رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
لم تعد تثير خوف الكثيرين:
مارين لوبان في الإليزيه، فرضية وقوع حادث انتخابي...!
• يعتمد الحادث الانتخابي على عدة عوامل، من أهمها الامتناع عن التصويت
• هل الفكرة التي تحملها الأجيال الشابة عن لقب لوبان عام 2022 هي نفسها عام 2002؟
• ستكون هذه الانتخابات قبل كل شيء منافسة بين القوى اليمينية، بما في ذلك اليمين المتطرف
• عاملان يلعبان لصالح مرشحة التجمع الوطني: إضفاء الطابع الإنساني عليها وعاصفة الأزمات
• منذ فوز ترامب وانتصار البريكسيت، بات على الجميع الاستعداد للمفاجآت في أيام الانتخابات
إنهم قلة من السياسيين ذوي الخبرة أو خبراء في السياسة معترف بهم، الذين لا يستبعدون فرضية انتصار مارين لوبان. وهكذا، كتب ريمي لوفيفر، الذي اشتهر بعدم طرح فرضيات من السلسلة ب النسخة السياسية: "أعتقد أن مارين لوبان يمكن أن تفوز في الانتخابات الرئاسية. لم تكن الفرضية ذات مصداقية أبدًا مثل ما هي عليه اليوم. استطلاعات الرأي مرتفعة جدًا بالنسبة لها، على الرغم من أن هذه المبارزة لم يتم دمجها بعد كسيناريو معقول (سيكون الأمر أسوأ بمجرد اعتماد هذا الاحتمال).
ان انتخابات ثانية ستبدأ مساء الجولة الثانية يمكن ان تفتح كل الاحتمالات الى جانب الهاوية. سيكون لدى ماكرون احتياطي صغير جدًا في الجولة الثانية، وسيمتنع اليسار بشكل كبير عن التصويت أو يلعب سياسة الأسوأ.
ووفق أستاذ العلوم السياسية، فإن "أجندة ماكرون اليمينية تتجاهل أي اشارات يسارية كما لو كانت النتيجة محسومة. وبسبب غياب حملة حقيقية وتأكّده من الفوز، أراد تحديد موعد: 'لقد حذرتكم'، إصلاح المعاشات التقاعدية، دخل التضامن المشروط ... الجبهة الجمهورية اقصيت.
إن كره ماكرون عميق، ويؤججه جميع المترشحين (بيكريس، هيدالغو، زمور ...)، والذي تفاقم بسبب غطرسة الرئيس المنتهية ولايته الذي يبتهج على الميدان ويتلذّذ وضعه كمرشح الاوفر حظا. فاحتمال هزمه يمكن أن يقود كتائب الممتنعين عن التصويت، خاصة في الأوساط الشعبية، للخروج من تحفظهم والذهاب للتصويت.
لقد مكّن زمور غريمته مارين لوبان من احتلال الوسط، لأنها ظهرت أكثر اتزانا وتوازنا مع توسيع فضاء أقصى اليمين. في استطلاعات سيفيبوف، لم تعد السيدة لوبان تخيف الا ناخبا واحدا فقط من بين ناخبين اثنين. ولا يزال واردا حدوث الكثير من الأشياء، ولكن لا شيء مستبعد الآن".
في الإليزيه، يذكّر المستشارون الأكثر نباهة، بأن عكس الاتجاه في أقل من أسبوعين أمر مستحيل. ففي تاريخنا الانتخابي، لا يوجد مثال على قلب اتجاه بهذا الحجم في الأيام العشرة الاخيرة. ومع ذلك، من بين أشياء أخرى، هناك عاملان يلعبان لصالح مرشحة التجمع الوطني: إضفاء الطابع الإنساني عليها، وعاصفة الأزمات، لأنها كما تشير فوندابول، هي بالفعل رئاسية الأزمات.
أنسنة لوبان، تأثير متباين
قبل عشرين عامًا، كان جان ماري لوبان، خلال بضعة أسابيع، إن لم يغيّر صورته، فعلى الأقل، استطاع اضعاف السمات الأكثر إثارة للاشمئزاز لما يصنع هوية الجبهة الوطنية. على خشبة المسرح، يحيي بيدين متشابكتين في إيماءة بوذية، وبدا أنه يتقمّص دور الحكيم العجوز. في الحقيقة، في ذلك الوقت، كانت الجبهة في حالة خراب بعد انقسام عام 1998، ورحيل عدد من الكوادر بقيادة برونو ميجريت.
