رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
بعد أوكرانيا تايوان؟
ماذا لو سارت الصين على خطى بوتين...؟
-- يمكن للصين أن تستغل الأزمة الأوكرانية لتجربة حركة «استفزازية» في آسيا
-- قد ترى بكين في الأزمة الأوكرانية اختبارا لتصميم إدارة بادين في حال حدوث أزمة مع تايوان
كان فلاديمير بوتين ضيف الشرف في أولمبياد بكين قبل ثلاثة أسابيع فقط. فرصة لتقارب غير مسبوق منذ المعاهدة الصينية السوفياتية عام 1950.
قضى سيد الكرملين و “صديقه الكبير” شي جين بينغ ثلاث ساعات طويلة معًا قبل إصدار “بيان مشترك حول دخول الشؤون الدولية حقبة جديدة”. ولئن لم يتم ذكر أوكرانيا بشكل مباشر، فقد كانت في أذهان الجميع. “لا توجد أرضية ممنوعة لتعاوننا”، كتب الرجلان في بيانهما، متحدين في إدانة الغرب.
أبرم البلدان بهذه المناسبة نحو خمسة عشر اتفاقية تجارية من بينها تسليم روسنفت وغازبروم، الغاز والنفط الروسي إلى الصين بمبلغ يقدر بنحو 117 مليار دولار. وتأتي هذه الاتفاقية الجديدة لتنضاف إلى عقد القرن الموقع في 2014، بعد شهرين فقط من ضم موسكو لشبه جزيرة القرم والتي بلغت 400 مليار دولار على مدى ثلاثين عامًا.
في نفس يوم اندلاع الحرب، سمحت سلطات الجمارك الصينية باستيراد القمح من جميع الأراضي الروسية. جرعة اوكسيجين مفيدة لروسيا التي تعرضت لعقوبات غربية. إن “الصين مستعدة لمساعدة روسيا في الحفاظ على اقتصادها واقفا على قدميه”، يقول لو شيانغ، الباحث في أكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية. لم تدن الصين موسكو لتدخلها العسكري في أوكرانيا، بل تقول إنها “تتفهم مخاوف روسيا المشروعة بشأن أمنها”، وترفض الحديث عن غزو، معارضة أي عقوبات.
قالت الصين “لا” لتوسيع الناتو وقبل أيام قليلة من التدخل العسكري الروسي، أعلن وانغ يي، وزير الخارجية الصيني: “لقد انتهت الحرب الباردة، وحلف الناتو هو نتيجة لتلك الحرب الباردة وعليه أن يتكيف مع عصره. فهل سيؤدي توسع الناتو شرقا إلى الحفاظ على السلام والاستقرار الدائم في أوروبا؟، هذا سؤال يحتاج أصدقاؤنا الأوروبيون إلى التفكير فيه بجدية».
لكن الولايات المتحدة، خصوصا، المتهمة بسكب الزيت على النار، هي التي في مرمى نيران الصين، كما جاء في افتتاحية نشرتها صحيفة جلوبال تايمز، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي. فمن خلال الدفاع عن المصالح الروسية في مواجهة الناتو، ربما يأمل القادة الصينيون في ردّ الجميل لاحقا وعودة التأييد لأن الصين ترى في الدفاع عن تايوان من قبل الغرب نفس سياسة التدخل التي تتهم بها روسيا الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا. “تفترض بكين أن روسيا ستفعل الشيء نفسه عندما تجد الصين نفسها في وضع أمني حرج”، يوضح ريتشارد غياسي، المتخصص في الجغرافيا السياسية الآسيوية في مركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية.
حركة “استفزازية
يمكن للصين أن تستغل الأزمة الأوكرانية لتجربة حركة “استفزازية” في آسيا، يعتقد من جانبه الجنرال ويلسباخ، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ. تايوان، الجزيرة التي لم تتخل ابدا بكين عن استعادتها، في أذهان الجميع. مع دخول الدبابات الروسية إلى أوكرانيا، دخلت حوالي عشرة مقاتلات صينية منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية. “يمكن أن تمنح بكين الأزمة الأوكرانية قيمة اختبار لتصميم إدارة بادين في حال حدوث أزمة مع تايوان”، تلاحظ بوني لين، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
«فمن ناحية، ترغب بكين في تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا.
ومن ناحية أخرى، ترغب في تثبيت علاقاتها مع الولايات المتحدة والحفاظ على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. إنها معضلة حقيقية. “إذا اعتبرت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، أن بكين متواطئة في العدوان الروسي على أوكرانيا، فقد تدفع الصين ثمنا باهظا”، يرى آدم ني رئيس تحرير نيكان في رسالة اخبارية عن الصين. ولهذا السبب، لم تتخذ بكين قرارًا بعد لصالح الانفصال العنيف عن الغرب. من ناحية، تحتاج البلاد إلى العولمة وقد بنت اقتصادها على التجارة، ومن ناحية أخرى، فإن للصين مصالح مهمة في أوكرانيا.
في يونيو الماضي وقّعت الصين سلسلة من الاتفاقيات مع أوكرانيا لربطها ببرنامج “طرق الحرير الجديدة”، مع سلسلة من العقود لبناء البنية التحتية في أوكرانيا ومضاعفة الصادرات الزراعية إلى الصين بثلاثة. حتى أن بكين تستأجر الأراضي الصالحة للزراعة، 3 ملايين هكتار أو 5 بالمائة من الأراضي الأوكرانية المؤجرة منذ عام 2013 من قبل شركة حكومية صينية مدة 50 عامًا لزراعة قمح وجهته امبراطورية الوسط.
