البلاد تفتقر إلى عداد الوفيات:

لا أحد يعرف عدد الموتى كل عام في الهند...!

لا أحد يعرف عدد الموتى كل عام في الهند...!


   وفقًا للأرقام الرسمية للحكومة الهندية، يموت حوالي 9.7 مليون شخص كل عام في البلاد. هذا تقدير وليس رقمًا دقيقًا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1،366 مليون نسمة يجد صعوبة في تحديد إحصاء دقيق لعدد الوفيات السنوية.
   وتوضّح مجلة ذي اتلنتيك، أن هناك ما يقرب من 600 ألف منطقة محلية في الهند، لثلاث وعشرين لغة رسمية، وأن النظام الصحي في البلاد يفتقر بشدة إلى التنظيم والهيكلة. ومن الشائع في العديد من القرى، أن تحدث الوفيات في البيوت، وأن يقوم الأقارب بأنفسهم بتنظيم مراسم دفن أو حرق جثث الموتى في الحقول المجاورة. كل هذا دون  إشعار سابق  للسلطات.   ويوضح الخبراء، أنه في زمن كوفيد-19، من الصعب بشكل خاص معرفة عدد الهنود الذين استسلموا للفيروس.

الرقم الرسمي (ثلاثة إلى أربعة آلاف حالة وفاة في اليوم) هو بلا شك أقل بكثير من الواقع. لقد أعاد الوباء المشكلة مرة أخرى: فالبلد غير قادر حاليًا على تحديد تطور الوباء على أراضيه، مما يعقّد الأمور بشكل كبير فيما يتعلق بالبروتوكول الصحي الذي سيتم وضعه.   «إحصاء الموتى يساعد الأحياء”، يلخص برابهات جها، عالم الأوبئة بجامعة تورنتو ومدير مركز أبحاث الصحة العالمية، “امتلاك بيانات كافية لمعرفة من يموت ومتى، يجعلك قادرًا على فهم ما يمكن فعله ردًا على ذلك.»   والهند ليست الدولة الوحيدة التي ليس لديها خدمة للأحوال المدنية: وفقًا لمنظمة صحية أمريكية، الاستراتيجيات الحيوية، هذا هو الحال بالنسبة لمئة دولة في العالم. وحسب منظمة الصحة العالمية، لا يتم الإبلاغ عما يقرب من ثلثي الوفيات في جميع أنحاء العالم.

أرقام وشهادات غير جديرة بالثقة
   أن أسباب الوفاة بمثابة “باروميتر للأنظمة الصحية”، يؤكد يوغيش كالكوندي، طبيب الصحة العامة مقيم في الهند. ويتفق الخبراء على أنه من الصعب للغاية جمع البيانات المتعلقة بالوفيات بين السكان الهنود، فالأرقام المتوفرة ليست موثوقة دائمًا ... أو حتى يمكن الوصول إليها. إنها نوع من القدرية السائدة: نظرًا لحجم السكان ونقص المعلومات التي تعود إلى العديد من القرى التي تتكون منها الهند، لا أحد يرى كيفية القضاء على المشكلة.

   متهمة بالرغبة في الظهور بمظهر جيد، وسعيدة جدا باستحالة جمع الأرقام الرسمية لـ كوفيد-19، لا يبدو أن الحكومة الهندية مستعدة لاتخاذ تدابير للحصول على إحصاءات أكثر موثوقية -ناهيك عن نشرها بشفافية.
   ويثير يوغيش كالكوندي، انحرافًا آخر: لم يتم تدريب جميع الأطباء الهنود على التصريح بوفاة شخص بشكل صحيح أو اكتشاف سبب الموت بشكل فعال. “من بين شهادات الوفاة المتاحة، غالبًا ما نقرأ السبب التالي: “السكتة القلبية الرئوية”، والتي تعني فقط أن الشخص توقف عن التنفس، وأن قلبه لم يعد ينبض”، وهذه لا تشكل بأي حال من الأحوال تشخيصا دقيقا...