الجهاز ضعيف "كارل لانغ هو الذي يساهم، عبر التنقل بسيارته الشخصية في الريف الفرنسي، للحصول على كفالات ترشيح "المنهير". كانت خدعة لوبان، استخدام ميجريت ليبدو أكثر اعتدالًا وفي تعارض مع التجاوزات المتطرفة لأنصار هذا الأخير. ومن المفارقات، نجد في ميجريت نيكولا باي وجان إيف لو جالو ومعظم رموز مسرح الهوية الفرنسي. منذ بداية عام 1999، يتهم جان ماري لوبان اتباع ميجريت بالعنصرية وبالهجوم على ستيفان دوربيك، منتخب مقرب من رئيس الجبهة الوطنية، لهذا السبب.
لذلك لن يتوقف الليبينيون عن نشر روابط القرابة بين أي كادر مناصر لميجريت واي مجادل تحريفي، إلخ. عام 2022، وعلى نفس المنوال، أشارت مارين لوبان إلى وجود "نازيين" في فرق زمور. وقد ساعدها بشكل كبير حقيقة أنه بعد عشرين عامًا من حرب لوبان - ميجريت، احتفظ زمور بكل شيء من الميجريتية باستثناء… نزع الشيطنة.
يتذكر البعض "لي غينيول دو لانفو" عام 1995. قالت دمية جاك شيراك عن شكله "آه إنه يخز"، ظهره مرصع بالسكاكين. هذه العزلة الشيراكية جعلت منه شخصية ودودة. وتعاني مارين لوبان من انشقاق ابنة أختها ماريون ووالدتها أخت المرشحة. لا يمكن إنكار أن هذه الضربة تهز مارين لوبان التي أدركت أنه يجب ألا تخفيها.
الانشقاقات الأخرى تم اخراجها، والكاميرا في اليد، ومعانقات قوية كما لو أن الجواسيس قد عادوا أخيرًا إلى معسكرهم في نقطة تفتيش تشارلي، ان تجاوزات الزموريين تنتج على مارين تأثيرات مماثلة لسمعة اتباع ميجريت على جان ماري. فمارين امرأة تعرضت لخيانة، وتخوض بمفردها، وضد التيار، الحملة الانتخابية.
مساعداها، لويس أليوت عمدة بربينيان، وروبير مينار عمدة بيزييه، يتناوبان على الاعتراف بمزايا الاعتدال وإدانة تجاوزات الزموريين وازدرائها. خبيرين في التصريحات المعتدلة، يدعمان مارين لوبان الوقورة والمحترمة في مواجهة المصاعب السياسية والشخصية، وتقوم بحملة بدون فضيحة أو استفزاز. وكلما تقدمت الحملة، ازداد نقد روبير مينار الذاتي واعترافاته، واستنكاره الازدراء الطبقي للزموريين.
لم ينس التجمع الوطني -الجبهة الوطنية، في مواجهة زمور الذي شدد على أن مغادرة الجزائر كانت نعمة بالنسبة لعائلته، بتأكيد جزء من "الحنين". يروي روبير مينار باكيا الأشهر الأخيرة في وهران، ويحيي لويس أليوت مع مجتمع العائدين في بربينيان هجرة عام 1962، في نسخة مناهضة لميجريت لأغنية سيلين ديون "نحن لا نتغير".
في كل مكان في أوروبا تقريبًا، تعثّر تقدّم اليمين المتطرف، بل تراجع. لقد خفت وهج حزب الحرية في هولندا، وحزب الحرية النمساوي. الرابطة الإيطالية تدفع ثمن استمرارها في الحكومة مع صعود فراتلي دي إيطاليا في نوايا التصويت. وفي إسبانيا، استقر فوكس ولكن لا شيء يقول إنه لن يتجمّد مثل البديل من اجل المانيا. من وجهة نظر أوروبية، لا توجد مسيرة انتصار "للشعبويين" أو اليمين الراديكالي (لنستبعد وسط وشرق أوروبا). لم تعد الأحزاب الشقيقة للتجمع الوطني تتمتع بنفس الديناميكية التي كانت تتمتع بها قبل بضع سنوات.
