لهذه الأسباب لم يتدخل حزب الله في حرب غزة
خلال جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، أُطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل التي ردت بمهاجمة القطاع. وجرى إسقاط الصواريخ والمسيرات شمالاً ويميناً، وطاول بعضها الحدود الشمالية للبلاد- ومع ذلك، اختار “حزب الله” البقاء بعيداً عن هذه الجولة.
وقالت ساريت زهافي المديرة التنفيذية ومؤسسة مركز “ألما” لتحليل التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل على حدودها الشمالية إن مجموعات تعمل بالوكالة عن إيران و”بشكل أساسي فلسطينية ولكن ليسوا بالضرورة فلسطينية فقط” وقفت وراء إطلاق الصواريخ على إسرائيل من الشمال.
وأوضحت “يمكن أن تكون حماس، ويمكن أن نكون حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وربما مجموعات فلسطينية أخرى..لكن بالتأكيد جاء التوجيه والتخطيط من الإيرانيين أنفسهم».
ولفتت إلى أنه على رغم أن “حزب الله” لديه سيطرة كاملة على القوات البرية في المنطقة، يبدو أن هذه المرة لم يكن من مصلحة الحزب تنفيذ مثل هذه الهجمات بطريقة علنية..وبطريقة سيعرف الجميع أن حزب الله وراءها».
وحتى “مشاغبو حزب الله” الذين اخترقوا الحدود إلى إسرائيل، فإنهم كانوا يقومون بنشاطات محدودة بالمقارنة مع ما كان يجري بين إسرائيل وغزة “بدلاً من التورط في إطلاق الصواريخ».
وأوردت زهافي سببين لصمت “حزب الله” هما التحديات الإقتصادية الخطيرة التي يمر بها لبنان والتي ستتفاقم في حال نشوب قتال مع إسرائيل، والحالة الصحية للأمين العام للحزب حسن نصرالله.
وفي الواقع، بدا نصرالله في أول خطاب له منذ عملية “حارس الأسوار” مريضاً جداً ويسعل بانتظام. ولا يبدو أن هناك محاولات لاستبداله، على رغم حالته وفق ما قالت زهافي.
وفي الوقت نفسه، أوحى نصرالله أن “حزب الله” قد تفاجأ بهجوم “حماس” الأولي على القدس. ومع ذلك، فإن زهافي تشكّك في هذا الأمر. وقالت “أعتقد أنه كان هناك تنسيق تحت مظلة الإيرانيين”. وأشارت إلى أن “الجميع كان يعرف إلى أين تتجه الأمور.. وحتى إذا نظرت إلى الاجتماعات التي كانت تعقد قبيل التصعيد بين حزب الله وإيران وحماس-اجتماعات مختلفة- تفهم أن ثمة تنسيقاً دائماً بين كل الأطراف». وأضافت “ومع ذلك، هناك مصالح مختلفة بين كل الأطراف- ومن هنا تكتشف حقيقة ليست تماماً سوداء أو بيضاء...إنها رمادية بعض الشيء عندما تتحدث عمن يجب مساءلته أو تحميله المسؤولية عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل».
ورغم ذلك، تعتقد زهافي أن “حزب الله” تفاجأ بالانتقام الإسرائيلي. وقالت: “أعتقد أنه تفاجأ من الرد الإسرائيلي ومن حقيقة أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتدمير أبراج علوها ما بين 13 و15 طابقاً.. وعندما كان حزب الله يراقب هذا، أظن أنه راجع حساباته: إسرائيل ستفعل الشيء نفسه في لبنان. إن حزب الله بالتأكيد يستخدم هذا النوع من المباني في لبنان».
وقالت “أعتقد أن التصعيد الحالي أثبت أن لا طرف مهتماً بحرب شاملة على الحدود الشمالية، لكن الإيرانيين كانوا مهتمين بالتأكيد بنوع من التصعيد على شكل هجمات ضد إسرائيل، في تقديرهم، لن تجر الجبهة الشمالية” إلى حرب.
وختمت أن تقييمي لما قاله نصرالله هو أنها كلمات عليه أن يقولها. وإذا ما اندلع تصعيد آخر في الجنوب، فإننا في حاجة إلى التأكد من أن الإيرانيين وحزب الله قد تم ردعهم من التصعيد بطريقة تجرنا إلى حرب».