مدافع «آرتشر» إلى أوكرانيا.. ما قدراتها وتأثيرها في الحرب

لماذا يخشى الغرب غواصة يوم الدينونة وطوربيد القيامة؟

لماذا يخشى الغرب غواصة يوم الدينونة وطوربيد القيامة؟


عندما كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة عن الغواصة بيلغورود والطوربيد بوسيدون في العام 2018، قال إن هذا السلاح نوع جديد من الأسلحة النووية الاستراتيجية بمصدر قوته الخاص وأنه “لا يمكن إيقافه».
وأضاف بوتين: “إنها ذات ضوضاء منخفضة للغاية ولديها قدرة عالية على المناورة وغير قابلة للتدمير عملياً بالنسبة للعدو.. لا يوجد سلاح يمكنه مواجهتها في العالم اليوم».
وقال بوتين في الخطاب إن مدى الطوربيد سيكون غير محدود ويمكن أن يعمل إلى أعماق قصوى بسرعات أسرع بكثير من أي غواصة أخرى أو طوربيدات أخرى.
والأسبوع الماضي أعلنت روسيا أنها بصدد إنتاج رؤوس نووية للطوربيد بوسيدون، بعد أن أعلنت عن تشغيل الغواصة بيلغورود.

لماذا يخشاها الغرب؟
في أبريل 2022، قال مقدم برامج تلفزيوني موال لبوتين إن “بوسيدون” قادر على التسبب في موجات مد عاتية يمكن أن تغرق بريطانيا تحت موجة تسونامي بارتفاع 500 متر، من مياه البحر المشعة، وذلك ردا على الموقف المتشدد لرئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إثر زيارة مفاجئة إلى كييف.
وقال مقدم القناة إن صاروخ بوسيدون مجهز برأس حربي نووي يصل إلى 100 ميغاطن وأنه إذا انفجر بالقرب من الجزر البريطانية، سوف تلتهمها الموجة المرتفعة وتحول المناطق إلى “صحراء مشعة».
جاء ذلك في تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” الأميركية في وقت سابق، وتناولت فيه طوربيدات “بوسيدون” النووية الروسية.
وتحدثت المجلة عن قدرة طوربيد “بوسيدون”، إذا يمكنه التحرك بسرعة تقارب 110 عقد، أو أكثر من 200 كيلومتر- ساعة، بفضل تقنيات خاصة يستخدمها كما أنه قادر على المناورة وتغيير الاتجاه والعمق ما يعني أن عملية اعتراضه مستحيلة.
بالإضافة إلى ذلك تحدث موقع ياهو نيوز اليابان عن الطوربيد “بوسيدون” أو “سلاح يوم القيامة”، باهتمام، مشيرا إلى أن العالم بأسره يهتم به أيضا على خلفية تصاعد الصراع في أوكرانيا.

و”الموجة المشعة” التي يسببها الطوربيد أعلى من مبنى “إمباير ستيت” الأميركي الشهير، وقادرة على الوصول إلى مدينة واشنطن، فعند انفجاره يتسبب في تسونامي نووي بارتفاع 500 متر يسقط على المدن الساحلية. يبلغ ارتفاع تمثال الحرية في نيويورك 93 مترا، بينما يبلغ ارتفاع مبنى إمباير ستيت 443 مترا، وبالتالي فإن أي أن موجة تسونامي ستضرب المدينة ستكون أعلى بكثير من هذه المباني. ليس هذا فحسب، إذ يمكن أن يصل التسونامي إلى مسافة 500 كيلومتر في الداخل الأميركي، أي أنه يمكن أن يصل إلى العاصمة واشنطن.

