تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
ليس نبيًا في بلده:
لماذا ينكر الأرجنتينيون تشي جيفارا...؟
-- لا مقارنـة بين قياسـات تمثـال روزاريــو والنحت الجـداري الضخـم الـذي يمثله في ساحة الثـورة في هـافـانـا
-- يذكر اسمه بالخصوص في الأوساط الأكاديمية والفكرية والعسكرية، فالرمز السياسي المعياري هو بيرون
-- يحتل جيفارا مكانة محدودة جدًا في السردية الوطنية
-- يعتبر تشي في كوبا جزءًا من التراث الوطني ويشكل الأسطورة التأسيسية، وليست تلك هي الحال في الأرجنتين
-- بطل أرجنتيني آخر تعبده الجماهير، رسم مارادونا وشم تشي على كتفه الأيمن
إن حضوره خافت جدا ولا يكاد يظهر، بين المعبودين الوطنيين الذين يباعون على جميع المحامل الممكنة، في أكشاك الهدايا التذكارية في شارع فلوريدا. يجب التدقيق في أكشاك الهدايا التذكارية في مايكرو سنترو في بوينس آيرس بعناية شديدة لرؤية طرف قبعة تشي جيفارا، التي تم تقليصها إلى رتبة ملصق صغير، غارق في حشد من أسماء فرق موسيقى الروك الوطنية.
بعيدًا جدا في الترتيب خلف مارادونا أو غارديل أو حتى البقرة الأرجنتينية (التي تُباع ملصقاتها التي تعرض القطع التقليدية للمشاوي بالآلاف)، يحتل المحارب مكانًا محدودًا للغاية في السردية الوطنية المقدمة للسياّح.
أما بالنسبة للنصب التذكارية، فإن غيابها هو الأبرز. قد يتجول الزائر حول الزوايا الأربع للعاصمة الأرجنتينية، ولن يصادف تمثالًا واحدًا لتشي.
إن صورة إرنستو جيفارا دي لا سيرنا، بطل الصورة الفوتوغرافية الأكثر استنساخًا في العالم، صورة الكوبي ألبرتو كوردا، موجودة في كل مكان، إلا في موطنه الأرجنتين.
هل هذه الملاحظة كافية للتأكيد على أن تشي ليس نبيًا في بلده؟ الأشخاص الذين يدعون إرثه، مثل الكاتب باتشو أودونيل، يتساءلون أحيانًا في هذه العلاقة البعيدة والباردة. مؤلف العديد من الأعمال حول المقاتل، يأسف أودونيل، في مقال نُشر مؤخرًا في صحيفة باجينا 12 اليومية بعنوان “متى تتبنى الأرجنتين تشي؟”: “إن الأرجنتين لم تتبنّ بالكامل أحد أشهر أطفالها في العالم».
لست مضطرًا لأن تكون جيفاريست (مؤيدًا لجيفارا) لتدرك أن بوينس آيرس لا يوجد بها شارع أو ساحة أو شارع واحد يشير إلى الكومندنتي. عام 2008، فوجئت وكالة رويترز بهذه الحقيقة بمناسبة تقديم أول تمثال لتشي في البلاد، في روزاريو، مسقط رأسه: “جيفارا زعيم وطني في كوبا، لكن الاعتراف به في الأرجنتين استغرق وقتًا طويلاً. «
أيديولوجية راديكالية
تغذي النقد
لا يزال تقييم انتشار هذه الأسطورة في المجتمع الأرجنتيني مهمة صعبة. هل ينبغي مقارنتها بالالتصاق الذي أحدثته هذه الشخصية السياسية داخل المجتمع الكوبي؟ تظهر دراسة مقارنة سريعة، أن الاهتمام الرقمي لجزيرة الكاريبي يبدو أكبر من اهتمام بلاد اخر العالم. لكن مؤلف هذه السطور يرفض أن يغامر، لأنه ليس متخصصًا في الإنترنت الكوبي ولا في غوغل تريند.
لا يبدو أن التفسير مخفي في هذه الإحصائيات. ولا مقارنة بين قياسات تمثال روزاريو، والنحت الجداري الضخم الذي يمثله في ساحة الثورة في هافانا.
