تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
تأجيل الانتخابات والمرتزقة الروس:
لهذا تتوتر العلاقات بين فرنسا ومالي...!
-- باريس في فخ: الرحيل يعني المخاطرة بتدهور الوضع، والبقاء تأييد لسياسة لا تسمح بوقف الإرهابيين
-- سيغادر الجيش الفرنسي مالي وهو يشعر بالفشل
في مواجهة الانسحاب المعلن للقوات من عملية برخان، يمكن لمالي استدعاء المرتزقة الروس. وهو احتمال يوتر علاقاتها مع فرنسا بدرجة أكبر، الى جانب احتمال تأجيل انتخابات فبراير.
مالي تندد بـ “تخلي” فرنسا
«الوضع الجديد الذي ولد في نهاية برخان “يضع” مالي أمام أمر واقع و “يعرّضها” لنوع من التخلي وهي تحلّق”، قال رئيس الوزراء المالي، شوجويل كوكالا مايغا، يوم السبت، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في اليوم التالي لوفاة ماكسيم بلاسكو، الجندي الفرنسي رقم 52 الذي يقُتل في مالي، يوضح هذا الخطاب التوترات المتزايدة بين فرنسا والحكومة المحلية، حتى لو نفى تشوجويل كوكالا مايغا أي “خطاب قطيعة».
أدى انقلاب العقيد عاصمي غوتا في نهاية مايو، وهو الثاني في غضون تسعة أشهر، إلى توتر العلاقات بين باريس وباماكو، كما تتهم فرنسا الحكومة المالية بالتفاوض مع الإرهابيين.
وردّا على ذلك، أعلن إيمانويل ماكرون في يونيو، نهاية عملية برخان لصالح القوات الخاصة في تاكوبا، وهي مجموعة من عدة دول أوروبية. “لدينا اتفاق مكتوب” مع فرنسا، و”لا يمكن فك الارتباط بدون إخطارنا”، هذا ما قاله تشوجويل كوكالا مايغا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. اتخذت فرنسا قرارها “على أساس أن الحكومة تجري حوارًا مع الإرهابيين”، في حين أن هذا “مطلب قوي من الشعب المالي”، على حد تعبير رئيس الوزراء.
ظل فاغنر
«عندما يتم التخلي عن المناطق، ماذا يتبقى لنا؟ البحث عن بدائل”، أوضح رئيس وزراء مالي. وبحسب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فإن باماكو تواصلت مع “الشركات الروسية الخاصة” لضمان جزء من دفاعها. وتتّجه كل الأنظار إلى مجموعة فاغنر، التي تقدم خدمات صيانة المعدات العسكرية والتدريب، ولكنها متهمة أيضًا بتوظيف مرتزقة.
وتسجل المجموعة حضورها، من بين أماكن اخرى، في ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تتهم بارتكاب انتهاكات منذ الربيع، ويشتبه، خصوصا من قبل باريس، في أن فاغنر تعمل نيابة عن الكرملين حيث لا يريد الأخير الظهور رسميًا.
بالنسبة لمالي وحكومتها، فإن المجموعة شبه العسكرية الروسية “تتمتع بميزة كونها أقل احتراما من آخرين” بشأن مسائل الحوكمة، تقول باريس غاضبة، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. “الميزة مع فاغنر هي غياب المساءلة”، يضيف مصدر فرنسي آخر قريب من الملف نقلت عنه وكالة الأنباء. “كل هذا الجدل حول فاغنر هو في الوقت الحالي شائعات”، اشار رئيس الوزراء المالي.
حكومة تحت الضغط
في نفس الوقت، يشعر المجتمع الدولي بالقلق إزاء الإحجام الذي أبداه الجيش المالي عن تنظيم انتخابات لإعادة السلطة إلى المدنيين. وبينما يفترض إجراء الاقتراع في 27 فبراير، أشار رئيس الوزراء المالي إلى احتمال تأجيل “أسبوعين، شهرين، بضعة أشهر، سنقول ذلك”، لان “أهم شيء بالنسبة لنا ليس إجراء انتخابات في 27 فبراير، وانما إجراء انتخابات لا تقبل الطعن”، شدد رئيس الحكومة.
