لماذا تحولت كاليدونيا الجديدة إلى بؤرة توتر بين فرنسا وأذربيجان؟
تؤكد الحكومة الفرنسية أن أذربيجان تثير التوترات في كاليدونيا الجديدة، على الرغم من المسافة الجغرافية والثقافية الشاسعة بين الدولة الواقعة على بحر قزوين والإقليم الفرنسي في المحيط الهادي. ورفضت باكو الاتهامات بأنها تتحمل المسؤولية عن أعمال الشغب التي أدت إلى مقتل 5 أشخاص، وهزت الحكومة في باريس. وهذه هي الواقعة الأحدث في سلسلة من التوترات بين باريس وباكو، وليست المرة الأولى التي تتهم فيها فرنسا أذربيجان بالوقوف وراء حملة تضليل.
أعمال شغب
اندلعت أعمال الشغب في كاليدونيا الجديدة، وهي منطقة فرنسية تقع بين أستراليا وفيجي، بسبب قانون انتخابي جديد يقول أنصار الاستقلال إنه سيضعف أصوات السكان الأصليين من الكاناك.
وتشير الحكومة الفرنسية إلى الظهور المفاجئ للأعلام الأذربيجانية إلى جانب رموز الكاناك في الاحتجاجات؛ بينما تدعم مجموعة مرتبطة بالسلطات في أذربيجان الانفصاليين علنًا، وتدين الحكومة في باريس.
وعندما سئل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عما إذا كانت أذربيجان والصين وروسيا تتدخل في كاليدونيا الجديدة: أجاب: «هذا ليس خيالاً.. إنها حقيقة. يؤسفني أن بعض القادة المؤيدين للاستقلال في كاليدونيا توصلوا إلى اتفاق مع أذربيجان. إنه أمر لا جدال فيه.» لكنه أضاف: «حتى لو كانت هناك محاولات للتدخل.. فرنسا تتمتع بالسيادة على أراضيها». ومن جهته، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية أيهان حاجي زاده الاتهامات الفرنسية، قائلاً: «ننفي أي صلة بين قادة النضال من أجل الحرية في كاليدونيا وأذربيجان».
مؤيدون للاستقلال
وفي صور تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت لقطات بثت، يوم الأربعاء، على القناة الأولى الفرنسية، بعض المؤيدين للاستقلال وهم يرتدون قمصاناً تحمل العلم الأذربيجاني.
وتصاعدت التوترات بين الحكومتين الفرنسية والأذربيجانية في أعقاب حرب 2020، والهجوم الخاطف عام 2023 الذي شنته أذربيجان لاستعادة السيطرة على منطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية.
ففرنسا حليف تقليدي لأرمينيا، جارة أذربيجان ومنافستها التاريخية، كما أنها موطن لعدد كبير من الجالية الأرمنية في الشتات. وقال دارمانان إن أذربيجان، التي يقودها الرئيس إلهام علييف منذ عام 2003، والذي خلف والده حيدر - كانت «ديكتاتورية». ومنعت الحكومة الفرنسية، الأربعاء، شبكة التواصل الاجتماعي تيك توك من العمل في كاليدونيا الجديدة.
ما هي علاقة أذربيجان بكاليدونيا الجديدة؟
وكانت أذربيجان دعت الانفصاليين من أراضي المارتينيك الفرنسية وغويانا الفرنسية وكاليدونيا الجديدة وبولينيزيا الفرنسية إلى باكو، العاصمة الأذربيجانية، لحضور مؤتمر في يوليو -تموز 2023.
وأدى الاجتماع إلى إنشاء «مجموعة مبادرة باكو»، التي كان هدفها المعلن هو دعم «حركات التحرر الفرنسية ومناهضة الاستعمار».
ونشرت المجموعة بيانا هذا الأسبوع تدين فيه التغيير الذي اقترحه البرلمان الفرنسي على دستور كاليدونيا الجديدة، والذي من شأنه أن يسمح للأجانب الذين انتقلوا إلى الإقليم قبل 10 سنوات على الأقل بالحق في التصويت في انتخاباتها.
وتقول القوى المؤيدة للاستقلال إن ذلك من شأنه أن يضعف أصوات الكاناك، الذين يشكلون حوالي 40% من السكان.
وقالت مجموعة مبادرة باكو: «إننا نتضامن مع أصدقائنا من الكاناك وندعم نضالهم العادل».