-- قد ترى بكين في الأزمة الأوكرانية اختبارا لتصميم إدارة بادين في حال حدوث أزمة مع تايوان
كان فلاديمير بوتين ضيف الشرف في أولمبياد بكين قبل ثلاثة أسابيع فقط. فرصة لتقارب غير مسبوق منذ المعاهدة الصينية السوفياتية عام 1950.
قضى سيد الكرملين و “صديقه الكبير” شي جين بينغ ثلاث ساعات طويلة معًا قبل إصدار “بيان مشترك حول دخول الشؤون الدولية حقبة جديدة”. ولئن لم يتم ذكر أوكرانيا بشكل مباشر، فقد كانت في أذهان الجميع. “لا توجد أرضية ممنوعة لتعاوننا”، كتب الرجلان في بيانهما، متحدين في إدانة الغرب.
أبرم البلدان بهذه المناسبة نحو خمسة عشر اتفاقية تجارية من بينها تسليم روسنفت وغازبروم، الغاز والنفط الروسي إلى الصين بمبلغ يقدر بنحو 117 مليار دولار. وتأتي هذه الاتفاقية الجديدة لتنضاف إلى عقد القرن الموقع في 2014، بعد شهرين فقط من ضم موسكو لشبه جزيرة القرم والتي بلغت 400 مليار دولار على مدى ثلاثين عامًا.
في نفس يوم اندلاع الحرب، سمحت سلطات الجمارك الصينية باستيراد القمح من جميع الأراضي الروسية. جرعة اوكسيجين مفيدة لروسيا التي تعرضت لعقوبات غربية. إن “الصين مستعدة لمساعدة روسيا في الحفاظ على اقتصادها واقفا على قدميه”، يقول لو شيانغ، الباحث في أكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية. لم تدن الصين موسكو لتدخلها العسكري في أوكرانيا، بل تقول إنها “تتفهم مخاوف روسيا المشروعة بشأن أمنها”، وترفض الحديث عن غزو، معارضة أي عقوبات.
قالت الصين “لا” لتوسيع الناتو وقبل أيام قليلة من التدخل العسكري الروسي، أعلن وانغ يي، وزير الخارجية الصيني: “لقد انتهت الحرب الباردة، وحلف الناتو هو نتيجة لتلك الحرب الباردة وعليه أن يتكيف مع عصره. فهل سيؤدي توسع الناتو شرقا إلى الحفاظ على السلام والاستقرار الدائم في أوروبا؟، هذا سؤال يحتاج أصدقاؤنا الأوروبيون إلى التفكير فيه بجدية».
لكن الولايات المتحدة، خصوصا، المتهمة بسكب الزيت على النار، هي التي في مرمى نيران الصين، كما جاء في افتتاحية نشرتها صحيفة جلوبال تايمز، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي. فمن خلال الدفاع عن المصالح الروسية في مواجهة الناتو، ربما يأمل القادة الصينيون في ردّ الجميل لاحقا وعودة التأييد لأن الصين ترى في الدفاع عن تايوان من قبل الغرب نفس سياسة التدخل التي تتهم بها روسيا الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا. “تفترض بكين أن روسيا ستفعل الشيء نفسه عندما تجد الصين نفسها في وضع أمني حرج”، يوضح ريتشارد غياسي، المتخصص في الجغرافيا السياسية الآسيوية في مركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية.
حركة “استفزازية
يمكن للصين أن تستغل الأزمة الأوكرانية لتجربة حركة “استفزازية” في آسيا، يعتقد من جانبه الجنرال ويلسباخ، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ. تايوان، الجزيرة التي لم تتخل ابدا بكين عن استعادتها، في أذهان الجميع. مع دخول الدبابات الروسية إلى أوكرانيا، دخلت حوالي عشرة مقاتلات صينية منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية. “يمكن أن تمنح بكين الأزمة الأوكرانية قيمة اختبار لتصميم إدارة بادين في حال حدوث أزمة مع تايوان”، تلاحظ بوني لين، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
«فمن ناحية، ترغب بكين في تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا.
ومن ناحية أخرى، ترغب في تثبيت علاقاتها مع الولايات المتحدة والحفاظ على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. إنها معضلة حقيقية. “إذا اعتبرت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، أن بكين متواطئة في العدوان الروسي على أوكرانيا، فقد تدفع الصين ثمنا باهظا”، يرى آدم ني رئيس تحرير نيكان في رسالة اخبارية عن الصين. ولهذا السبب، لم تتخذ بكين قرارًا بعد لصالح الانفصال العنيف عن الغرب. من ناحية، تحتاج البلاد إلى العولمة وقد بنت اقتصادها على التجارة، ومن ناحية أخرى، فإن للصين مصالح مهمة في أوكرانيا.
في يونيو الماضي وقّعت الصين سلسلة من الاتفاقيات مع أوكرانيا لربطها ببرنامج “طرق الحرير الجديدة”، مع سلسلة من العقود لبناء البنية التحتية في أوكرانيا ومضاعفة الصادرات الزراعية إلى الصين بثلاثة. حتى أن بكين تستأجر الأراضي الصالحة للزراعة، 3 ملايين هكتار أو 5 بالمائة من الأراضي الأوكرانية المؤجرة منذ عام 2013 من قبل شركة حكومية صينية مدة 50 عامًا لزراعة قمح وجهته امبراطورية الوسط.