قبل ذلك، تعتزم باماكو تنظيم مؤتمر وطني لإعادة التأسيس من أجل تطوير “اجندة أكثر تفصيلاً” للمرحلة الانتقالية. لكن جزءً من الطبقة السياسية، التي قاطعت المشاورات، تتهم السلطات باستغلال تنظيم هذه الاجتماعات لأغراض سياسية. “إنه إهدار للطاقة والموارد يخفي رغبة واضحة في تمديد الفترة الانتقالية بالملقط والبقاء في السلطة”، صرح يايا سانغاري، المتحدث باسم التحالف من أجل الديمقراطية في مالي ، لـ “ار اف اي».
وفي الاثناء، لا يزال الوضع الأمني متدهورًا على الأرض رغم وجود القوات الفرنسية منذ ثماني سنوات، و”تصفية” العديد من القادة الإرهابيين البارزين مؤخرًا. وقد حذر قائد عملية برخان في الآونة الاخيرة، من أن تنظيم داعش في الصحراء الكبرى “قادر على إعادة التشكّل «.
الدولة المالية، لم تقم بالتعبئة للعودة للأراضي النائية في مالي، والتي تخلت عنها للإرهابيين، ولمواجهة التوترات بين المجتمعات المحلية، والاتجار بالبشر. أما بالنسبة للجيش المالي، فهو يعاني من أجل توفير ما يكفي من القوات لمجموعة تاكوبا.
لهذا مهم
يتعين على الجنود الفرنسيين مغادرة قواعد كيدال وتيساليت وتمبكتو في شمال مالي بحلول ديسمبر، ومن المتوقع أن يتقلّص عدد القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل من أكثر من 5000 رجل حاليًا إلى 2500 أو 3000 بحلول عام 2023. غير ان وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، أكدت الأسبوع الماضي في باماكو، أن فرنسا لن تغادر مالي، وأنها “مصممة” على مواصلة الحرب ضد الإرهاب إلى جانب القوات المالية. لكن موقعها غير مريح أكثر فأكثر.
«اليوم، فرنسا في فخ... الرحيل، يعني المخاطرة برؤية الوضع يتدهور أكثر... والبقاء يمثل تأييد استمرار سياسة لا تسمح بوقف تقدم الجماعات الإرهابية. وفي الحالتين، سيغادر الجيش الفرنسي وهو يشعر بالفشل”، كتب مارك أنطوان بيروز دي مونتكلوس، أستاذ العلوم السياسية ومدير الأبحاث في معهد البحوث من أجل التنمية، في أعمدة لوموند.
-- سيغادر الجيش الفرنسي مالي وهو يشعر بالفشل
في مواجهة الانسحاب المعلن للقوات من عملية برخان، يمكن لمالي استدعاء المرتزقة الروس. وهو احتمال يوتر علاقاتها مع فرنسا بدرجة أكبر، الى جانب احتمال تأجيل انتخابات فبراير.
مالي تندد بـ “تخلي” فرنسا
«الوضع الجديد الذي ولد في نهاية برخان “يضع” مالي أمام أمر واقع و “يعرّضها” لنوع من التخلي وهي تحلّق”، قال رئيس الوزراء المالي، شوجويل كوكالا مايغا، يوم السبت، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في اليوم التالي لوفاة ماكسيم بلاسكو، الجندي الفرنسي رقم 52 الذي يقُتل في مالي، يوضح هذا الخطاب التوترات المتزايدة بين فرنسا والحكومة المحلية، حتى لو نفى تشوجويل كوكالا مايغا أي “خطاب قطيعة».
أدى انقلاب العقيد عاصمي غوتا في نهاية مايو، وهو الثاني في غضون تسعة أشهر، إلى توتر العلاقات بين باريس وباماكو، كما تتهم فرنسا الحكومة المالية بالتفاوض مع الإرهابيين.
وردّا على ذلك، أعلن إيمانويل ماكرون في يونيو، نهاية عملية برخان لصالح القوات الخاصة في تاكوبا، وهي مجموعة من عدة دول أوروبية. “لدينا اتفاق مكتوب” مع فرنسا، و”لا يمكن فك الارتباط بدون إخطارنا”، هذا ما قاله تشوجويل كوكالا مايغا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. اتخذت فرنسا قرارها “على أساس أن الحكومة تجري حوارًا مع الإرهابيين”، في حين أن هذا “مطلب قوي من الشعب المالي”، على حد تعبير رئيس الوزراء.