حادث انتخابي وغضب واخطاء في التقييم
منذ فوز دونالد ترامب عام 2016 وانتصار خيار البريكسيت، بات على الجميع الآن استقبال المفاجآت الانتخابية بمسافة. ومع ذلك، غالبًا ما يتم رفض فرضية لوبان بجرة قلم، كما لو أن العلامة التجارية التي تأسست على مدى خمسين عامًا، وسياق الأزمات المتعددة، لا يمكن في المقام الأول أن يكون في قلب مفاعل لحادث انتخابي مذهل. وكما رأينا، ان أنسنة المرشحة، من خلال زمور، هي من العناصر التي تفتح المجال للعديد من الاحتمالات الأخرى.
قبل ثمانية عشر شهرا، أكد دومينيك رينيه، مدير فوندابول، الخطر الحقيقي لوقوع "حادث انتخابي". الأعين منصبّة على المتداول، وننسى أن المجتمع البشري تخترقه قوى اجتماعية، وطبقات اجتماعية، غالبًا ما تكون ذات مصالح مادية متعارضة، وأحيانًا حيوية. ففي أوقات الأزمات، يمكن أن تتطور تمثيلات العالم التي تحدد توازن المجتمع بسرعة. ان ناخبي التجمع الوطني، بالنسبة للانتخابات الرئاسية، هم من الذين يعتزمون التعبئة، والمجموعات الاحتجاجية مثل "السترات الصفراء" والمناهضون للتطعيم، أقل رغبة في التصويت.
يتطلب التقسيم الثلاثي المثبت للمجال السياسي الفرنسي الأخذ في الاعتبار أن السلوك الحاسم للناخب بعيد كل البعد عن أن يكون قابلاً للتوقّع كما كان في الماضي. فهل الفكرة التي تحملها الأجيال الشابة عن لقب لوبان عام 2022 هي نفسها عام 2002؟
يتوقف الحادث الانتخابي على عدة عوامل، من أهمها الامتناع عن التصويت. ويعدّ العزوف الانتخابي للعديد من الفئات الاجتماعية، وبناء رؤية للعالم مفرطة في الفردية ولكن متصلة، واستياء جزء من الناخبين اليساريين، والمغالاة في التركيز على الرجل إيمانويل ماكرون في تفسير الصعوبات الفردية، من بين البيانات والمعطيات التي يصعب قياسها قبل أيام قليلة من الانتخابات -لأنه من الصعب قياس نتائج سلسلة من الأزمات تقلب تمثيلات المواطنين، وبالتالي تقدمهم نحو القرار النهائي.
كنا نعلم، انه باستثناء تصادم من نوع عام 2002 في الاتجاه المعاكس، ستكون هذه الانتخابات قبل كل شيء منافسة بين القوى اليمينية، بما في ذلك اليمين المتطرف. وهذا ما حدث... فاليسار يسمح للناخب باختيار يمينه أو أقصى يمينه.
لم تسر حملة إيمانويل ماكرون بشكل جيد في الأيام الأولى عندما كان نشاطه الدولي في أقصى حدود قدرة فرنسا على إقناع فلاديمير بوتين. التأثير يتناقض مع الآخرين، فحملته بالكاد مسموعة، وفي ساحة لا ديفونس، غازل الخطاب الحاسم جدا اليسار. يدرك الرئيس: مجموعة من الظروف المرتبطة بالأحداث الجارية يمكن أن تتسبب في انّ الناخبين اليساريين المعادين لحزب التجمع الوطني ينخرطون في موجة الامتناع عن التصويت، بأعداد كافية لتعريض إعادة انتخابه للخطر.
نفس المنطق بالنسبة لمارين لوبان ولكن في الاتجاه المعاكس. بعد تذرّر جمهور الناخبين، فإنها ستتعامل مع تكاثر المراكز الإيديولوجية بترجمات انتخابية غير مؤكدة للغاية. "السترات الصفراء" أو المناهضين للتلقيح أقل ميلًا للتعبئة من عامة الناس.
