البلدان يحتاجان إلى علاقاتهما الاقتصادية

مؤشرات على مفاوضات محتملة بين روسيا وأوكرانيا

مؤشرات على مفاوضات محتملة بين روسيا وأوكرانيا


طلبت الولايات المتحدة من أوكرانيا الانفتاح على المفاوضات مع روسيا، وفق تقرير سربه مسؤولون أمريكيون بعناية على الأرجح. ومن المفترض أن يؤخذ التقرير على محمل الجد من الأوكرانيين، إذ لم يُنكره أي مسؤول في الإدارة الأمريكية.
من جهة أخرى  في 15 نوفمبر(تشرين الثاني)، سيحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي جو بايدن قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا. ومن المحتمل أن يجتمعا هناك، وإذا لم يفعلا، فسيوجهان رسالة واضحة عبر بيان صحافي بعد الاجتماع.
كما دعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة، ولكنه لن يحضر، ذلك أن حضوره كان سيضعه في مواجهة مشاعر معادية، أو على الأقل باردة من مشاركين فيها، وذلك حسب المحلل السياسي الأمريكي جورج فريدمان في تحليل بموقع “جيوبوليتكال فيوتشرز».
وأوضح الكاتب أن رفض الحضور يجعله في موقف القائد غير المرن والمسؤول عن التوتر، فيما كان استعداده للحضور سيوحي ببعض التقدم.

القوى المشاركة في الاجتماع
وقال فريدمان إن هناك ثلاث قوى رئيسية ومتعادية بشكل عام قد تحضر القمة. ستريد الولايات المتحدة هناك تحقيق تقدم منخفض الكلفة مع روسيا والصين. ويبدو أن التسريب عن أوكرانيا كان محاولة لدفع بوتين للمشاركة في الاجتماع.
أما شي وبايدن، إذا لم يتمكنا حتى من الجلوس معاً، فسيشير ذلك إلى أن جانباً واحداً على الأقل لا يمكن حتى وضع جدول أعمال له، من أجل الظهور.
يقول الكاتب: “دعونا نفكر في رسالة بايدن. لن يقبل الأوكرانيون عن طيب خاطر اتفاقاً إلا إذا انسحبت روسيا من كل أوكرانيا ودفعت تعويضات. وهذا لن يحدث ظاهرياً. لكن دون الولايات المتحدة، سيصعب عليهم شن حرب».
والمشكلة في الحرب، حسب الكاتب، أنها لن تذهب إلى أي مكان، ولن تنتهي. يبدو أن روسيا تضعف، لكن ذلك بعيد كل البعد عن الاستسلام. كما أن للشعب الأوكراني نقطة انهيار في مكان ما، ويجب أن تنتهي الحرب قبل ذلك.
وأوضح فريدمان “كانت الرسالة إلى أوكرانيا، أنه يمكنك تحقيق المزيد من الانتصارات ورما لا يمكن تحقيقها، لكن فرص هزيمة الروس بشكل مباشر منخفضة للغاية بحيث لا يمكن المراهنة عليها. في الوقت نفسه، تحولت هذه الحرب إلى كابوس روسي، ولن تسير على الإطلاق كما كانت موسكو تأمل، نوعاً ما مثل معظم الحروب، على روسيا أن تسعى إلى خروج لا يبدو كأنه هزيمة».

تفاصيل الصفقة
ووفق التحليل، لا يمكن لأوكرانيا والولايات المتحدة التنازل عن وحدة أراضيها، أوكرانيا لأنها قضية سيادة، والولايات المتحدة لأنها ساندتها بدرجة يتعذر معها إظهار أي بادرة ضعف. يبدو أن هذا يجعل التوصل إلى اتفاق مستحيل. لكن هناك صفقة قد تنجح، وتشمل ما يلي:
1. تسحب روسيا كل القوات.
2. تسحب الولايات المتحدة كل دعمها العسكري لأوكرانيا.
3. برفض ناتو قبول أوكرانيا عضواً. 4. يقام صندوق لإعادة بناء أوكرانيا تحت إشراف الأمم المتحدة باستخدام تبرعات من أعضاء ناتو، وروسيا.
لن يمنع هذا روسيا من غزو أوكرانيا مرة أخرى في وقت لاحق، حسب الكاتب، ولكن بعد بعض الوقت قبل تجدد الرغبة في بذلك. “لا أعرف ما هي الصفقات التي تريد واشنطن أن تنظر فيها كييف، لكن هذا احتمال».
وأضاف فريدمان “كما قلت، إذا كان شي وبايدن في المبنى نفسه ولم يلتقيا، فهذا يشير إلى مشكلة خطيرة. لكني أعتقد أنهما يريدان أن يكونا هناك، بايدن لإثارة قلق بوتين، وشي لمحاولة تغيير العلاقات».
مشاكل اقتصادية هائلة
وأضاف الكاتب “شهد شي للتو أداء الولايات المتحدة في أوكرانيا، ما جعله يفكر ملياً. تعاني الصين من مشاكل اقتصادية هائلة، الكثير منها بسبب الولايات المتحدة. إنه في حاجة إلى المزيد من الواردات والاستثمارات من الولايات المتحدة. وكما أشارت دلالات الحظر الأخير على الرقائق الدقيقة المتقدمة، فإن للحكومة الأمريكية تأثيراً كبيراً على التجارة، ويمكن أن تؤثر قراراتها على الصين بشكل خطير».
وتابع  “تريد الولايات المتحدة من الصين وقف التصريحات العدائية عن تايوان والبحرية الأمريكية، فضلاً عن تخفيف على الصادرات الأمريكية. ورغم الإيماءات التي تصدرها من آن لآخر، لا تهتم الصين كثيراً بتايوان. إذا كانت بكين جادة في الغزو، لهاجمت منذ فترة طويلة. لم يحدث ذلك لأن الفشل كان ممكناً جداً. لن تُنهي الولايات المتحدة وجودها، لكنها لا ترغب في حرب مع الصين».
ورجّح فريدمان اجتماع بايدن وشي، إلا إذا أراد أحدهما أن يبدو صعب المراس للتفاوض، “لكن كما قلت، لا ترجح حرب بين البلدين، فالبلدان يحتاجان إلى علاقاتهما الاقتصادية».