كيف ضلّل نتانياهو رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل؟

كيف ضلّل نتانياهو رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل؟

رأى الكاتب الإسرائيلي، أوري سيلفرشيد، أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ضلل رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل، كما عمل على تعزيز وضع حماس حتى يكون هناك صراع دائم معها.
وقال في مقال بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أنه من المتفق عليه أن تتم محاسبة العديد من قادة الجيش، وبعض الضباط الصغار، وكذلك كبار أعضاء جهاز الأمن العام الإسرائيلي «شاباك» بعد الحرب في غزة، وذلك بسبب فشلهم الاستخباراتي والعملياتي الذي مهد  لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) «الكارثي». ولكن الكاتب لفت إلى أنه ليس من الصواب معاقبة القادة الذين أخطأوا في ساحة المعركة، ذلك أن فشل قوات الأمن الذي أدى إلى وقوع الكارثة يختلف جوهرياً عن أي فشل في أي حملة عسكرية أخرى، معتبراً أن إنجازات هؤلاء في غزة يكفرون بها عن أخطائهم، بل ويثبتون أنهم يستحقون المشاركة في أعمال إعادة بناء الجيش.
 
وأوضح الكاتب أن هناك فارقاً بين العمل في المجال العسكري والعمل في المجال السياسي، حيث إن الأول هدفه في النهاية ضمان أمن إسرائيل ولذلك يعمل الفرد على أدائه على الوجه الأمثل، ولكن على المستوى السياسي تختلف الأمور نظراً لأنه  يتسم بالصراع من أجل السيطرة والسلطة.
يقول الكاتب إن من خصائص الدولة الحديثة تطور الفصل الحاد بين المستويين، حيث كلما كانت الدولة أكثر ديمقراطية كلما أصبح المستوى الإداري أكثر احترافية، مستطرداً: «في الواقع، في الدولة الديمقراطية الحديثة يُفرض العمى السياسي على المستوى الإداري والأمني».
 
وأشار إلى أن هناك حكاماً سياسيين، وخصوصاً أولئك الذين يسعون إلى بناء مجتمع شرير، كانوا مهتمين بالصراع مع جيرانهم، لافتاً إلى أن نتانياهو  اختار في إطار الصراع على السلطة في إسرائيل التواصل، علناً أو سراً، مع القوى التي تسعى إلى بناء مجتمع سيئ لتقليص الديمقراطية التي تعد أساس الديمقراطية الحديثة، ومن هنا تنبع كل تصرفاته السياسية والأمنية. وأكد أن هذا الأمر تسبب بتعزيز قوة حماس بعدة طرق، مالياً وعسكرياً، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى إضعاف السلطة الفلسطينية ولكن تعززت قوة حماس التي وصلت إلى الضفة الغربية مما يتسبب بإراقة الدماء بشكل مستمر.
وقال الكاتب: «لقد عزز نتانياهو قوة حماس وأصبحنا في صراع دائم معها، وهذا الصراع يشمل إطلاق الصواريخ والقذائف بشكل دوري على المستوطنات الإسرائيلية، فهو باع لقادة الأجهزة الأمنية مفاهيم، أوعزّز فيها مواقف ساذجة، مثل (إدارة الصراع) أو (الاحتواء) أو (حماس مرتدعة) أو (حماس تريد السلام والازدهار الاقتصاد). «.