ويمكن للتعبئة المتفوقة نسبيًا لهذه المجموعات المجزأة ان تصنع الانتخابات، وتُدخل مارين لوبان الى الإليزيه. سيتأمل أحد المتسابقين، "فجأة، فرحا، يقول، 'غروشي!'... لقد كان بلوشر".
عضو مرصد الراديكاليات السياسية في مؤسسة جان جوريس، باحث في العلوم السياسية، متخصص في الحقوق والأبعاد الثقافية للسياسة، من مؤلفاته "إلى غد غرامشي".
• هل الفكرة التي تحملها الأجيال الشابة عن لقب لوبان عام 2022 هي نفسها عام 2002؟
• ستكون هذه الانتخابات قبل كل شيء منافسة بين القوى اليمينية، بما في ذلك اليمين المتطرف
• عاملان يلعبان لصالح مرشحة التجمع الوطني: إضفاء الطابع الإنساني عليها وعاصفة الأزمات
• منذ فوز ترامب وانتصار البريكسيت، بات على الجميع الاستعداد للمفاجآت في أيام الانتخابات
إنهم قلة من السياسيين ذوي الخبرة أو خبراء في السياسة معترف بهم، الذين لا يستبعدون فرضية انتصار مارين لوبان. وهكذا، كتب ريمي لوفيفر، الذي اشتهر بعدم طرح فرضيات من السلسلة ب النسخة السياسية: "أعتقد أن مارين لوبان يمكن أن تفوز في الانتخابات الرئاسية. لم تكن الفرضية ذات مصداقية أبدًا مثل ما هي عليه اليوم. استطلاعات الرأي مرتفعة جدًا بالنسبة لها، على الرغم من أن هذه المبارزة لم يتم دمجها بعد كسيناريو معقول (سيكون الأمر أسوأ بمجرد اعتماد هذا الاحتمال).
ان انتخابات ثانية ستبدأ مساء الجولة الثانية يمكن ان تفتح كل الاحتمالات الى جانب الهاوية. سيكون لدى ماكرون احتياطي صغير جدًا في الجولة الثانية، وسيمتنع اليسار بشكل كبير عن التصويت أو يلعب سياسة الأسوأ.
ووفق أستاذ العلوم السياسية، فإن "أجندة ماكرون اليمينية تتجاهل أي اشارات يسارية كما لو كانت النتيجة محسومة. وبسبب غياب حملة حقيقية وتأكّده من الفوز، أراد تحديد موعد: 'لقد حذرتكم'، إصلاح المعاشات التقاعدية، دخل التضامن المشروط ... الجبهة الجمهورية اقصيت.
إن كره ماكرون عميق، ويؤججه جميع المترشحين (بيكريس، هيدالغو، زمور ...)، والذي تفاقم بسبب غطرسة الرئيس المنتهية ولايته الذي يبتهج على الميدان ويتلذّذ وضعه كمرشح الاوفر حظا. فاحتمال هزمه يمكن أن يقود كتائب الممتنعين عن التصويت، خاصة في الأوساط الشعبية، للخروج من تحفظهم والذهاب للتصويت.
لقد مكّن زمور غريمته مارين لوبان من احتلال الوسط، لأنها ظهرت أكثر اتزانا وتوازنا مع توسيع فضاء أقصى اليمين. في استطلاعات سيفيبوف، لم تعد السيدة لوبان تخيف الا ناخبا واحدا فقط من بين ناخبين اثنين. ولا يزال واردا حدوث الكثير من الأشياء، ولكن لا شيء مستبعد الآن".
في الإليزيه، يذكّر المستشارون الأكثر نباهة، بأن عكس الاتجاه في أقل من أسبوعين أمر مستحيل. ففي تاريخنا الانتخابي، لا يوجد مثال على قلب اتجاه بهذا الحجم في الأيام العشرة الاخيرة. ومع ذلك، من بين أشياء أخرى، هناك عاملان يلعبان لصالح مرشحة التجمع الوطني: إضفاء الطابع الإنساني عليها، وعاصفة الأزمات، لأنها كما تشير فوندابول، هي بالفعل رئاسية الأزمات.
