رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
بعد استقالة ليز تروس:
لماذا لا يعود البريطانيون إلى صناديق الاقتراع...؟
-- الضغط الإعلامي والسياسي قد يجبر المحافظين على الدعوة لانتخابات مبكرة
-- بالنسبة للمحافظين، قد تكون الدعوة إلى انتخابات تشريعية مخاطرة شبيهة بالانتحار
على الرغم من استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تروس، ليس من المتوقع أن يصوت جميع البريطانيين في انتخابات عامة محتملة في أي وقت قريب... لماذا؟
باتت تحمل الآن الرقم القياسي لأقصر فترة زمنية قضاها رئيس حكومة في تاريخ المملكة المتحدة.
أعلنت ليز تروس استقالتها يوم الخميس بعد 45 يومًا في داونينغ ستريت سجّلت وفاة إليزابيث الثانية، وعاصفة مالية ذاتية، ثم تغيير كامل في السياسة الاقتصادية، واستقالات داخل حكومتها.
وقبل يوم الجمعة 28 أكتوبر الجاري، يجب أن يكون للمملكة المتحدة رئيس وزراء ثالث في غضون شهرين. ومع ذلك، ليس من المخطط في الوقت الحالي إجراء انتخابات تشريعية على الرغم من دعوة المعارضة العمّاليّة أو الليبراليين الديمقراطيين، أو رئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجيون... كيف نفسر ذلك؟
لا شيء يجبر المحافظين على الدعوة لانتخابات جديدة في المملكة المتحدة، تجري الانتخابات التشريعية نظريًا كل 5 سنوات. وبالتالي، من المقرر إجراء الانتخابات القادمة في نهاية عام 2024 -مطلع عام 2025. وكان بوريس جونسون قد فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة في ديسمبر 2019 بعد أشهر قليلة من توليه السلطة ليحل محل تيريزا ماي.
لكن منذئذ، اضطر إلى ترك منصبه، بعد معارضة، بشكل خاص، من قبل أصدقائه المحافظين بسبب سلسلة من الفضائح. ستبقى بديلته ليز تروس شهرين فقط على رأس البلاد. وبما أنّ المحافظين لا يزالون يحتفظون بالأغلبية في مجلس العموم، فلا شيء يلزم رئيس الوزراء بالدعوة إلى إجراء انتخابات.
في الماضي، خلف جوردون براون رئيس الوزراء توني بلير عام 2007، وأصبح زعيمًا لحزب العمال، لكنه لم يفز أبدًا في انتخابات عامة (خسر عام 2010 أمام ديفيد كاميرون). وفي كل الاحوال، يمكن لرئيس الوزراء حل البرلمان (بموافقة الملك) ولكن لا شيء يلزمه بذلك. ويمكن أن تحدث العودة إلى صناديق الاقتراع أيضًا في حالة التصويت على اقتراح حجب الثقة عن الحكومة. لكن هذه الفرضية لا تزال بعيدة الاحتمال لأن للمحافظين أغلبية مطلقة في البرلمان.
... خاصة أنها
ليست من مصلحتهم
بالنسبة للمحافظين، قد تكون الدعوة إلى انتخابات تشريعية مخاطرة شبيهة بالانتحار. في الواقع، تبلغ الفجوة في استطلاعات الرأي حاليًا 30 نقطة بين حزب المحافظين (24 بالمائة) والعمل (52 بالمائة)، وفق معدل ديلي تلغراف. ومع مثل هذه الاستطلاعات، سيخاطر المحافظون بفقدان الأغلبية بالإضافة إلى عشرات أو حتى مئات المقاعد.
للتذكير، عام 2019، فاز المحافظون بقيادة بوريس جونسون بـ 44 بالمائة و365 مقعدًا في مجلس النواب (من أصل 650) مقابل 32 بالمائة لحزب العمل (و202 مقعدًا) تحت قيادة جيريمي كوربين. ومن خلال رفض الدعوة إلى انتخابات مبكرة، يأمل المحافظون أن يتمكن رئيس الوزراء الجديد من استعادة نقاط في الرأي العام من أجل الوقوف أمام الناخبين بجرعة أكبر من الاوكسيجين السياسي.
ضغط
إعلامي وسياسي
مع وجود رئيس وزراء ثالث في أقل من شهرين، من المرجح أن يزداد ضغط الرأي العام ووسائل الإعلام للدعوة إلى انتخابات مبكرة. فأيّ شرعية لرئيس الوزراء الجديد، الذي لن يعاد تعيينه إلا من قبل 170 ألف من نشطاء حزب المحافظين؟
في خضم أزمة اجتماعية، مع تضخم يبلغ حوالي 10 بالمائة، يبدو أيضًا أنه من الصعب على رئيس الوزراء الجديد تنفيذ سياسة مالية واقتصادية دون موافقة شعبية. ففي أولى الصعوبات، سيتم تذكيره بضعف شرعيته. لذلك يبدو ان الوضع السياسي لن يفك ولن يحل بدون انتخابات جديدة، غير ان هذا يبقى بعيد الاحتمال في المستقبل القريب.