«يعتبر تشي في كوبا جزءً من التراث الوطني ويشكل الأسطورة التأسيسية، تحلل دانييلا سليباك، عالمة الاجتماع والباحثة في كونيست (ما يعادل المركز القومي للبحث العلمي في الأرجنتين). لم يكن هذا هو الحال في الأرجنتين، حيث كان له تأثير في السنوات 1960-70، لكنه لم يعد يغذي الملجأ الرمزي للسياسة الحالية. ان تبنّي تشي هنا، هو في خانة الأسطورة المنتشرة والغامضة للرجل الجديد الذي يكافح ضد الوضع القائم. يذكر اسمه بالخصوص في الأوساط الأكاديمية والفكرية والعسكرية، وليس كثيرًا في الأماكن العامة. في الأرجنتين، الرمز السياسي المعياري هو بيرون! «
لئن تم ربط صورة تشي بأفعاله الحربية، التي يمكن أن تغذي العتاب واللوم، فإن بيرون يبدو محصنًا ضد النقد التاريخي. إن مصادقته للفاشيين والنازيين تبهر وتسكب الحبر في الخارج، لكن لا تأثير لها على الأرجنتينيين، رغم بعض التحقيقات الجيدة، مثل تحقيقات الصحفي أوكي غوني.
رسم بطل أرجنتيني آخر تعبده الجماهير، وشم تشي على كتفه الأيمن. توفي في 25 نوفمبر 2020، أحب مارادونا التعبير خارج الملاعب. وصداقته مع فيدل كاسترو، التي يظهرها باعتزاز، تسير في اتجاه الوفاء لمواطنه المقاتل. ويقودنا هذا العمل السياسي إلى الاعتقاد أنه في النهاية، ربما يكون رمز تشي في الأرجنتين هو الاقل انحرافا عن مسار حياته. أكثر من مجرد مطبوعة على قميص مراهق، يعتبر جيفارا اقتراحًا أيديولوجيًا واضحًا وراديكاليًا. والصورة المأهولة تستحضر فكرة غامضة عن الحرية، رومانسية، شبه غير مسيسة، فهل تكون حكرا على مجتمعات الكتلة الغربية القديمة؟ في كل الاحوال، أصبح تشي اقل اثارة للجدل الى درجة أن باراك أوباما ذهب، خلال فترة ولايته الثانية، إلى ساحة الثورة، ليقف أمام المحارب صاحب القبعة.
حضور كلي شبه مسيحي
العودة إلى شارع فلوريدا. في هذا الشريان السياحي لمدينة بوينس آيرس، يُنتظر بشدة الوصول الوشيك للمسافرين الدوليين، الذين حُرموا من الدخول إلى الإقليم منذ بداية الوباء. إن حضور هذا الجمهور سيبرر مرة أخرى بيع الجولات السياحية في المزاد. وسيتم تقديم جميع كلاسيكيات السياحة الوطنية إلى المتفرجين. ومرة أخرى، سيكون تشي جيفارا هو الغائب الأكبر.
ومع ذلك، هناك طريق سياحي يربط بين المواقع التي سلكها المتمرد قبل مغادرته إلى سييرا مايسترا. نتعلمه من فم آنا لورا لوبيز، المرشدة في المتحف المخصص له في ألتا غراسيا، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة قرطبة (وسط البلاد)، حيث عاشت عائلة غيفارا لأكثر من عشر سنوات: “طريق تشي يربط كاراجواتاي، في مقاطعة ميسيونس (شمال شرق) إلى سان مارتن دي لوس أنديس، في باتاغونيا، مروراً روزاريو، وبوينس آيريس، وألتا غراسيا «.
حصل المتحف، الذي احتفل بعيده العشرين في يوليو، منذ افتتاحه على مصادقة ودعم أبناء تشي وفيدل كاسترو نفسه. وحصل على 1.2 مليون زائر، 90 بالمائة منهم أرجنتينيون، “رغم عدم وجود دعم من منطقة قرطبة، التي ترفض دمجه في التراث الثقافي”، بحسب الدليل.
في التاسع من أكتوبر، ذكرى وفاة أشهر رجال حرب العصابات، هو يوم مثل أي يوم آخر في الأرجنتين. وبعد مرور أربعة وخمسين عامًا على اختفائه، لا يمثل عام 2021 رقمًا خاصا. لكن التكريم الرسمي لم يكن أكثر عددًا خلال مرور 50 عامًا على وفاته، عام 2017. “أعتقد أنه لا يوجد أي ذكر رسمي لتشي، تؤكد فيرا كارنوفال، المؤرخة والباحثة في كونيست. عام 2017، كان هناك العديد من المنشورات في الصحافة، ولا أتذكر أي إشارات عنه في الاجتماعات ... حضور تشي جيفارا هو بالأحرى في خانة غير المحسوس، دون أن يتجسد في طقس سياسي «.