ظل فاغنر
«عندما يتم التخلي عن المناطق، ماذا يتبقى لنا؟ البحث عن بدائل”، أوضح رئيس وزراء مالي. وبحسب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فإن باماكو تواصلت مع “الشركات الروسية الخاصة” لضمان جزء من دفاعها. وتتّجه كل الأنظار إلى مجموعة فاغنر، التي تقدم خدمات صيانة المعدات العسكرية والتدريب، ولكنها متهمة أيضًا بتوظيف مرتزقة.
وتسجل المجموعة حضورها، من بين أماكن اخرى، في ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تتهم بارتكاب انتهاكات منذ الربيع، ويشتبه، خصوصا من قبل باريس، في أن فاغنر تعمل نيابة عن الكرملين حيث لا يريد الأخير الظهور رسميًا.
بالنسبة لمالي وحكومتها، فإن المجموعة شبه العسكرية الروسية “تتمتع بميزة كونها أقل احتراما من آخرين” بشأن مسائل الحوكمة، تقول باريس غاضبة، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. “الميزة مع فاغنر هي غياب المساءلة”، يضيف مصدر فرنسي آخر قريب من الملف نقلت عنه وكالة الأنباء. “كل هذا الجدل حول فاغنر هو في الوقت الحالي شائعات”، اشار رئيس الوزراء المالي.
حكومة تحت الضغط
في نفس الوقت، يشعر المجتمع الدولي بالقلق إزاء الإحجام الذي أبداه الجيش المالي عن تنظيم انتخابات لإعادة السلطة إلى المدنيين. وبينما يفترض إجراء الاقتراع في 27 فبراير، أشار رئيس الوزراء المالي إلى احتمال تأجيل “أسبوعين، شهرين، بضعة أشهر، سنقول ذلك”، لان “أهم شيء بالنسبة لنا ليس إجراء انتخابات في 27 فبراير، وانما إجراء انتخابات لا تقبل الطعن”، شدد رئيس الحكومة.
قبل ذلك، تعتزم باماكو تنظيم مؤتمر وطني لإعادة التأسيس من أجل تطوير “اجندة أكثر تفصيلاً” للمرحلة الانتقالية. لكن جزءً من الطبقة السياسية، التي قاطعت المشاورات، تتهم السلطات باستغلال تنظيم هذه الاجتماعات لأغراض سياسية. “إنه إهدار للطاقة والموارد يخفي رغبة واضحة في تمديد الفترة الانتقالية بالملقط والبقاء في السلطة”، صرح يايا سانغاري، المتحدث باسم التحالف من أجل الديمقراطية في مالي ، لـ “ار اف اي».
وفي الاثناء، لا يزال الوضع الأمني متدهورًا على الأرض رغم وجود القوات الفرنسية منذ ثماني سنوات، و”تصفية” العديد من القادة الإرهابيين البارزين مؤخرًا. وقد حذر قائد عملية برخان في الآونة الاخيرة، من أن تنظيم داعش في الصحراء الكبرى “قادر على إعادة التشكّل «.
الدولة المالية، لم تقم بالتعبئة للعودة للأراضي النائية في مالي، والتي تخلت عنها للإرهابيين، ولمواجهة التوترات بين المجتمعات المحلية، والاتجار بالبشر. أما بالنسبة للجيش المالي، فهو يعاني من أجل توفير ما يكفي من القوات لمجموعة تاكوبا.
لهذا مهم
يتعين على الجنود الفرنسيين مغادرة قواعد كيدال وتيساليت وتمبكتو في شمال مالي بحلول ديسمبر، ومن المتوقع أن يتقلّص عدد القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل من أكثر من 5000 رجل حاليًا إلى 2500 أو 3000 بحلول عام 2023. غير ان وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، أكدت الأسبوع الماضي في باماكو، أن فرنسا لن تغادر مالي، وأنها “مصممة” على مواصلة الحرب ضد الإرهاب إلى جانب القوات المالية. لكن موقعها غير مريح أكثر فأكثر.
«اليوم، فرنسا في فخ... الرحيل، يعني المخاطرة برؤية الوضع يتدهور أكثر... والبقاء يمثل تأييد استمرار سياسة لا تسمح بوقف تقدم الجماعات الإرهابية. وفي الحالتين، سيغادر الجيش الفرنسي وهو يشعر بالفشل”، كتب مارك أنطوان بيروز دي مونتكلوس، أستاذ العلوم السياسية ومدير الأبحاث في معهد البحوث من أجل التنمية، في أعمدة لوموند.