كيف يمكن لواشنطن إنهاء العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟

كيف يمكن لواشنطن إنهاء العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟

يبدو واضحاً أن الانفجار الأخير للعنف في غزة واسرائيل هو بمثابة تذكير بالعواقب الإنسانية لعقود من القمع.
وتظهر الحصيلة البشرية حتى الآن ، مع مئات القتلى من الفلسطينيين والإسرائيليين، قصة مروعة.
إن الكثير من الأهداف، والكثير من  الذين قتلوا، على الجانبين، من المدنيين. وكما قال المقرر الخاص للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة عن الهجمات التي يتعرض لها المدنيون: «أياً كانت الجهة التي تقوم بها، مجموعات فلسطينية مسلحة أو القوات الإسرائيلية، فإنها ترتكب جرائم يجب أن تحاسب عليها».
 
ويقول فيليس بينيس في موقع «ذا هيل» الأمريكي، إن «إدانة الهجمات على المدنيين ليست كافية. وإذا كنا صادقين في وضع حد للعنف المتصاعد، يتعين أن نلتفت إلى جذور الأسباب. وهذا يعني، مهما كان ذلك صعباً على البعض الاعتراف به،  أن ننظر إلى السياق».
وبينما شكل الهجوم مفاجأة للمسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، فإنه لم يكن مفاجئاً، إن انفجار العنف له أسباب معروفة جيداً، وهو ليس سراً. ولطالما حذرت منظمات حقوق الإنسان، الإسرائيلية، والفلسطينية، والأمريكية، ومسؤولين في الأمم المتحدة، وبرلمانيين وحكومات في مختلف أنحاء العالم، من خطر الإنكار الإسرائيلي المتمادي، للحرية والمساواة مع الفلسطينيين.
 
ولفت الكاتب إلى أن هجوم السبت من غزة لم يحدث من لا شيء، لكنه جاء في سياق عقود من السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين.
ووصفت منظمة بتسليم الإسرائيلية الأمر فقالت: «في كل المنطقة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، تطبق إسرائيل قوانين وممارسات وعنفاً لتعزيز تفوق مجموعة، اليهود، على مجموعة أخرى، الفلسطينيين. في 2007، فرضت إسرائيل حصاراً على قطاع غزة ،لا يزال سارياً، وطيلة هذه السنوات، واصلت إسرائيل السيطرة على كل مناحي الحياة في غزة من الخارج».
في 2012، قالت الأمم المتحدة إنه دون «جهد جبار» من الأمم المتحدة، فإن غزة «لن تكون مكاناً صالحاً للعيش»، ليس فقط بسبب الافتقار إلى المياه النظيفة.
 
ومع ذلك، لا يزال يقطن غزة أكثر من مليوني فلسطيني، عالقين في سجن مفتوح. وجاءت سنة 2020 وذهبت. ولم تتخذ الأسرة الدولية أي «جهد جبار» لوضع حد للحصار الإسرائيلي، ومنع الحكومة المتشددة الحالية من ضم الأراضي الفلسطينية.
وذكر الكاتب بأن الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب امتدح إسرائيل عندما مررت قانوناً ينص على أن حق تقرير المصير في دولة إسرائيل، يقتصر فقط على الشعب اليهودي، ليُحرم الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية من الحقوق المتساوية. وبقيت غزة غير قابلة للعيش.
 
ولئن يؤكد الكاتب أن لا شيء من هذا يجعل الهجمات على المدنيين شرعية ومقبولة، فإنه يلفت إلى أنه دون التعامل مع الأسباب الجذرية، فإن العنف سيستمر. وتبقى إسرائيل القوة المحتلة. ومنذ أيام، قتلت القوات الإسرائيلية 214 فلسطينياً، بينهم 47 طفلاً، في الضفة الغربية، وزاد عنف المستوطنين، وارتُكب 600 هجوم فقط في الأشهر الستة الأولى من هذه السنة.
 
فاجأ الهجوم الأخير إسرائيل، وكان ذلك فشلاً استخباراتياً، وهذا شيء لن يُحل بإرسال مزيد من القوات. إن الولايات المتحدة تساهم بـ 3.8 مليارات دولار، وهو ما يمثل 20% من الميزانية العسكرية الإسرائيلية سنوياً، ومن المؤكد أن هذا لا يساعد على التعامل مع الأسباب الجذرية للعنف. من هذا المنطلق، يحض الكاتب الولايات المتحدة على دعم الأمم المتحدة، في الوقت الذي تدعو إلى وقف فوري للنار، مضيفاً «سنكون في حاجة إلى التزام أمريكي جدي بوضع حد للعنف، كل العنف. وهذا يعني وضع حد لتمكين واشنطن للانتهاكات الإسرائيلية، والمطالبة عوض ذلك بمحاسبة فعلية لانتهاكات حقوق الإنسان، والقانون الدولي، وخطوات فعلية لإنهاء الاحتلال، ونظام الفصل العنصري، وخطوات فعلية للمطالبة بالمساواة بين الذين يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية».