رئيس الدولة يهنيء ساناي تاكايشي بتوليها رئاسة الحكومة اليابانية
لقطة أبكت الملايين وأنهت حياة مصوّرها
لم تكن صورة "الطفل والنسر" مجرد لقطة صحفية عابرة، بل مشهداً اختصر قسوة المجاعة في السودان في عام 1993، وخلّدت اسم مصوّرها الجنوب إفريقي كيفن كارتر في التاريخ، قبل أن تكلّفه حياته بعد عام واحد فقط. وحصدت الصورة، التي وثقت طفلاً هزيلاً ينهار أرضاً من الجوع، بينما يراقبه نسر ينتظر موته حتى ينهشه، أرفع الجوائز الصحفية، وأشعلت ضمير العالم، لكنها في الوقت نفسه تركت في نفس صاحبها جرحاً لم يندمل، انتهى بانتحاره في يوليو -تموز 1994، عن عمر 33 عاماً. وكان كارتر، وهو أحد أعضاء مجموعة المصورين المعروفين باسم "نادي بانغ بانغ"، وصل إلى السودان في عام 1993 لتوثيق الحرب الأهلية والمجاعة التي عصفت بالبلاد.
وخلال زيارته لقرية "أيود"، ابتعد قليلاً عن مركز التغذية، ليصادف طفلاً هزيلاً لا يتجاوز عمره السنتين، كان يحبو بصعوبة في طريقه إلى المركز قبل أن ينهار أرضاً من شدة الجوع والإرهاق.
وبينما كان كارتر يراقب المشهد، حطّ نسر على مقربة من الطفل، وكأنه ينتظر موته، فالتقط المصوّر لقطته الشهيرة بعد أن انتظر عشرين دقيقة حتى اقترب الطائر أكثر، ثم أبعده ليكمل الطفل زحفه نحو المركز. ونُشرت الصورة في صحيفة نيويورك تايمز يوم 26 مارس -آذار 1993، وحصدت جائزة بوليتزر في العام التالي، لتصبح رمزاً لمعاناة أفريقيا. لكن المجد المهني لم يجلب لكارتر الراحة؛ إذ انهالت عليه الانتقادات والاتهامات باللامبالاة، بعد أن تساءل القرّاء عن مصير الطفل، وهاجمه البعض قائلين إن "الرجل الذي ضبط عدسته لتوثيق المعاناة، لم يكن أفضل من النسر نفسه". ورغم أن كارتر أكد أنه طُلب من الصحفيين عدم لمس ضحايا المجاعة خشية نقل العدوى، إلا أن الشعور بالذنب لم يفارقه أبداً. وتفاقم اكتئابه بعد أن طاردته صور الجوعى والقتلى التي وثّقها في أفريقيا، حتى قرر وضع حد لمعاناته بعد أربعة أشهر فقط من فوزه بجائزة بوليتزر، فأنهى حياته في عام 1994 منتحراً داخل سيارته في إحدى ضواحي جوهانسبرغ، وذلك عن طريق استنشاق غازات العادم. وترك رسالة كتب فيها: "آسف جداً، ألم الحياة يفوق أي متعة.. تطاردني صور الجوعى والقتلى والغضب والألم.. لم أعد أستطيع الاحتمال".