هذا الرحّالة غير القابل للحجز، الذي غادر بلاده للقيام بالثورة، سيكون حاضرًا في كل مكان دون أن يُرى. وجود شبه مسيحي تم شرحه في نص كتبته كلوديا جيلمان، أستاذة الأدب المعاصر في جامعة بوينس آيرس. “في الطوبولوجيا اللانهائية، في المكان والزمان، يكون تشي من العدم ومن كل مكان، فهو لا ينتمي إلى أي شخص لأنه يمكن أن يكون من الجميع. ربما هنا يكمن العامل الحاسم لتعَوْلُمه الراهن. إن تنقله المكاني والزماني متزامن مع العولمة “، كتبت جيلمان.
بالنسبة لفيرا كارنوفالي، إذا لم يمتلكه مواطنوه، فذلك يعود أيضًا الى أنه “هرب هو نفسه من القومية”، ليميل “نحو وجهة هوية اخرى: معاداة الإمبريالية والعالم ثالثية”. فبالنسبة للباحثة المنتسبة إلى مركز التوثيق والبحوث حول ثقافة اليسار، يظل تشي “مرجعًا حاضرا، بما في ذلك بالنسبة لليمين، وهو ما يجعله يظهر من جديد بانتظام».
في روزاريو، أثارت جماعة ألترناتيفا اهتمام الصحافة من خلال اقتراح سحب لقب المواطن الشرفي للمدينة من إرنستو جيفارا. وبالقرب من العاصمة الأرجنتينية، يفضل جزء من عائلة تشي عدم اشراكهم في الموضوع. أبناء عمومته، ليسوا من راكبي موجة الثورة الكوبية، وينتمون لعالم لعبة الرجبي، محافظين، وعمومًا من الطبقات الثرية، في كل مكان من الأرجنتين وخاصة في مقاطعة بوينس آيرس.
أخيرًا، في المدرسة الأرجنتينية، تمكنا من التحقق من أن الثورة الكوبية مدرجة فعلا في برنامج التاريخ في المدرسة الثانوية. ومع ذلك، تتفق المصادر المختلفة التي تم الرجوع إليها في القول، بأن تدريس هذا الفصل من التاريخ المعاصر يعتمد بشدة على المعلم. يحرص البعض على أن يتذكر الطلاب تشي، فلا يترددون في تحديد موعد مع مرشد متحف ألتا جراسيا ... في حين يقلب الآخرون الصفحة بشكل أسرع.
-- يذكر اسمه بالخصوص في الأوساط الأكاديمية والفكرية والعسكرية، فالرمز السياسي المعياري هو بيرون
-- يحتل جيفارا مكانة محدودة جدًا في السردية الوطنية
-- يعتبر تشي في كوبا جزءًا من التراث الوطني ويشكل الأسطورة التأسيسية، وليست تلك هي الحال في الأرجنتين
-- بطل أرجنتيني آخر تعبده الجماهير، رسم مارادونا وشم تشي على كتفه الأيمن
إن حضوره خافت جدا ولا يكاد يظهر، بين المعبودين الوطنيين الذين يباعون على جميع المحامل الممكنة، في أكشاك الهدايا التذكارية في شارع فلوريدا. يجب التدقيق في أكشاك الهدايا التذكارية في مايكرو سنترو في بوينس آيرس بعناية شديدة لرؤية طرف قبعة تشي جيفارا، التي تم تقليصها إلى رتبة ملصق صغير، غارق في حشد من أسماء فرق موسيقى الروك الوطنية.
بعيدًا جدا في الترتيب خلف مارادونا أو غارديل أو حتى البقرة الأرجنتينية (التي تُباع ملصقاتها التي تعرض القطع التقليدية للمشاوي بالآلاف)، يحتل المحارب مكانًا محدودًا للغاية في السردية الوطنية المقدمة للسياّح.
أما بالنسبة للنصب التذكارية، فإن غيابها هو الأبرز. قد يتجول الزائر حول الزوايا الأربع للعاصمة الأرجنتينية، ولن يصادف تمثالًا واحدًا لتشي.
إن صورة إرنستو جيفارا دي لا سيرنا، بطل الصورة الفوتوغرافية الأكثر استنساخًا في العالم، صورة الكوبي ألبرتو كوردا، موجودة في كل مكان، إلا في موطنه الأرجنتين.