عن لو جورنال دي ديمانش
-- بالنسبة للمحافظين، قد تكون الدعوة إلى انتخابات تشريعية مخاطرة شبيهة بالانتحار
على الرغم من استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تروس، ليس من المتوقع أن يصوت جميع البريطانيين في انتخابات عامة محتملة في أي وقت قريب... لماذا؟
باتت تحمل الآن الرقم القياسي لأقصر فترة زمنية قضاها رئيس حكومة في تاريخ المملكة المتحدة.
أعلنت ليز تروس استقالتها يوم الخميس بعد 45 يومًا في داونينغ ستريت سجّلت وفاة إليزابيث الثانية، وعاصفة مالية ذاتية، ثم تغيير كامل في السياسة الاقتصادية، واستقالات داخل حكومتها.
وقبل يوم الجمعة 28 أكتوبر الجاري، يجب أن يكون للمملكة المتحدة رئيس وزراء ثالث في غضون شهرين. ومع ذلك، ليس من المخطط في الوقت الحالي إجراء انتخابات تشريعية على الرغم من دعوة المعارضة العمّاليّة أو الليبراليين الديمقراطيين، أو رئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجيون... كيف نفسر ذلك؟
لا شيء يجبر المحافظين على الدعوة لانتخابات جديدة في المملكة المتحدة، تجري الانتخابات التشريعية نظريًا كل 5 سنوات. وبالتالي، من المقرر إجراء الانتخابات القادمة في نهاية عام 2024 -مطلع عام 2025. وكان بوريس جونسون قد فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة في ديسمبر 2019 بعد أشهر قليلة من توليه السلطة ليحل محل تيريزا ماي.
لكن منذئذ، اضطر إلى ترك منصبه، بعد معارضة، بشكل خاص، من قبل أصدقائه المحافظين بسبب سلسلة من الفضائح. ستبقى بديلته ليز تروس شهرين فقط على رأس البلاد. وبما أنّ المحافظين لا يزالون يحتفظون بالأغلبية في مجلس العموم، فلا شيء يلزم رئيس الوزراء بالدعوة إلى إجراء انتخابات.
في الماضي، خلف جوردون براون رئيس الوزراء توني بلير عام 2007، وأصبح زعيمًا لحزب العمال، لكنه لم يفز أبدًا في انتخابات عامة (خسر عام 2010 أمام ديفيد كاميرون). وفي كل الاحوال، يمكن لرئيس الوزراء حل البرلمان (بموافقة الملك) ولكن لا شيء يلزمه بذلك. ويمكن أن تحدث العودة إلى صناديق الاقتراع أيضًا في حالة التصويت على اقتراح حجب الثقة عن الحكومة. لكن هذه الفرضية لا تزال بعيدة الاحتمال لأن للمحافظين أغلبية مطلقة في البرلمان.
... خاصة أنها
ليست من مصلحتهم
بالنسبة للمحافظين، قد تكون الدعوة إلى انتخابات تشريعية مخاطرة شبيهة بالانتحار. في الواقع، تبلغ الفجوة في استطلاعات الرأي حاليًا 30 نقطة بين حزب المحافظين (24 بالمائة) والعمل (52 بالمائة)، وفق معدل ديلي تلغراف. ومع مثل هذه الاستطلاعات، سيخاطر المحافظون بفقدان الأغلبية بالإضافة إلى عشرات أو حتى مئات المقاعد.
للتذكير، عام 2019، فاز المحافظون بقيادة بوريس جونسون بـ 44 بالمائة و365 مقعدًا في مجلس النواب (من أصل 650) مقابل 32 بالمائة لحزب العمل (و202 مقعدًا) تحت قيادة جيريمي كوربين. ومن خلال رفض الدعوة إلى انتخابات مبكرة، يأمل المحافظون أن يتمكن رئيس الوزراء الجديد من استعادة نقاط في الرأي العام من أجل الوقوف أمام الناخبين بجرعة أكبر من الاوكسيجين السياسي.
ضغط
إعلامي وسياسي
مع وجود رئيس وزراء ثالث في أقل من شهرين، من المرجح أن يزداد ضغط الرأي العام ووسائل الإعلام للدعوة إلى انتخابات مبكرة. فأيّ شرعية لرئيس الوزراء الجديد، الذي لن يعاد تعيينه إلا من قبل 170 ألف من نشطاء حزب المحافظين؟
في خضم أزمة اجتماعية، مع تضخم يبلغ حوالي 10 بالمائة، يبدو أيضًا أنه من الصعب على رئيس الوزراء الجديد تنفيذ سياسة مالية واقتصادية دون موافقة شعبية. ففي أولى الصعوبات، سيتم تذكيره بضعف شرعيته. لذلك يبدو ان الوضع السياسي لن يفك ولن يحل بدون انتخابات جديدة، غير ان هذا يبقى بعيد الاحتمال في المستقبل القريب.
عن لو جورنال دي ديمانش