لماذا يتجاهل ماكرون اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

لماذا يتجاهل ماكرون اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

يتنقل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من اجتماع دبلوماسي إلى آخر، ولكن هناك مكان واحد لن يذهب إليه، وهو الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولكنه لن يكون الغائب الوحيد.
وذكرت مجلة “بوليتيكو” أنه بالإضافة إلى غياب الرئيسين الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، فإن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سيغيبان أيضاً عن الاجتماع في نيويورك الأسبوع المقبل.
 
لكل منهم أسباب مختلفة لعدم حضور الاجتماع، الذي يستقطب رؤساء الدول والحكومات من جميع أنحاء العالم، والنتيجة هي أن خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من المرجح أن يحظى باهتمام أكبر مما كان عليه في السنوات السابقة.وبينما يغيب بوتين وشي عن الاجتماع بشكل متكرر، فإن غياب سوناك وماكرون أثار الدهشة، حيث تشغل كل من المملكة المتحدة وفرنسا مقاعد دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ما يعني أن زعيماً واحداً فقط من الدول الخمس التي لديها مقاعد دائمة سيحضر الاجتماع.
 
وفقاً للعديد من المسؤولين الفرنسيين، فإن ماكرون لديه جدول مزدحم، لأنه سيستضيف الملك تشارلز الثالث، في زيارة تم تأجيلها بالفعل من قبل بسبب الاضطرابات في فرنسا ويخطط زعيم حزب العمال في المملكة المتحدة كير ستارمر، للقاء ماكرون في باريس الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي أيضاً البابا فرانسيس في مدينة مرسيليا الساحلية نهاية الأسبوع المقبل، بحسب الصحيفة.يعد غياب سوناك أكثر إثارة للدهشة بالنظر إلى أن هذه ستكون أول جمعية عمومية له منذ توليه منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومع ذلك، فقد تعرض سوناك وحزبه المحافظ لهزيمة في استطلاعات الرأي مؤخراً، ما يشير إلى وجود مشاكل انتخابية مقبلة وزيادة التركيز على الصعيد الداخلي.
 
ويأتي اجتماع نيويورك أيضاً في أعقاب قمة مجموعة العشرين في الهند، والتي أصدرت بياناً يدعم سلامة أراضي أوكرانيا، لكنه لم يتضمن إدانة مباشرة لروسيا.تواجد ماكرون في قمة مجموعة العشرين، وقال وزير فرنسي، طلب عدم الكشف عن هويته،: “هناك مسألة توازن ووقت بالنسبة لماكرون”. وأضاف الوزير: “النقطة الأخرى للجمعية العامة للأمم المتحدة هي إلقاء خطاب بارز، وبما أنه ليس هناك إصلاحاً شاملاً للسياسة الخارجية الفرنسية، فإنه ليست هناك حاجة للقيام بذلك كل عام».ولدى الرئيس الفرنسي أيضاً مبادراته الدبلوماسية الخاصة، التي يريد بث الحياة فيها، مثل الميثاق المالي العالمي الجديد، الذي يأمل في حشد الدعم له.هناك مخاوف في فرنسا، حتى داخل فريق ماكرون نفسه، من أن غياب الرئيس يبعث إشارة سلبية إلى العالم نظراً لدعم فرنسا المعلن للتعددية، وحماس الرئيس للدبلوماسية. وقالت آن جينيتيه، النائب عن حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون، إنها “فوجئت للغاية” عندما علمت أنه لن يذهب. “ستكون خسارة لنا.. أنا مقتنع بأن الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مفيد، فهناك الخطب الكبيرة والمحادثات الدبلوماسية المكثفة حقاً».
 
ولم يتخلف ماكرون عن الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا مرة واحدة من قبل، في أعقاب قرار أمريكا بإقامة تحالف أمني مع أستراليا والمملكة المتحدة.
وسيحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أيضاً الجمعية العامة لهذا العام، على أمل حشد الدعم من خارج حلفائه الغربيين لخطة السلام المكونة من 10 نقاط، وهي مبادرة دعمتها باريس بقوة ووفقاً لدبلوماسي فرنسي كبير، فإن غياب الرئيس لا يقلل من هذا الدعم. 
 
وتابعت الصحيفة، من الملاحظ في هذا الصيف، أن ماكرون فشل في الحصول على دعوة لحضور قمة البريكس في جنوب أفريقيا، وعلى مدى السنوات الماضية، استثمرت فرنسا بشكل متزايد في المنتديات الآسيوية مثل منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، أو رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وهي ملفات أصبحت على رأس أولويات الدبلوماسية الفرنسية.