رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
ما حصل يعكس أزمة ثقة
كيف ينعكس خطاب شومر على النقاش في أمريكا؟
شكل خطاب زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي جاك شومر لحظة مفصلية في تاريخ العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية بانتقاده الحاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ودعوته إلى انتخابات إسرائيلية مبكرة. وقالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إن شومر وهو أعلى مسؤول يهودي في الولايات المتحدة، مولع بالإشارة إلى أن اسم عائلته شومر مشتق من كلمة عبرية تعني الوصي. وعلى رغم أن التزامه الأول هو لأمريكا، فإنه يحب أن يقول إنه يشعر بواجب الوفاء لاسمه وأن يكون وصياً على شعب إسرائيل.
وأعاد شومر التذكير بهذا الموضوع المألوف لديه في خطاب في 14 مارس (آذار)، لكن ملاحظاته عن نتانياهو كانت استثنائية.
وقال شومر في خطاب استمر 44 دقيقة إن "رئيس الوزراء نتانياهو ضل طريقه، من خلال جعل بقائه السياسي يحتل أولوية على المصالح الأفضل لإسرائيل.. أعتقد أن انتخابات جديدة هي الطريق الوحيد أمام عملية اتخاذ القرار السليم حول مستقبل إسرائيل".
تغيير في إسرائيل
وسبق لرؤساء ووزراء خارجية أن انتقدوا إسرائيل خلال 75 عاماً من تاريخ من العلاقات بين أمريكا والدولة العبرية، على خلفية قضايا منفصلة ولفترة محددة من الوقت. لكن أن يدعو الزعيم الفعلي لليهود الأمريكيين إلى تغيير في القدس، فإن ذلك يعبر عن لحظة مفصلية، حتى ولو شدد شومر على أن "إسرائيل لها الحق في اختيار قادتها".
ما حصل يعكس أزمة ثقة. والرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يتجنب عادة على طريقته انتقاد حلفاء أمريكا علناً، قال في اليوم التالي إن شومر أدلى "بخطاب جيد". (وعلى رغم ذلك لم يؤيد الرئيس الخطاب بالكامل مكتفياً بالقول إن "أمريكيين كثيرين" يتشاركون القلق الذي يشعر به زعيم الغالبية). ووصف زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ملاحظات شومر بأنها "بشعة وتنم عن نفاق"، في أكثر مثال صارخ حتى الآن على الفجوة بين الحزبين حيال طريقة إدارة العلاقات مع الدولة العبرية. وتتساءل المجلة "أي تأثير قد تترك ملاحظات شومر على السياسات الإسرائيلية؟".
جمهورية موز
لم يبد نتانياهو رد فعل بعد، ولكن حزب الليكود الذي يتزعمه علق بالقول إن "إسرائيل ليست جمهورية موز". واعتبر الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس والشخصية الأكثر ترجيحاً لخلافة نتانياهو في حال أجريت الانتخابات، أن ملاحظات شومر كانت خطأ. ولا شك أن حكومة برئاسة غانتس قد تجعل العلاقات أكثر سهولة، علماً أن الأخير بخلاف بايدن، لا يظهر حماساً لحل الدولتين، ولذلك فإن العلاقات ستبقى بعيدة عن البساطة.
وقال السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل مارتن أنديك إن "الإسرائيليين على مختلف مشاربهم السياسية يعيشون في نفس فقاعة الصدمة، من عدم الأمن والخوف والقلق. وهذا يجعلهم جميعاً غير قادرين على سماع أحد أو أي شيء آخر.. إنهم غافلون إلى حد كبير عن معاناة الفلسطينيين، ويبدو أنهم غير مهتمين بالخلاف مع الولايات المتحدة، الصديق الوحيد الذي يمكن أن تعتمد عليه إسرائيل في هذه الأزمة".
النقاش في أمريكا
وترى المجلة أن التأثير الأكبر لكلام شومر قد ينعكس على النقاش حول إسرائيل في أمريكا. إن زعيم الغالبية والرئيس هما من بين الديمقراطيين الأكثر تعاطفاً مع إسرائيل في التاريخ الأمريكي، في حين أن الكثيرين من الجناح اليساري هم من المنتقدين بشدة للحكومة. وأبقى بايدن أول الأمر انتقاده للطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب في مجالسه الخاصة. ومؤخراً صار يوجه انتقاداته علناً، بينما يرفض استخدام رافعته، مثل وقف الدعم العسكري، أو دعم قرارات الأمم المتحدة التي تندد بإسرائيل.
ولكن تعليقات شومر منحت بايدن الغطاء من أجل اتخاذ موقف أكثر تشدداً من إسرائيل. ومع ذلك، لا يتوقع المفاوض الأمريكي السابق في الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر العضو في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي تغييرات أساسية في مقاربة بايدن حتى الآن.
ويعتقد ميلر أن الطريقة الوحيدة أمام بايدن لحل الألغاز السياسية والأخلاقية والسياسية التي أفرزها الهجوم الإسرائيلي على غزة، هي أن تتغير الصور الآتية من غزة. قد يصير بايدن أكثر صرامة، "لكنني لا أرى أن ذلك يحدث الآن، خاصة بالنظر إلى حقيقة أنه للمرة الأولى منذ أسابيع، قد تكون هناك بعض الثغرات على الأرض"، حيث تسمح إسرائيل بمزيد من المساعدات الإنسانية وترسل مفاوضين إلى قطر.
وعلى رغم ذلك، فإنه في حال أدى هجوم إسرائيلي على رفح، حيث يوجد نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني، إلى إصابات كثيرة، فإن نبرة بايدن قد تصير أكثر حزماً وأكثر سرعة. ويرى أنديك أنه "مهما حدث.. فإن الضغط اليوم هو جزء من العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".