هل يمكن اعتراض بوسيدون؟
يشير الخبير العسكري كازوهيكو إينو إلى أن “بوسيدون” يتحرك بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، على عمق 1000 متر تحت سطح البحر، ويتمتع بمدى غير محدود تقريبا، بفضل نظام الدفع النووي الخاص به، مما يجعل من الصعب اعتراضه بصواريخ تقليدية محدودة المدى.
وبحسب كبير المتخصصين النوويين في منظمة “غرينبيس” قال شون بورني لمجلة نيوزويك في عام 2022، أن إنتاج رأس نووية للطوربيد بوسيدون بقدرة 100 ميغاطن، يعني أنه سيكون أقوى بحوالي 7000 مرة أكثر من القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما، والتي دمرت المدينة بأكملها وقتلت على الفور ما يقدر بنحو 80 ألف شخص.
يشار إلى أن الغواصة “بيلغورود” تعتبر أضخم غواصة نووية في العالم، إذ يبلغ طولها نحو 182 مترا، كما تتمتع بقدرات كبيرة على التخفّي خلال غوصها، والمناورة في حالة الاشتباكات البحرية. وأُنشئَت من بدن غير مكتمل لغواصات “أوسكار 2».
وتحتضن بيلغورود، غواصة لوشاريك، وهي نوع من الغواصات القزمة التي تعمل بدورها بالطاقة النووية للغوص في الأعماق.
ونظرا لأن لوشاريك، قادرة على القيام بمهام البحث والإنقاذ، فإن الدول الغربية تخشى أيضا من أن تستخدم في تخريب وتدمير الكابلات البحرية.

مدافع آرتشر
تعتزم السويد إرسال حزمة عسكرية إلى أوكرانيا، على رأسها مدافع آرتشر طويلة المدى المتنقلة والحديثة، في وقت يستعد حلفاء كييف لتكثيف دعمها بالأسلحة والذخائر لمواجهة القوات الروسية، قبل شهر من دخول الحرب عامها الثاني. كان نظام “آرتشر” المطور محليًا على رأس قائمة الرغبات الأوكرانية خلال الفترة الماضية، لكنه لم يكن مدرجًا في حزم المساعدات السابقة.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، إن حزمة الدعم العسكري المكونة من 3 أجزاء لأوكرانيا ستتضمن:
وبينما تتهافت العواصم الغربية على إرسال مزيد من المساعدات إلى كييف، حذرت موسكو من أن تسليم أسلحة جديدة إلى أوكرانيا سيرفع الصراع إلى “مستوى جديد تمامًا».
بدوره، يرى الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الدعم السويدي العسكري لأوكرانيا يأتي في توقيت مثالي من حيث حاجة كييف للمدفعية والمدرعات.

وبشأن قدرات نظام “آرتشر” الذي ستحصل عليه أوكرانيا، قال “حسن”، إنها تتضمن:
يعد من أفضل أنظمة مدفعية الهاوتزر من حيث القدرة النارية والمناورة.
المدفع مثبت على شاحنة فولفو، ويمكنه إطلاق 6 طلقات والتحرك مسافة 500 متر بعد الإطلاق، في أقل من دقيقتين.
يُمكنه إطلاق قذائف موجهة.
يمكن تجهيز المدفع في أقل من 30 ثانية من تلقيه أوامر الإطلاق، وبعد أقل من 30 ثانية من تنفيذ أوامر الإطلاق.
يمكنه التحرك بعيداً وتفادي نيران المدفعية المضادة
المركبة المحمل عليها صالحة لجميع التضاريس ويمكن تحريكها وإطلاقها بسرعة وبدقة كبيرة
وأشار الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، إلى أن الميدان الأوكراني يحتاج لمثل هذه المنظومات المدفعية وخاصة من عيار 155 ملم، والتي يمكنها الإطلاق والتحرك بعيدا والمناورة أثناء القتال.

ومع ذلك، يعتقد “حسن”، أن الحرب الروسية الأوكرانية تنتقل في الوقت الراهن لمستوى نوعي من الدعم العسكري الغربي لكييف، فللمرة الأولى يوافق الغرب على تزويد أوكرانيا بالمدرعات الخفيفة ودبابات القتال الرئيسية الثقيلة بعدما كانت الدول الغربية ترفض في السابق تقديم هذا النوع من الدعم العسكري.
ووافقت بريطانيا على إرسال دبابات القتال الرئيسية تشالنجر -2، وتجري مشاورات حول إرسال دبابات الليوبارد الألمانية.
وقال: “نحن أمام مستوى تصاعدي للمساعدات العسكرية البرية، بعدما فشل أطراف الصراع في فرض السيادة الجوية».
ولفت إلى تزايد شدة ووتيرة المعارك البرية وتتحول أكثر إلى النمط البدائي من موجات الهجوم والتصادم الكلاسيكي بين تشكيلات المشاة والمدرعات الخفيفة، تماما كنمط معارك الحرب العالمية الأولى.