لماذا يواصل الرئيس الأوكراني تغيير سفرائه؟

لماذا يواصل الرئيس الأوكراني تغيير سفرائه؟

تسلط إقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سفير كييف في المملكة المتحدة الضوء على حساسيات وصعوبات الدبلوماسية أثناء الحرب.
ولم يتم تقديم أي سبب على موقع الرئيس الإلكتروني لإقالة فاديم بريستايكو، لكن ذلك جاء بعد اتهامه بأن زيلينسكي أظهر “سخرية” حول خلاف على المساعدة البريطانية لكييف.
ونقل برندان كول وديفيد برينان في تقرير لمجلة “نيوزويك” عن أحد أعضاء البرلمان الأوكراني قولهما إن القرار “يعكس مزاج وجو زمن الحرب في كييف”. لكن إقالة بريستايكو ليست سوى الأحدث من بين العديد من المبعوثين الذين استدعاهم زيلينسكي خلال السنة الماضية. كان بريستايكو سفير كييف في لندن منذ 2020 إلى أن أصدر زيلينسكي مرسوماً يوم الجمعة يعلن إقالته. كما تم عزله من منصب ممثل أوكرانيا في المنظمة البحرية الدولية.
 
غضب زيلينسكي
في قمة الناتو التي استضافتها ليتوانيا هذا الشهر، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن “الناس يريدون أن يروا الامتنان لمساهمة الغرب العسكرية” دعماً لأوكرانيا، مضيفاً “أنا لست أمازون”. عندما سئل زيلينسكي عن التعليق، قال غاضباً للصحافيين: “دعوه يكتب لي ويخبرني كيف أحتاج أن أشكر الناس حتى نكون ممتنين تماماً”. وقال والاس في وقت لاحق إن تصريحاته “تم تحريفها».
لكن بريستايكو أشار إلى أن زيلينسكي اتخذ نهجاً خاطئاً، وقال لمحطة سكاي نيوز البريطانية: “لا أعتقد أن هذه السخرية صحية”. علق أحد أعضاء البرلمان الأوكراني في حديث إلى المجلة مشترطاً عدم الكشف عن هويته أن تعليق بريستايكو كان “بياناً غير حكيـــــــم وغيــــــر أخلاقي لن يناسب دبلوماسياً محترفاً بأي معيار”. 
وأضاف: “من الواضح أن ملاحظته كانت خطأ، مما جعل ما هو أصلاً وضع مزعج أكثر سوءاً. بالنسبة إلى العقوبة، اسمحوا لي بأن أصفها على هذا النحو، إنها ببساطة تعكس المزاج والجو في زمن الحرب في كييف».
 
سفير آخر
في يوليو (تموز) 2022، أقال زيلينسكي سفير أوكرانيا لدى ألمانيا أندريه ميلنيك بعد ثمانية أعوام في هذا المنصب. كان ميلنيك مناصراً لقضية كييف في ألمانيا، وانتقد ما اعتبره كثر رد فعل بطيئاً من برلين في تزويد أوكرانيا بالأسلحة بعد الغزو الروسي الشامل.
لكن تم استدعاؤه بعد تعليقات أدلى بها خلال عرض يونغ أند ناييف على يوتيوب والذي دافع فيه عن ذكرى زعيم منظمة القوميين الأوكرانيين اليمينية المتطرفة خلال الحرب العالمية الثانية ستيبان بانديرا.
 تعاونت المجموعة القومية مع القوات النازية عندما احتلت أوكرانيا وساعدت بعض تلك القوات على القتل الجماعي للبولنديين واليهود.
 عندما قال المحاور إن أتباع بانديرا متورطون في “قتل 800 ألف يهودي”، أجاب ميلنيك بأنه “لا يوجد أي دليل” على ذلك وبأن هذه رواية نشرتها روسيا.
بعد انتقاد تصريحاته من قبل إسرائيل وبولندا، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن هذا هو رأي ميلنيك الشخصي. 
في 9 يوليو (تموز)، أعلنت كييف إقالته من منصبه. هو يشغل حالياً منصب نائب وزير خارجية أوكرانيا.
بيلاروسيا
تمت إقالة سفير أوكرانيا في بيلاروسيا إيهور كيزيم من منصبه في مينسك بعد صدور مرسوم رئاسي في 22 يونيو (حزيران) 2023. لم يتم تقديم أي سبب لإقالته من المنصب الذي كان يشغله منذ 2017. لكنه تزامن مع اقتراح قانون في يونيو من قبل البرلمان الأوكراني للاعتراف ببيلاروسيا كدولة معتدية وبشأن قطع العلاقات الدبلوماسية.
قطعت أوكرانيا العلاقات الدبلوماسية مع موسكو بعد بدء غزوها الشامل لكنها احتفظت بعلاقاتها مع بيلاروسيا. الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو هو أقرب حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما سمح للزعيم الروسي باستخدام بلاده كنقطة انطلاق للهجمات وكموقع لتخزين الأسلحة النووية.
 
اسمان آخران
عندما أعلن زيلينسكي إقالة ميلنيك في يوليو (تموز) 2022، أقيل أيضاً سفيرا أوكرانيا لدى الهند وجمهورية التشيك. وقال زيلينسكي في بيان: “هذه المداورة جزء طبيعي من الممارسة الدبلوماسية».
من جهته، قال إيغور بوليخا، موفد كييف إلى نيودلهي، في حديث إلى صحيفة ذا هيندو إنه “بعد سبعة أعوام كسفير لأي بلد، من الطبيعي العودة إلى الوطن». ترك يفين بيريبينيس منصبه كموفد إلى براغ وقد شغله لمدة خمسة أعوام ونصف العام ويشغل الآن منصب نائب وزير الخارجية الأوكراني.
بحاجة إلى نتائج ملموسة
بعد إقالة زيلينسكي لبريستايكو من منصبه في لندن، قال عضو البرلمان الأوكراني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الهيئة أولكسندر ميريجكو لنيوزويك إن تغيير عدد الموفدين لم يكن غير معتاد.
وقال: “أعتقد أنه أمر طبيعي. خصوصاً أثناء الحرب”. وأضاف “إذا لم تكن هناك نتيجة، فلا فائدة من الاحتفاظ بشخص ما كسفير. نحن بحاجة إلى نتائج ملموسة في الوقت الحاضر – مثل الأسلحة.»