الكلام وحده لن يمنع الانتصار الروسي

كيف يمكن تجنب كارثة أوكرانيا التي تلوح في الأفق؟

كيف يمكن تجنب كارثة أوكرانيا التي تلوح في الأفق؟

في ظل تدهور الوضع في أوكرانيا، اجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل لوضع خطة طويلة المدى لتزويد كييف بالامدادات الضرورية.
وأوضحت مجلة "إنترناشونال إنترست" الأمريكية أن أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ أوضح أن" الأوكرانيين لا تنقصهم الشجاعة، لكن تنقصهم الذخيرة".
وأصبحت أمريكا التي تشغلها أموراً أخرى، تنظر إلى أوروبا بصورة متزايدة من أجل تنسيق الدفاع عن أوكرانيا. وبخلاف السعي لتوفير القذائف والمال أو الكشف عن استراتيجية متواضعة للصناعة العسكرية في الاتحاد الأوروبي، لا يبدو أن لدى القادة الأوروبيين الأفكار أو الوسائل للتدخل بطريقة حاسمة أو في الوقت المناسب.
ويقول الباحث السياسي البارز في مجموعة الأبحاث التابعة للمعهد النرويجي للشؤون الدولية والخاصة بروسيا وآسيا والتجارة الدولية ماثيو بلاكبيرن، إن اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باحتمال دخول قوات تابعة للناتو إلى أوكرانيا حظي بدعم بولندا والتشيك لكنه تسبب في بعض الارتباك في فرنسا نفسها. والأمر الأكثر أهمية هو أنه لا زالت ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تستبعد إرسال قوت إلى أوكرانيا.
وبدلاً من اتباع نهج جديد، ما زال النمط القديم مستمراً حيث يفكر الناتو في كيفية مساعدة أوكرانيا بدون استفزاز حرب مفتوحة مع روسيا، ويفشل في نهاية الأمر في تقديم المساعدات الحاسمة المطلوبة لتغيير مسار الحرب.
ويرى بلاكبيرن أن الجهود الحالية اليائسة لمحاولة توفير الذخائر لضمان البقاء الفوري لأوكرانيا لا تشكل الخطة البديلة للغرب في أوكرانيا. والحديث عن إرسال قوات من الناتو لأوكرانيا ليس تهديداً جاداً للهيمنة العسكرية الروسية.
ومن المرجح أنه يمثل دلالة على الالتزام الغربي بهدف دعم الروح المعنوية الأوكرانية في وقت حرج، وكذلك ضمان أنه في حالة حدوث كارثة، لا يمكن اتهام ماكرون نفسه بأنه لم يتكلم. ولكن في حقيقة الأمر، ما الذي يمكن أن يفعله 2000 جندي فرنسي في أوكرانيا لتغيير التوازن العسكري؟.
وقال بلاكبيرن إنه من المؤكد أن ذلك لن يكون أكثر من حل مؤقت، ينطوي على مخاطر حدوث كارثة أخرى، في ضوء أن تواجد أي قوات تابعة للناتو في أوكرانيا لن تحميه المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو التي تنص على أن "أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً"، ومن المرجح أن تكون أي قوات يتم ارسالها إلى أوكرانيا "هدفاً مباحاً" للصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.
وليس هناك ترابط بين التصريحات التي تم الإدلاء بها في الأسابيع الأخيرة. إذ يقال إنه لا يمكن" السماح" لروسيا بأن تنتصر، لكن الغرب يفتقر إلى الوسيلة لهزيمة روسيا. فالتحالف الغربي يفتقر إلى الرغبة أو الوسيلة اللازمة لأخذ زمام المبادرة في أوكرانيا. ورغم كل التباهي حول كيف أنه يتعين على الغرب عدم ردع نفسه وأن يعبر الخطوط الحمراء الروسية دون خوف، ليست هناك رغبة حقيقية للانخراط في سياسة حافة الهاوية فيما يتعلق باحتمال اندلاع حرب بين روسيا والناتو.
وأكد بلاكبيرن أن الافتقار إلى الواقعية في الخطاب الغربي واضح. وهناك خطر حقيقي في واقع الأمر من أنه بدلاً من أن يلقن الغرب روسيا درساً ويحجم بوتين ، قد يحدث العكس. إن روسيا تعلن عن مفهومها لسيادة دولة كبرى، والذي في إطاره يمكن لدولة متحدة ومتماسكة هزيمة السيادة المجمعة للاتحاد الأوروبي والناتو.
وقال بلاكبيرن: "لقد سمعنا جميعاً عن الاعتراض المتمثل في أنه لا يمكن ببساطة الثقة ببوتين وأنه لا يريد ما هو أقل من القضاء الكامل على أوكرانيا كدولة مستقلة. ومع ذلك، أليس الاستمرار الأعمى في خطة الغرب الفاشلة يهدد أيضاً بالتدمير الكامل لأوكرانيا؟ ولهذا السبب دعا البابا فرانسيس قادة الغرب إلى "عدم الشعور بالخجل من أن يتفاوضوا قبل أن تزداد الأمور سوءاً".
واختتمت المجلة، التقرير بالقول إن الكلام وحده لن يمنع أي انتصار روسي والمطلوب هو تقدير واضح لما يمكن تحقيقه فعلياً بالوسائل المتاحة، وكذلك تقدير التكاليف، والمخاطر، والمكاسب بالنسبة للسيناريوهات المختلفة. وعموماً، فإن أي محاولة للجوء إلى ما أثبت فشله من قبل وتوقع نتائج جديدة ليست وصفة للنجاح.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot