كيف يمكن لواشنطن وقف إعدام المحتجين في إيران؟

كيف يمكن لواشنطن وقف إعدام المحتجين في إيران؟


ناشد السجين الإيراني السابق نافيد محبي، والمحلل البارز في المؤسسة اليهودية للأمن القومي الأمريكي أندرو غاليلي، واشنطن الضغط على إيران لمنعها من إعدام المزيد من المحتجين الإيرانيين، وحضاها على دعوة شركائها الأوروبيين الذين لا يزالون يقيمون علاقات دبلوماسية مع إيران، على قطعها، وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين، طالما استمرت طهران في انتهاك حقوق الإنسان. ورغم أنهما أول إعدامين معروفين ينفذان بسبب الاحتجاجات واسعة النطاق، يقول الكاتبان في مقالهما بمجلة “فورين بوليسي” إنهما لن يكونا الأخيرين إذا لم تنهض الأسرة الدولية وتتخذ فوراً إجراءات ملموسة ضد النظام الإيراني.

وأتت أحكام الإعدام على غرار الكثير من الأحكام التي سبقتها، محاولة من النظام القمعي لترهيب الشعب الإيراني، وإشارة مفادها أن استمرار الاحتجاجات سيترتب عليه ثمن باهظ. لقد أتى تنفيذ الإعدامين ليذكر الإيرانيين بأنهم لا يزالون يعيشون في ظل نظام قادر على الحكم عليهم بالإعدام عشوائياً. كما أن النظام يرغب في اختبار الأسرة الدولية.

وإذا استمرت دول العالم في “مراقبة” المعاناة الإيرانية دون اتخاذ إجراء عملي، فإن خامنئي وحاشيته سيتشجعان على ارتكاب المزيد من العنف.
وعلى عكس التوقعات الأولية للنظام، فإن انتفاضة الإيرانيين استمرت في أنحاء البلاد، وهي تصل الآن إلى شهرها الثالث. ومع أنه في وقت من الأوقات، كان صحيحاً، أن القمع الوحشي للمحتجين، بما فيه اعتقالات واسعة، والتعذيب لانتزاع الاعترافات، وبعض الإعدامات،  قادر على تخويف الناس وإجبارهم على العودة إلى منازلهم، فإن الأمور مختلفة الآن. وأدى إعدام شيكاري إلى رد فعل عكسي، مثل بقية تكتيكات النظام الوحشية، مع نزول الناس إلى الشوارع مجدداً.

لفت الكاتبان إلى أن النظام واعٍ جداً أن هذه الحركة الثورية تستهدف وجود الجمهورية، في حين أن محاولات الاسترضاء الضعيفة مثل ما قيل عن “إلغاء” شرطة الأخلاق، لن تهدئ الإضطرابات. إن الحركة أثبتت نفسها في مواجهة تكتيكات النظام الترهيبية، مثل الاعتقالات واسعة النطاق غير المسبوقة والأنواع المختلفة من التعذيب.

وناشد الكاتبان الولايات المتحدة أن تشرع في فرض عقوبات على مكتب خامنئي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13553 من قانون ماجنيتسكي. وهذه العقوبات يجب أن تستهدف عائدات النظام، خاصةً مبيعات مليون برميل من النفط يومياً.

ومن شأن التنسيق مع البلدان الأوروبية والحلفاء الآخرين في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لتنفيذ عقوبات مشابهة لتلك التي فرضت على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يبعث رسالة فعالة إلى خامنئي مفادها أن وحشيته، لن تبقى دون رد.
وأعدمت إيران في الأسبوع الماضي محسن شيكاري، 22 عاماً، وماجد رضا راهانوارد، 23 عاماً، لدورهما في الحركة الثورية في إيران.

مصدر للشرعية
ورغم أن قطع العلاقات الدبلوماسية قد يبدو خارج المتوقع، فإنه سيجعل بلا شك طهران التي تقيّم وجودها الدبلوماسي في أوروبا على أساس أنه مصدر للشرعية العالمية، وبوابة إلى العالم الخارجي، تعيد النظر في إجراءاتها.

إن البلدان الأوروبية أرست سابقة عندما عمد عدد منها إلى طرد دبلوماسيين إيرانيين عقب اغتيال منشقين إيرانيين في برلين.
كما أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تحسين رسالتها إلى الشعب الإيراني، الرسالة التي يجب أن تتجاوز التصريحات العامة المبهمة للمتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، وأن تسلط الضوء على حالات محددة لانتهاك حقوق الإنسان. ومن المفروض أن يسمع الشعب الإيراني الرئيس جو بايدن يكرر دعمه له.

وخلص الكاتبان إلى أن للولايات المتحدة ودولاً أخرى، القوة لمنع مزيد من الإعدامات في إيران. وإذا لم تتخذ خطوات سليمة لضمان ذلك، فإن آلة الإعدام للنظام ستقضي على المزيد من الشباب الإيراني.