كيف ينعكس التوتر بين زيلينسكي وزالوجني على الحرب؟

كيف ينعكس التوتر بين زيلينسكي وزالوجني على الحرب؟


يساور المسؤولون الغربيون والجنود الأوكرانيون القلق من أن التوترات المتصاعدة بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس أركان القوات الجنرال فاليري زالوجني، قد تقوض الجهود التي تبذلها البلاد ضد روسيا.   وكتب جيمس مارسون في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن التوترات طفت على السطح هذا الأسبوع، وسط تكهنات في الدوائر السياسية الأوكرانية ووسائل الإعلام مفادها أن زيلينسكي يخطط لإعفاء زالوجني من منصبه. وقال ناطق باسم زيلينسكي، الإثنين، إن الجنرال لم يُعزل، بينما نشر زالوجني صورة سلفي مع أحد مساعديه كتب عليها عبارة «الجيش الأوكراني».   وتأتي علامات التوتر بينما تواجه أوكرانيا تحديات في أرض المعركة، عقب فشل الهجوم المضاد العام الماضي، الذي كان يهدف إلى استعادة بعض من 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية، التي تقع تحت السيطرة الروسية. وعادت القوات الروسية إلى موقع الهجوم بعدما أخفق آلاف الجنود الأوكرانيون الذين دربهم الغرب وسلحهم، أمام دفاعات روسية حصينة. كما تواجه أوكرانيا انكماشاً في الدعم العسكري والمالي، وسط نزاعات سياسية أمريكية داخلية، بينما أوقف الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات مقترحة.    

وزالوجني، البالغ من العمر 50 عاماً، هو رجل عسكري محترف يخدم في منصب رئيس الأركان منذ 2021، ويحظى بالاحترام في أوساط الجنود الأوكرانيين والشركاء الغربيين، والرجل الوحيد الذي ينافس زيلينسكي في استطلاعات الرأي.  
وظهرت علامات التوتر بين القائدين، التي وصفت قبل ذلك بأنها من قبيل الشائعات، عقب تصريحات زالوجني لمجلة «إيكونوميست» البريطانية الخريف الماضي، حول أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، وأن القدرات العسكرية بحاجة إلى تحديث كي تتمكن من طرد القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية. ورفض زيلينسكي هذا التوصيف للحرب.      ومؤخراً، برزت التوترات حول كيفية ملء الفراغ في الجيش الأوكراني لمواجهة الجيش الروسي الأكبر. وقال زالوجني إن الجيش يحتاج إلى مزيد من الموارد، بما في ذلك مئات الآلاف من الجنود لتعويض القتلى والجرحى والمقاتلين المنهكين. أما زيلينسكي فتساءل علناً حول الكلفة المترتبة على زيادة أفراد الجيش، ودعا إلى خطة لتسريح الجنود الذين يقاتلون منذ نحو عامين.  

وأثار احتمال عزل زالوجني انتقادات من المعارضة السياسية الأوكرانية. وقال الرئيس السابق بيترو بوروشنكو إنها ستكون بمثابة ضربة قوية للوحدة الوطنية. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي إن «الوحدة كانت وتبقى محتملة فقط حول القوات المسلحة... وفاليري زالوجني بات تجسيداً لها».  
ولطالما أشاد المسؤولون الغربيون بأداء زالوجني في السنة الأولى من الحرب، عندما عبأت شجاعته وخطابه الأوكرانيين والداعمين الغربيين. لكن معاناة أوكرانيا الأخيرة في المعركة وعلى صعيد الحصول على مزيد من الدعم من الغرب، سلطت الضوء على الخبرة السياسية المحدودة للكوميدي التلفزيوني السابق.     
ويرى المسؤولون الغربيون أن زالوجني يتحمل تحديات الميدان الأوكراني بواقعية أكثر من الرئيس. ومع ذلك، يلاحظ بعض المسؤولين الغربيين أن التوترات بين القائدين العسكري والسياسي في زمن الحرب بالكاد تشكل مفاجأة، في الوقت الذي يخطط الأول وينفذ استراتيجية في الميدان بينما الأخير يتعين عليه أن يوازن بين الضغوط الدولية والمحلية.  

وأعرب الجنود الأوكرانيون عن دعمهم لزالوجني، وقلقهم حيال ما ستمر به أوكرانيا كي تجد بديلاً مناسباً.  
وقال جندي يبلغ من العمر 31 عاماً ويعمل على مدفع هاون في الجنوب الشرقي عن زالوجني: «إننا ندين له بكل شيء».
وأضاف أن ندرة المعلومات الرسمية حول وضع الجنرال أمر محبط. واستطرد :»إنه لأمر سيئ أن تترك الجمهور من دون تفسيرات في زمن الحرب».