تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
ما بعد حماس.. إسرائيل تخطط لمستقبل غزة
تستعد القوات الإسرائيلية لغزو قطاع غزة، لكن دون نية البقاء الدائم في معقل حماس، وفق السفير الإسرائيلي السابق إلى الأمم المتحدة داني دانون، في الوقت الذي يتعرض فيه الجيب الساحلي المحاصر لقصف جوي وبري وبحري، قبل التوغل البري.
وقال دانون لمجلة «نيوزويك» إن اسرائيل تحضر «لاستخدام الكثير من القوة لاستعادة الردع، ولتضمن منع حماس من تكرار ما فعلته»، في إشارة إلى تسلل مقاتليها في عطلة نهاية الأسبوع. وتوقع أن تجتاز القوات البرية الإسرائيلية الحدود مع غزة «لتدمير قدرات حماس» كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأشار دانون الذي يشغل الآن مقعداً في الكنيست عن حزب ليكود، إلى أن اسرائيل لا تنوي البقاء في الجيب الفقير، الذي انسحبت منه في 2005. وأضاف «على المدى الطويل لا ننوي الاحتفاظ بغزة، ن هدفنا ليس حكم غزة. هدفنا قتال حماس، ومن ثم نأمل ظهور نظام جديد لادارة حياة الفلسطينيين في غزة. لا أعتقد أن لدينا أي خيار غير مطاردة حماس، لتدمير بناها التحتية».
ومعلوم أن حماس تحكم غزة منذ انقلاب عنيف في 2007، بعد الانتخابات التشريعية في 2006 وهزيمة حركة فتح، التي سيطرت تقليدياً على السلطة الفلسطيني،ة ولا تزال تسيطر اسمياً على الضفة الغربية.
ورغم سنوات من الصعوبات والحروب المكلفة ضد اسرائيل، فإن دعم الغزاويين لحماس لا يزال مرتفعاً. وفي استطلاع للمركز الفلسطيني للسياسة وأبحاث الاستطلاع نشر في مارس (آذار)، تبين أن 45% من سكان غزة سيصوتون لحماس في انتخابات جديدة.ومع ذلك، قال 44% منهم إنهم يعتقدون أن لا حماس ولا فتح تستحق قيادة الشعب الفلسطيني.
وسئل دانون إذا كان ير بديلاً واقعياً وأقل عدائية من حماس في القطاع، فأجاب:»في الوقت الذي تسيطر فيه حماس، لا أحد مستعد لرفع الصوت. لكني متأكد أنه يمكن العثور بين مليوني شخص، على أناس يريدون العمل لمصلحة الفلسطينيين في غزة بدل حفر الأنفاق والترويج للإرهاب ضد اسرائيل».
وتهاجم القوات الإسرائيلية قطاع غزة فعلاً. وقال عامل إغاثة فلسطيني إن الهجوم الإسرائيلي هو «الأسوأ» الذي يشهده الغزاويون.
وأعد نتانياهو الإسرائيليين لنزاع «طويل وصعب»، وأثبتت توغلات إسرائيلية سابقة في غزة أنها مكلفة للجانبين، رغم أن المدنيين هم الذين علقوا في تبادل النيران في «سجن مفتوح» وفق ما تصف به منظمات حقوق الإنسان القطاع المحاصر، على البحر المتوسط.
عهد جديد
وقال دانون: «إنه عهد جديد، وواقع جديد.أعتقد أن علينا بناء مقاربة جديدة لحماية أنفسنا والتعامل مع أعدائنا».
وأكد أن الإسرائيليين مستعدون «بشكل مطلق» لدعم توغل عقابي في غزة، قائلاً: «كنت أدعو إلى مثل هذا الدعم منذ سنوات. أعتقد أننا أخرنا مثل هذا القرار مراراً. أعتقد الآن أننا لسنا في موقع لشن بضع غارات، ومن ثم خوض مواجهة جديدة مع حماس. علينا تغيير النموذج، وتغيير الواقع، واستخدام قوتنا لاستعادة السلام في المنطقة».
وأضاف»لا استطيع إعطاء جدول زمني معين.. نعلم أنه تحدٍ، وليس سهلاً.. شيء واحد أستطيع قوله هو أن الأسرة الدولية التي تدعمنا اليوم، يجب أن تفوضنا المضي قدماً، لنكون فاعلين، لأنه لا يمكننا الجلوس غير مبالين وانتظار الهجوم الموالي».
واعتبر دانون أن الهجوم الوشيك ضروري للمنطقة بأكملها. وقال: «أعتقد أن فكرة القضاء على حماس هي أيضاً بناء لمستقبل للفلسطينيين في غزة. إنهم يعيشون تحت احتلال حماس ويعانون من هذا النظام. الواقع الجديد يمكن أن يجلب الهدوء للمنطقة ولكل فلسطيني».
الجبهة الداخلية
ويضغط الزعماء السياسيون الإسرائيليون لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة في زمن الحرب. وقال دانون إن الوقت حان «لوضع السياسة جانباً، وعلينا أن نحقق الوحدة. وشعب إسرائيل يتوقع منا أن نكون متحدين. ولهذا السبب أعتقد أن علينا أن نضع كل الخلافات السياسية جانباً».
وبسؤاله هخل أضعفت إصلاحات نتانياهو المثيرة للانقسام، والتي عجلت بالمواجهات العامة مع الجيش الإسرائيلي، قد إسرائيل ومنحت حماس فرصة سانحة، قال دانون: «لا، لا أعتقد أنه يمكنك البحث عن المنطق عندما تتعامل مع مثل هذا العدو الوحشي».