لبنان.. مشهد «استفزازي» في شارع الحمرا يثير الجد
ثلاث ساعات حرجة تغير خلالها شكل شارع الحمرا الحيوي في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، بعدما وجهت جهة سياسية رسائل تنطوي على استفزازات عديدة، بحسب كثيرين.
فالمشهد الذي نظمه، الحزب السوري القومي، لمناسبة خاصة تذكّر اللبنانيين بمفردات الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975- 1990، ونكا الجراح، كما يقول البعض. وترددت في العرض الذي وصف بـ”الاستفزازي” عبارات مثل “طار راسك يا بشير، وجاي دورك يا سمير”، وهو ما اعتبر شماتة وتهديدا بقتل رئيس حزب القوات اللبنانية الحالي سمير جعجع.
وكشفت مصادر خاصة في حزب القوات اللبنانية لموقع “سكاي نيوز عربية “ إن الحزب سيقدم الاربعاء اوالخميس، نظراً للعطلة الرسمية التي يشهدها لبنان الثلاثاء، بشكوى قضائية ضد ما حصل في شارع الحمرا ببيروت. ووصفت المصادر الشكوى على انها ستكون بشقين الاول يتعلق بالهتافات المعلنة والمصورة واضحة الوجوه والمعالم والمكشوفة والتي عرضت بفخر وتباه من قبل الحزب السوري القومي الاجتماعي. وقالت إن هذه الهتافات تشجع على ثقافة القتل وضرب مرتكزات الدولة.
وأضافت “مطالبنا واضحة تدعو لتوقيف كل من هتف بذلك. اما الشق الثاني فيقوم على الادعاء على من نظم وشارك وخطط لهذا الاحتفال”. وقالت إن الشكوى ستتضمن الدعوة الى حل الحزب ليس فقط لانه لا يرتبط بالكيان اللبناني انما لانه حرض على القتل”. ومن ناحيته، قال المحلل السياسي سعد كيوان في مقابلة “سكاي نيوز عربية” إنه ل”ا يمكن أن يمر احتفال الحزب السوري القوم دون التنسيق مع حزب الله، وما حصل في شارع الحمرا كان مرخصا.
وتابع:”ولاول مرة يتم اقفال الشارع التجاري في عرض شبه عسكري ينقصه السلاح فقط للقول نحن هنا جاهزون ما يعني ان محور المقاومة يتحرك باستفزاز في الداخل اللبناني كذلك في المناطق المسيحية (...)”.
وكانت تقارير إعلامية نقلت، الاحد، أن رفعت عيد، أحد مؤيدي الحكومة السورية في طرابلس شمالي لبنان، يتحضر لاحتفالية بفوز الرئيس السوري، بشار الأسد، في الانتخابات الرئاسية، وسط مخاوف من احداث امنية. وبحسب هذه التقارير، فإن عيد يريد أن يوحي بان اللاجيين السوريين في لبنان هم بمعظمهم من مويدي حكومة الأسد.
وقال النائب في البرلمان اللبناني، هادي حبيش، لموقع “سكاي نيوز عربية” ينبغي على أي نازح استقبل في لبنان كنازح ألا يتحول إلى عنصر استفزازي، فكل نازح عرف بانتمائه إلى النظام السوري يفقد صفة النازح وفقاً للقانون وعلى الدولة مراقبة ذلك وإلّا تقصر في دورها”.
وتمنى حبيش “عدم الاستفزاز والانجرار إليه خصوصا إذا صحت أخبار إقامة احتفالات لفوز الأسد في لبنان وتابع: “علمتنا أحداث جبل محسن أن يكون لبنان أولاً وعلينا كلبنانيين سحب فتيل الصراعات السياسية”. وقال المنسق العام لتيار المستقبل في طرابلس النقيب بسام زيادة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “على الجميع توخي الدقة في ظل التوترات الاقليمية التي من الممكن تمدُدُها سريعًا الى الداخل اللبناني”.
وأضاف: “ما نحتاجه السلام في طرابلس خصوصاً بعدما عانت المدينة اكثر من 21 جولة اقتتالٍ،استنزفت الاقتصاد فضلًا عن الخساير في الممتلكات والارواح”.