احتفالية يوم النصر:

لهذا يشدد فلاديمير بوتين على التهديد النازي...!

لهذا يشدد فلاديمير بوتين على التهديد النازي...!

-- يقاتل جنود اليوم الظاهرة نفسها التي حاربها الآباء والأجداد، أي النازية
-- «اقتلاع النازية من أوكرانيا »، يشير إلى فوج آزوف الجماعة اليمينية المتطرفة


  كرر فلاديمير بوتين أنه لمحاربة النازية، تواصل روسيا غزوها لأوكرانيا. جاء ذلك أمام آلاف الجنود المشاركين في استعراض الساحة الحمراء بموسكو احتفاء بالتاريخ الرمز التاسع من مايو.

   وعلى عكس ما كان متوقعا، لم يعلن بوتين أي تصريحات قوية خلال احتفالات يوم النصر، الا ان رسالته كانت واضحة: جنوده “يقاتلون من أجل الشيء نفسه الذي حاربه الآباء والأجداد”، أي النازية.
   بالنسبة لرجل الكرملين القوي، كانت الذكرى فرصة لتعبئة الرأي العام من خلال التذكير ببطولات المحاربين القدامى الروس، الذين قاوموا النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

   كما استغل بوتين المناسبة لإعادة التأكيد على أن السلطات الأوكرانية، بدعم من الناتو، كانت تستعد لامتلاك أسلحة نووية، وأنها كانت تخطط لشن هجوم ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
   ووفق الرئيس الروسي، تمثل أوكرانيا -والنازية -”تهديدًا غير مقبول على الإطلاق” تعهد بمكافحته من خلال “فعل كل شيء حتى لا يتكرر رعب الحرب العالمية».
   من جهته، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده لن تسمح لموسكو بـ “احتكار الانتصار على النازية».

لماذا يتهم بوتين
أوكرانيا بالنازية؟
   عندما يقول فلاديمير بوتين، أن هدف القتال في أوكرانيا هو “نزع النازية من البلاد”، فإنه يشير إلى جماعة يمينية متطرفة: فوج آزوف، الذي قاتل روسيا نيابة عن أوكرانيا.
   عندما اندلع القتال الأول في منطقة دونباس عام 2014، لم يكن الجيش الأوكراني جاهزا ومستعدًا للقتال. ولمواجهة التهديد الروسي، استنجدت السلطات بمجموعات من المقاتلين المتطوعين، ينتمي بعضهم إلى أقصى اليمين، منها كتيبة آزوف.
   ومنذئذ، ميزت الجماعة نفسها على الأرض وعلى الشبكات الاجتماعية بالدفاع عن شرق البلاد، بما في ذلك مدينة ماريوبول التي دمرت بالكامل تقريبًا قبل أن تمر تحت السيطرة الروسية.

   وبما أن هذه المعارك في المناطق الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا أودت بحياة مئات المدنيين والمقاتلين الروس، يستخدم فلاديمير بوتين صورة المجموعة لإقناع شعبه بأن هناك إبادة جماعية جارية ضد السكان الناطقين بالروسية.

ما هي أهمية فوج آزوف؟
   وعلى الرغم من كثرة الحديث عن فوج آزوف، لا سيما على الشبكات الاجتماعية، إلا أنه لا يزال حسب بعض التقارير هامشيًا، سواء داخل الجيش أو بين السكان الأوكرانيين.
   صحيح أن الأوكرانيين لديهم بعض الاحترام لهذه الجماعة اليمينية المتطرفة، لكن ليس لأفكارها اليمينية المتطرفة، بل لأنها تدافع عن وطنهم ضد الغازي الروسي، يوضح دومينيك آريل، رئيس قسم الدراسات الأوكرانية في جامعة أوتاوا.
   والدليل: الحزب السياسي الذي أنشأته الجماعة، الفيلق الوطني، سفّ التراب في انتخابات 2019. لم تحصل الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة المختلفة، التي كان عليها أن تجتمع معًا على أمل تحقيق اختراق، حتى على 2 بالمائة من الأصوات.
   لذلك من الخطأ القول إن اليمين المتطرف يمتلك قدرًا كبيرًا من السلطة في أوكرانيا.

كلفت النازية الاتحاد السوفياتي غالياً
   السبب الآخر لظهور النازية باستمرار في الاستراتيجية الاتصالية للحكومة الروسية، هو أنه عندما استسلم الألمان في برلين في 9 مايو 1945، مات ما يتجاوز 26 مليون سوفياتي، أكثر من نصفهم من المدنيين.
   وهذا يفوق أي دولة أخرى في الحرب العالمية الثانية.
   منذئذ، يحتفل الروس بـ “انتصار الحرب الوطنية العظمى” في 9 مايو، وهو عيد يرمز إلى التضحيات وقوة المحاربين القدامى وصلابتهم. احتفالات مهمة بشكل خاص لفلاديمير بوتين منذ توليه السلطة عام 2000.    في مثل هذا التاريخ من العام الماضي، انتهز سيّد الكرملين الفرصة للتأكيد على أن روسيا “ستدافع بحزم عن مصالحها الوطنية وتضمن أمن شعبها”، وكرر أيضًا أن أفكار النازية عادت إلى الظهور في أوروبا، إلى جانب عرض أحدث أسلحة الجيش الروسي.