الحرب في أوكرانيا:

لهذا تصل شحنات الأسلحة قطرة-قطرة...!

لهذا تصل شحنات الأسلحة قطرة-قطرة...!

-- بالإضافة إلى المساعدات العسكرية، تحتاج أوكرانيا إلى دعم مالي، حوالي 5 مليارات يورو شهريًا
-- لقد انخفضت المساعدات المالية والعسكرية الغربية عن احتياجات أوكرانيا


   بينما بدأ الصراع منذ أكثر من ستة أشهر، تصطدم الجهود الغربية باختبار مزدوج الاستمرارية واللوجستيك. فمن الوعد إلى التسليم يتطلب الامر أحيانًا وقتًا طويلاً يصل إلى عدة أشهر، وحتى عدة سنوات.
   انه طلب متكرر: تدعو أوكرانيا الغربيين بانتظام لزيادة مساعداتهم المالية والعسكرية. سافر رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال إلى بروكسل يوم الاثنين 5 سبتمبر، وطلب من الاتحاد الأوروبي تقديم المزيد من الدعم العسكري وزيادة المساعدات المالية وإجراءات انتقامية أقوى ضد روسيا.

   عشية تلك الزيارة، وخلال رحلة إلى برلين، دعا رئيس الوزراء الأوكراني ألمانيا إلى تعزيز دعمها العسكري لمدينة كييف، مع الاعتراف بجهودها المبذولة سابقا. وقال دينيس شميجال في بيان “إن قاذفات صواريخ مارس 2 ومدافع الهاوتزر بانزرهابيتز 2000 التي قدمتها ألمانيا، حققت أداءً جيدًا في ساحة المعركة، ونأمل في زيادة إمدادات الأسلحة الثقيلة».   وكانت ألمانيا قد أشارت في 23 أغسطس إلى تسليم أسلحة جديدة لأوكرانيا مقابل ما يقرب من 500 مليون يورو.

 ومن بين عمليات التسليم ثلاثة أنظمة دفاعية مضادة للطائرات من طراز إيريس-تي، “في الخريف”، وفقًا لرئيس الوزراء الأوكراني. “دزينة من دبابات الاسترداد، و20 قاذفة صواريخ مركبة على شاحنات صغيرة”، بالإضافة إلى “ذخيرة دقيقة واجهزة مضادة للطائرات المسيّرة”، عدّد من جهته المتحدث باسم الحكومة الالمانية لوكالة فرانس برس. في المجموع، ستصل هذه الشحنات إلى ما يقرب من 500 مليون يورو، وسيتم تسليم جزء كبير منها عام 2023.

أنظمة الدفاع المضادة للطائرات تسلّم في غضون عامين
   بعض المعدات العسكرية، أمريكية هذه المرة، لن يتم استلامها الا في ... أغسطس 2024. وهما اثنان من ثمانية أنظمة دفاع جوي من طراز ناسامس تم طلبها من الشركة المصنعة في 26 أغسطس الماضي.
   في 25 أغسطس، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن مساعدة عســـكرية جديـــدة لأوكرانيا تقارب ثلاثة مليارات دولار لإظهار دعم الولايات المتحدة المستمر. وقال بايدن في بيان “سيسمح هذا لأوكرانيا بالحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية وذخيرة “...” ورادارات لضمان قدرتها على الاستمرار في الدفاع عن نفسها على المدى الطويل».
   وستطلب واشنطن للقوات الأوكرانية أكثر من 300 ألف قذيفة متوافقة مع أنظمة المدفعية والرادارات وطائرات المراقبة بدون طيار التابعة لحلف الناتو، وخاصة، ولأول مرة، أحدث جيل من أنظمة الدفاع المضادة للطائرات بدون طيار فامبير التي، بصواريخ دقيقة التوجيه، تسمح بتدمير طائرة بدون طيار تقترب.

   هذه الدفعة الجديدة من المساعدات تتكون حصريًا من أسلحة طلبت من صناعة الدفاع الأمريكية، والتي لن تصل إلى أوكرانيا إلا في غضون عدة أشهر أو حتى عامين أو ثلاثة أعوام، حسبما أكد مسؤول كبير في البنتاغون.
   وتهدف هذه الاسلحة إلى تعزيز القدرات الدفاعية لكييف على المدى المتوسط ، وليس مساعدة القوات الأوكرانية في جهود الهجوم المضاد الحالية، كما كان الحال مع الشريحة الأخيرة من المساعدات التي تم الإعلان عنها في الأسبوع السابق بمبلغ 775 مليون دولار، أوضح الى الصحافة الرجل الثالث بوزارة الدفاع الامريكية كولين كال، الذي أشار الى ان “الولايات المتحدة قد أفرجت الآن عن أكثر من 13.5 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بداية ولاية جو بايدن».

