، وروسيا، وإيران حجماً وأهمية مثيرين للقلق، في حين اكتفى الغرب بردود فعل غير محسوبة.
وتابع “الواضح أن المؤسسات المركزية في الغرب اليوم توقفت عن العمل، والعديد من الدول الغربية غير قادرة على توفير الأمن والعدالة لسكانها”، فضلاً عن تراجع الأنظمة الديمقراطية أمام الهيئات الدولية والقيم التقدمية.
 
ورأى أن من المستحيل الحديث عن العالم دون الإشارة إلى “زعيم العالم الحر”، الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشهد في العام المقبل الانتخابات الرئاسية التي تؤثر على مصير البشرية في السنوات المقبلة، ولذلك يدرس المحور الجديد بيقظة شديدة ما يحدث في القوة الأمريكية، لأنها رغم تراجعها،  لا تزال الأقوى والأكثر نفوذاً في العالم، بفارق كبير.
 
وأكد أن الانتخابات المقبلة لن تؤثر على الولايات المتحدة وحدها، بل على المحور الجديد، والشرق الأوسط وإسرائيل، ورأى أن عودة رئيس جمهوري يدعم إسرائيل فرصة لتحسين الوضع الإسرائيلي، لأنه سيعمل على استعادة المكانة الدولية للولايات المتحدة اقتصادياً وعسكرياً، وسيضطر إلى اتخاذ قرارات حازمة ضد إيران، وقد يكون الثمن، إجبار أوكرانيا على إنهاء الحرب مع روسيا.
وإذا فاز  رئيس جمهوري، سيركز جهوده الدولية على الصين، وفي الشرق الأوسط ستضطر إسرائيل إلى الاهتمام بمصالحها الأمنية الخاصة، وسيكون من المفيد جداً أن تستغل وجود رئيس جمهوري، حسب الكاتب.
 
وتابع أن “الانتخابات في الولايات المتحدة ليست منفصلة عن تحدياتنا الداخلية، فالإدارة الأمريكية تسيطر على الكثير مما يحدث في إسرائيل عببر ذراعين، المجتمع الأمني ​​الإسرائيلي، الذي يُدعم مباشرة من الإدارة، واليسار السياسي، بما في ذلك المجتمع المدني، والمنظمات االمتصلة به”، لافتاً إلى أن الإدارة الديمقراطية تتعامل مع إسرائيل “بالمحسوبية”، وتستغل الاحتجاجات لاستبدال الحكومة بائتلاف أكثر انضباطا وطاعة».
واستشهد الكاتب بجملة شهيرة لهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الذي أكد أن إسرائيل ليس لها سياسة خارجية، بل سياسة داخلية فقط، مشيراً إلى أن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة، في ظل الإدارات الديمقراطية، كانت تتدخل في شؤون إسرائيل الداخلية لسنوات عديدة، لذلك من المتوقع أن تواصل إدارة ديمقراطية مقبلة، تغذية الاحتجاج.