لماذا اجتمع بايدن وشي...أخيراً في قمة العشرين؟

لماذا اجتمع بايدن وشي...أخيراً في قمة العشرين؟


تناول المحلل السياسي جورج فريدمان الاجتماع الذي طال انتظاره بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا.
بمجرد اجتماع الرئيسين فإن ذلك يدل على أن اللقاء كان ناجحاً حسب فريدمان. وأن يستمر ثلاث ساعات أمر مشجع أيضاً بما أن الاجتماعات غير الناجحة تميل إلى الانتهاء بسرعة وتعقبها بيانات مشتركة غير مهمة.
أشار فريدمان في “جيوبوليتيكال فيوتشرز” إلى أن التقارير الأولية عن الاجتماع تؤكد ذلك. يبدو أن الرئيسين كانا متفقين على قضايا مثل خطر الأسلحة النووية، وآفاق زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الصين، رغم تكرارهما أن بلديهما متنافسان يحملان وجهات نظر مختلفة لمسائل مثل تايوان، ورغم أن شي قال وفق الأنباء إن نموذج الديمقراطية الأمريكي عفا عليه الزمن.

ليس سخاء
لفت الكاتب إلى أن التقدم على هذه الجبهة ليس لفضيلة من أي الطرفين بل بسبب الوقائع الجيوسياسية التي يعملان في ظلها.
فبالنسبة إلى الولايات المتحدة، كانت المواجهة مستندة إلى الاقتصاد. ومن وجهة نظر واشنطن، لم تسمح الصين بعد الوصول السهل للسلع الأمريكية إلى سوقها وكانت تتلاعب بقيمة اليوان لزيادة التجارة والاستثمار إلى الحد الأقصى، وهو اتهام وجهته إدارة أوباما منذ سنوات.
قالت واشنطن إنه بالنظر إلى حجم الاستثمار والتكنولوجيا الذي وفرته الشركات الأمريكية على  الصين أن تكون غير متحفظة في ظل شعور أمريكي عام بأن الصين استغلت الولايات المتحدة. ولم تكن الصين في موقع يسمح لها بالامتثال للمطالب الأمريكية دون تقويض اقتصادها.

وجهة نظر بكين
أما بالنسبة إلى الصين، كانت المطالب الاقتصادية الأمريكية تعني تهديداً عسكرياً. حسب الكاتب، لم تستطع بكين استيعاب الولايات المتحدة، وخشيت من رد عسكري أمريكي. الصين هي قوة مصدرة ويستند رفاهها إلى قدرة سلعها على المرور من موانئها على الساحل الشرقي نحو بحر الصين الجنوبي وبعده إلى العالم.
بإمكان الولايات المتحدة نظرياً أن تلغم تلك الموانئ أو تغلقها بوسائل أخرى. تمثل رد الصين على ذلك الاحتمال في عدوانية بما أمكن لها لإقناع الولايات المتحدة بأن مطالبها الاقتصادية يمكن أن تعني الحرب وأن الصين قد تهزم البحرية الأمريكية.

النوايا الحقيقية
لم تقصد الولايات المتحدة كسر اقتصاد الصين. كان القصد استخدام التهديد به لتؤثر على رد بكين. وبالمثل، لم تنوِ الصين قط الذهاب إلى حرب مع الولايات المتحدة؛ أرادت إقناع واشنطن بأن الحرب احتمال واقعي بما يكفي لتغيير السياسة.
بدا كل منهما شرساً، لكن كلاهما حرص على تجنب ضغط قوي جداً على الطرف الآخر.ويرى فريدمان أن عاملين دفعا الولايات المتحدة والصين إلى التحرك.

انهار قبل أن يبدأ
العامل الأول هو هجوم روسيا على أوكرانيا. برهن استعداد واشنطن لحرب ذكية ونقلها أسلحة أمريكية إلى القوات الأوكرانية إمكانات لم تعتقد الصين أن الولايات المتحدة كانت تملكها في مخزونها.
إن تحالف الصين مع روسيا لمواجهة الولايات المتحدة في مسرحين انهار قبل تنفيذه. أعادت الصين تقييم القوة العسكرية والإرادة وهيكل التحالفات الأمريكية ورأت أن النزاع العسكري أخطر على الصين، منه على الولايات المتحدة.
 العامل الثاني
كان العامل الثاني استمرار تدهور الاقتصاد الصيني. أدت قوة دورية طويلة المدى إلى ركود هائل هدد الاستقرار الاجتماعي. وبإمكان القواعد التنظيمية الأمريكية للواردات من الصين والاستثمار فيها أن تجعل الوضع السيئ أسوأ. وبعبارة أخرى، للصين الكثير على المحك في علاقتها مع الولايات المتحدة، على عكس الأخيرة.

ممكن فعلاً
في غياب تهديد عسكري، استفادت الولايات المتحدة من المنتجات الصينية منخفضة الكلفة. وليس للولايات المتحدة مكسب كبير من مواجهة عسكرية بينما لديها الكثير لتربحه من التعاون الاقتصادي. وليس للصين رغبة في حرب قد تخسرها، وليس للولايات المتحدة مصلحة في أزمة اقتصادية في الصين. تحسين الوضع الاقتصادي مغر جداً طالما أنه ممكن، وحسب فريدمان، يظهر الاجتماع هذا الأسبوع، أنه قد يكون فعلاً ممكناً.