 ومع ذلك، كما تلاحظ صحيفة ويست فرانس، لم يتلق الأوكرانيون بعد جزءً كبيرًا من الطائرات بدون طيار سويتش بليد 300 وفينيكس غوست المعلنة. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم إصدار أي إشعار بإسناد عقد سويتش بليد 600.

«لا يمكن الذهاب
أسرع من الموسيقى»
   يذكّر ميشيل غويا، العقيد السابق في البحرية، في اتصال مع مجلة لاكسبريس الفرنسية، أن الغربيين في البداية “قدموا على وجه السرعة” لأوكرانيا الأسلحة الموجودة لديهم.    لكن هذه المخزونات أصبحت بعد ذلك نادرة. “المرحلة التالية هي طلب المعدات، وهذا لا محالة يستوجب وقتا”. “لا يمكننا أن نذهب أسرع من الموسيقى”، يضيف جان إريك برانا للاكسبريس. “عندما تفرغ المخزونات، لا بد من وقت لتجديدها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع الصاروخي أو الطائرات بدون طيار، حتى لو كنا نتحدث عن مجمع صناعي عسكري مثل ذلك الموجود في الولايات المتحدة، والذي يعمل بشكل جيد”، يحدد المحاضر في جامعة باريس 2 بانتيون أساس والمتخصص في الولايات المتحدة.

   هذه الفترة الانتقالية، حيث يضطر الغربيون إلى تجديد مخزون أسلحتهم قبل تزويد أوكرانيا بجزء منها، تفسّر سبب عدم اتخاذ الدول الأوروبية الرئيسية، مثل فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا، أي التزام جديد في يوليو، كما ورد في بداية شهر أغسطس من قبل معهد كيل للاقتصاد العالمي، والذي يتابع أسبوعيا وبلد تلو الآخر المساعدة المقدمة إلى كييف. “إنه انخفاض حاد مقارنة بشهر أبريل أو مايو”، أكد المعهد، كما ذكرت لو فيغارو. “لقد انخفضت المساعدات المالية والعسكرية عن احتياجات أوكرانيا”، يرى كريستوف تريبيش، مدير المعهد.

   في الربيع، تجاوزت المساعدات التراكمية “الإنسانية والمالية والعسكرية”من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا وإيطاليا 4 مليارات يورو شهريًا. منذ بداية الحرب، تم التعهد بمبلغ 84 مليار من المساعدات المالية والإنسانية والعسكرية لأوكرانيا للوقوف في وجه روسيا، وفقًا للمعهد. ولا تزال الولايات المتحدة بفارق كبير الداعم الرئيسي لكييف.

   الأسلحة والمعدات العسكرية التي سيستغرق تسليمها شهورًا أو حتى سنوات، لا تخدم الأوكرانيين. وتذكر صحيفة ويست فرانس أن مصنعي المعدات الأمريكيين يدينون البيروقراطية العسكرية، وتشدّد إجراءات الشراء، والتأخير في إصدار طلبات العروض من البنتاغون.
 لكن بالنسبة إلى جان إريك برانا، فإن الأمريكيين لا يظهرون أي “ممانعة” في تسليم الأسلحة “دون أدنى تأخير”، باتباع إجراءاتهم القانونية: تصويت الكونغرس، ثم الإفراج عن الأموال من قبل رئيس الدولة، الذي يقود السياسة الخارجية للبلاد وهو القائد العام للجيوش. ويذكّر جان إيريك برانا، أنّ عمليات تحويل أسلحة تم تسليمها إلى أوكرانيا قد وقعت خلال الشهرين الأولين من الصراع، وانه “يتم الآن تأطير والإشراف على القوافل».

   بالإضافة إلى المساعدات العسكرية، فإن لأوكرانيا، “البلد المنهك اقتصاديًا”، حاجة حيوية للدعم المالي، حوالي 5 مليارات يورو شهريًا، يذكّر ميشيل غويا. “يجب مساعدة كييف حتى تتحول هذه الدولة إلى اقتصاد حرب ومن أجل تمكينها من تحمّل الصراع لسنوات. وإلا، بدون مساعدتنا، هل ستتمكن أوكرانيا من الحفاظ على هذا الجهد على المدى الطويل؟».