هل هذه الملاحظة كافية للتأكيد على أن تشي ليس نبيًا في بلده؟ الأشخاص الذين يدعون إرثه، مثل الكاتب باتشو أودونيل، يتساءلون أحيانًا في هذه العلاقة البعيدة والباردة. مؤلف العديد من الأعمال حول المقاتل، يأسف أودونيل، في مقال نُشر مؤخرًا في صحيفة باجينا 12 اليومية بعنوان “متى تتبنى الأرجنتين تشي؟”: “إن الأرجنتين لم تتبنّ بالكامل أحد أشهر أطفالها في العالم».
لست مضطرًا لأن تكون جيفاريست (مؤيدًا لجيفارا) لتدرك أن بوينس آيرس لا يوجد بها شارع أو ساحة أو شارع واحد يشير إلى الكومندنتي. عام 2008، فوجئت وكالة رويترز بهذه الحقيقة بمناسبة تقديم أول تمثال لتشي في البلاد، في روزاريو، مسقط رأسه: “جيفارا زعيم وطني في كوبا، لكن الاعتراف به في الأرجنتين استغرق وقتًا طويلاً. «
أيديولوجية راديكالية
تغذي النقد
لا يزال تقييم انتشار هذه الأسطورة في المجتمع الأرجنتيني مهمة صعبة. هل ينبغي مقارنتها بالالتصاق الذي أحدثته هذه الشخصية السياسية داخل المجتمع الكوبي؟ تظهر دراسة مقارنة سريعة، أن الاهتمام الرقمي لجزيرة الكاريبي يبدو أكبر من اهتمام بلاد اخر العالم. لكن مؤلف هذه السطور يرفض أن يغامر، لأنه ليس متخصصًا في الإنترنت الكوبي ولا في غوغل تريند.
لا يبدو أن التفسير مخفي في هذه الإحصائيات. ولا مقارنة بين قياسات تمثال روزاريو، والنحت الجداري الضخم الذي يمثله في ساحة الثورة في هافانا.
«يعتبر تشي في كوبا جزءً من التراث الوطني ويشكل الأسطورة التأسيسية، تحلل دانييلا سليباك، عالمة الاجتماع والباحثة في كونيست (ما يعادل المركز القومي للبحث العلمي في الأرجنتين). لم يكن هذا هو الحال في الأرجنتين، حيث كان له تأثير في السنوات 1960-70، لكنه لم يعد يغذي الملجأ الرمزي للسياسة الحالية. ان تبنّي تشي هنا، هو في خانة الأسطورة المنتشرة والغامضة للرجل الجديد الذي يكافح ضد الوضع القائم. يذكر اسمه بالخصوص في الأوساط الأكاديمية والفكرية والعسكرية، وليس كثيرًا في الأماكن العامة. في الأرجنتين، الرمز السياسي المعياري هو بيرون! «
لئن تم ربط صورة تشي بأفعاله الحربية، التي يمكن أن تغذي العتاب واللوم، فإن بيرون يبدو محصنًا ضد النقد التاريخي. إن مصادقته للفاشيين والنازيين تبهر وتسكب الحبر في الخارج، لكن لا تأثير لها على الأرجنتينيين، رغم بعض التحقيقات الجيدة، مثل تحقيقات الصحفي أوكي غوني.
رسم بطل أرجنتيني آخر تعبده الجماهير، وشم تشي على كتفه الأيمن. توفي في 25 نوفمبر 2020، أحب مارادونا التعبير خارج الملاعب. وصداقته مع فيدل كاسترو، التي يظهرها باعتزاز، تسير في اتجاه الوفاء لمواطنه المقاتل. ويقودنا هذا العمل السياسي إلى الاعتقاد أنه في النهاية، ربما يكون رمز تشي في الأرجنتين هو الاقل انحرافا عن مسار حياته. أكثر من مجرد مطبوعة على قميص مراهق، يعتبر جيفارا اقتراحًا أيديولوجيًا واضحًا وراديكاليًا. والصورة المأهولة تستحضر فكرة غامضة عن الحرية، رومانسية، شبه غير مسيسة، فهل تكون حكرا على مجتمعات الكتلة الغربية القديمة؟ في كل الاحوال، أصبح تشي اقل اثارة للجدل الى درجة أن باراك أوباما ذهب، خلال فترة ولايته الثانية، إلى ساحة الثورة، ليقف أمام المحارب صاحب القبعة.
حضور كلي شبه مسيحي
العودة إلى شارع فلوريدا. في هذا الشريان السياحي لمدينة بوينس آيرس، يُنتظر بشدة الوصول الوشيك للمسافرين الدوليين، الذين حُرموا من الدخول إلى الإقليم منذ بداية الوباء. إن حضور هذا الجمهور سيبرر مرة أخرى بيع الجولات السياحية في المزاد. وسيتم تقديم جميع كلاسيكيات السياحة الوطنية إلى المتفرجين. ومرة أخرى، سيكون تشي جيفارا هو الغائب الأكبر.
