رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
ما هي نقاط قوة أردوغان في ولايته الثالثة؟
منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية في مايو (أيار) الماضي، انكب محللون على التحذير من الآثار المترتبة على الولاية الثالثة للرئيس رجب طيب أردوغان، من منظوري السياسة الداخلية والخارجية.
وفي الداوئر الأمريكية والأوروبية، ينصب الاهتمام على ما إذا كان أردوغان سيستغل فرصة إعادة انتخابه لإصلاح علاقته بالغرب، التي تشهد تدهوراً منذ عام 2016.
وداخل تركيا، كان نحو نصف الأتراك الذين لم يصوتوا له محبطين من خمس سنوات إضافية لأردوغان، في حين تساءل النصف الآخر عما إذا كان السياسي المخضرم سيكون قادراً على إصلاح المشكلات الاقتصادية الجسيمة والمتفاقمة.
وقال الباحث سنان سيدي، باحث أول غير مقيم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في مقاله بموقع «ناشونال إنترست»، إنه ليس ثمة سياسي تركي يُعتبر بديلاً موثوقاً لأردوغان.. وينقسم المراقبون عن كثب للسياسة الانتخابية التركية بين من يعتقد أن الأحزاب المعارضة تفتقر للكفاءة ببساطة، وآخرين يرون أنها متواطئة مع أردوغان.
وأضاف الباحث أن للسيناريوهين مزاياهما.. فقد أدارَ المرشح الرئاسي لحزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، حملة انتخابية بشعة.. وإذا أراد أحد أن يخسر الانتخابات أمام أردوغان، فليستلهم إستراتيجية كليجدار أوغلو.
ولذلك فإن قسماً كبيراً من الناخبين الأتراك أصابه الإحباط حتى إنهم نأوا بأنفسهم عن السياسة.. ببساطة شديدة، لا ضغط شعبياً لتقييد أردوغان، وبلا شك لا احتجاجات كتلك التي اندلعت في منتزه جيزي وأثارت خوف أردوغان للمرة الأولى من الاضطرابات الشعبية.
من ناحية أخرى، يتهم البعض حملة كليجدار أوغلو بالعمل سراً على ضمان فوز أردوغان، وأن المعارضة شاركت وحسب في مسرحية انتخابات هزلية.. والسبب وراء ذلك هو أن أردوغان دفع أموالاً لبعض قادة المعارضة.. فميرال أكشينار، زعيمة الحزب الجيد، متهمة بتلقي رشوة قدرها 100 مليون دولار، وإذا صحَّ هذا الاتهام، فسيكون أهم دليل على قدرة أردوغان على شراء المعارضة السياسية.
وتابع الباحث «هذا لا يعني أن كل الجهات السياسية المعارضة يمكن أن تُشترى.. في سيناريو يواجه فيه أردوغان تحدياً قوياً من مرشح موثوق به ولا سبيل لإفساده، يمكن أن يستغل الرئيس آليات قانونية محتملة للإطاحة به».
ومثال على ذلك أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، فبعد أن منعه كليجدار أوغلو من الترشح عن حزب الشعب الجمهوري، وضع أنظاره على حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2028، وهو السياسي الذي يرجح أن يفوز على أردوغان.
وأشار الباحث إلى أنه في ربيع العام المقبل، سيبذل إمام أوغلو قصارى جهده ليُعاد انتخابه عمدة لإسطنبول، وسيبذل أردوغان كل ما في وسعه للإطاحة به.. وسيستغل أردوغان مكتب الرئاسة والصحافة لتشويه سمعة إمام أوغلو.
وإذا تحركت مشاعر الناخبين تأييداً لمرشح أردوغان، فسيخسر إمام أوغلو إسطنبول، يقول الباحث، أما إذا ظل الناخبون على موقفهم وأيدوا إمام أوغلو على الرغم من ذلك، فسيدعو أردوغان المحكمة العليا إلى تأييد حكم محكمة أدنى صدر عام 2022 يحظر على إمام أوغلو ممارسة السياسة أصلاً.
وفي هذه الظروف، يواصل الكاتب «إذا بقي أردوغان في السلطة إلى أجل غير مسمى، فعلى الغرب أن يتعلم التعايش معه.. ربما أمكن التعاون معه على أساس الصفقات المتبادلة، لأن الولايات المتحدة والتحالف عبر الأطلسي يشتركان في المصالح الأمنية».
كثيراً ما تفرض إدارة بايدن عقوبات على الكيانات التركية لانتهاكها العقوبات الدولية ضد حرب روسيا غير الشرعية في أوكرانيا..
وقد صدرت تحذيرات عدة لأردوغان لإصدار تعليماته للقطاع المصرفي بالكف عن قبول التحويلات المالية الروسية.. وبدلاً من أن يصر البيت الأبيض على أن تنهي تركيا دعمها لروسيا، نراه يتملق أردوغان.