ومع ذلك، هناك طريق سياحي يربط بين المواقع التي سلكها المتمرد قبل مغادرته إلى سييرا مايسترا. نتعلمه من فم آنا لورا لوبيز، المرشدة في المتحف المخصص له في ألتا غراسيا، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة قرطبة (وسط البلاد)، حيث عاشت عائلة غيفارا لأكثر من عشر سنوات: “طريق تشي يربط كاراجواتاي، في مقاطعة ميسيونس (شمال شرق) إلى سان مارتن دي لوس أنديس، في باتاغونيا، مروراً روزاريو، وبوينس آيريس، وألتا غراسيا «.
حصل المتحف، الذي احتفل بعيده العشرين في يوليو، منذ افتتاحه على مصادقة ودعم أبناء تشي وفيدل كاسترو نفسه. وحصل على 1.2 مليون زائر، 90 بالمائة منهم أرجنتينيون، “رغم عدم وجود دعم من منطقة قرطبة، التي ترفض دمجه في التراث الثقافي”، بحسب الدليل.
في التاسع من أكتوبر، ذكرى وفاة أشهر رجال حرب العصابات، هو يوم مثل أي يوم آخر في الأرجنتين. وبعد مرور أربعة وخمسين عامًا على اختفائه، لا يمثل عام 2021 رقمًا خاصا. لكن التكريم الرسمي لم يكن أكثر عددًا خلال مرور 50 عامًا على وفاته، عام 2017. “أعتقد أنه لا يوجد أي ذكر رسمي لتشي، تؤكد فيرا كارنوفال، المؤرخة والباحثة في كونيست. عام 2017، كان هناك العديد من المنشورات في الصحافة، ولا أتذكر أي إشارات عنه في الاجتماعات ... حضور تشي جيفارا هو بالأحرى في خانة غير المحسوس، دون أن يتجسد في طقس سياسي «.
هذا الرحّالة غير القابل للحجز، الذي غادر بلاده للقيام بالثورة، سيكون حاضرًا في كل مكان دون أن يُرى. وجود شبه مسيحي تم شرحه في نص كتبته كلوديا جيلمان، أستاذة الأدب المعاصر في جامعة بوينس آيرس. “في الطوبولوجيا اللانهائية، في المكان والزمان، يكون تشي من العدم ومن كل مكان، فهو لا ينتمي إلى أي شخص لأنه يمكن أن يكون من الجميع. ربما هنا يكمن العامل الحاسم لتعَوْلُمه الراهن. إن تنقله المكاني والزماني متزامن مع العولمة “، كتبت جيلمان.
بالنسبة لفيرا كارنوفالي، إذا لم يمتلكه مواطنوه، فذلك يعود أيضًا الى أنه “هرب هو نفسه من القومية”، ليميل “نحو وجهة هوية اخرى: معاداة الإمبريالية والعالم ثالثية”. فبالنسبة للباحثة المنتسبة إلى مركز التوثيق والبحوث حول ثقافة اليسار، يظل تشي “مرجعًا حاضرا، بما في ذلك بالنسبة لليمين، وهو ما يجعله يظهر من جديد بانتظام».
في روزاريو، أثارت جماعة ألترناتيفا اهتمام الصحافة من خلال اقتراح سحب لقب المواطن الشرفي للمدينة من إرنستو جيفارا. وبالقرب من العاصمة الأرجنتينية، يفضل جزء من عائلة تشي عدم اشراكهم في الموضوع. أبناء عمومته، ليسوا من راكبي موجة الثورة الكوبية، وينتمون لعالم لعبة الرجبي، محافظين، وعمومًا من الطبقات الثرية، في كل مكان من الأرجنتين وخاصة في مقاطعة بوينس آيرس.
أخيرًا، في المدرسة الأرجنتينية، تمكنا من التحقق من أن الثورة الكوبية مدرجة فعلا في برنامج التاريخ في المدرسة الثانوية. ومع ذلك، تتفق المصادر المختلفة التي تم الرجوع إليها في القول، بأن تدريس هذا الفصل من التاريخ المعاصر يعتمد بشدة على المعلم. يحرص البعض على أن يتذكر الطلاب تشي، فلا يترددون في تحديد موعد مع مرشد متحف ألتا جراسيا ... في حين يقلب الآخرون الصفحة بشكل أسرع.