أنسنة لوبان، تأثير متباين
قبل عشرين عامًا، كان جان ماري لوبان، خلال بضعة أسابيع، إن لم يغيّر صورته، فعلى الأقل، استطاع اضعاف السمات الأكثر إثارة للاشمئزاز لما يصنع هوية الجبهة الوطنية. على خشبة المسرح، يحيي بيدين متشابكتين في إيماءة بوذية، وبدا أنه يتقمّص دور الحكيم العجوز. في الحقيقة، في ذلك الوقت، كانت الجبهة في حالة خراب بعد انقسام عام 1998، ورحيل عدد من الكوادر بقيادة برونو ميجريت.
الجهاز ضعيف "كارل لانغ هو الذي يساهم، عبر التنقل بسيارته الشخصية في الريف الفرنسي، للحصول على كفالات ترشيح "المنهير". كانت خدعة لوبان، استخدام ميجريت ليبدو أكثر اعتدالًا وفي تعارض مع التجاوزات المتطرفة لأنصار هذا الأخير. ومن المفارقات، نجد في ميجريت نيكولا باي وجان إيف لو جالو ومعظم رموز مسرح الهوية الفرنسي. منذ بداية عام 1999، يتهم جان ماري لوبان اتباع ميجريت بالعنصرية وبالهجوم على ستيفان دوربيك، منتخب مقرب من رئيس الجبهة الوطنية، لهذا السبب.
لذلك لن يتوقف الليبينيون عن نشر روابط القرابة بين أي كادر مناصر لميجريت واي مجادل تحريفي، إلخ. عام 2022، وعلى نفس المنوال، أشارت مارين لوبان إلى وجود "نازيين" في فرق زمور. وقد ساعدها بشكل كبير حقيقة أنه بعد عشرين عامًا من حرب لوبان - ميجريت، احتفظ زمور بكل شيء من الميجريتية باستثناء… نزع الشيطنة.
يتذكر البعض "لي غينيول دو لانفو" عام 1995. قالت دمية جاك شيراك عن شكله "آه إنه يخز"، ظهره مرصع بالسكاكين. هذه العزلة الشيراكية جعلت منه شخصية ودودة. وتعاني مارين لوبان من انشقاق ابنة أختها ماريون ووالدتها أخت المرشحة. لا يمكن إنكار أن هذه الضربة تهز مارين لوبان التي أدركت أنه يجب ألا تخفيها.
الانشقاقات الأخرى تم اخراجها، والكاميرا في اليد، ومعانقات قوية كما لو أن الجواسيس قد عادوا أخيرًا إلى معسكرهم في نقطة تفتيش تشارلي، ان تجاوزات الزموريين تنتج على مارين تأثيرات مماثلة لسمعة اتباع ميجريت على جان ماري. فمارين امرأة تعرضت لخيانة، وتخوض بمفردها، وضد التيار، الحملة الانتخابية.
مساعداها، لويس أليوت عمدة بربينيان، وروبير مينار عمدة بيزييه، يتناوبان على الاعتراف بمزايا الاعتدال وإدانة تجاوزات الزموريين وازدرائها. خبيرين في التصريحات المعتدلة، يدعمان مارين لوبان الوقورة والمحترمة في مواجهة المصاعب السياسية والشخصية، وتقوم بحملة بدون فضيحة أو استفزاز. وكلما تقدمت الحملة، ازداد نقد روبير مينار الذاتي واعترافاته، واستنكاره الازدراء الطبقي للزموريين.
لم ينس التجمع الوطني -الجبهة الوطنية، في مواجهة زمور الذي شدد على أن مغادرة الجزائر كانت نعمة بالنسبة لعائلته، بتأكيد جزء من "الحنين". يروي روبير مينار باكيا الأشهر الأخيرة في وهران، ويحيي لويس أليوت مع مجتمع العائدين في بربينيان هجرة عام 1962، في نسخة مناهضة لميجريت لأغنية سيلين ديون "نحن لا نتغير".
في كل مكان في أوروبا تقريبًا، تعثّر تقدّم اليمين المتطرف، بل تراجع. لقد خفت وهج حزب الحرية في هولندا، وحزب الحرية النمساوي. الرابطة الإيطالية تدفع ثمن استمرارها في الحكومة مع صعود فراتلي دي إيطاليا في نوايا التصويت. وفي إسبانيا، استقر فوكس ولكن لا شيء يقول إنه لن يتجمّد مثل البديل من اجل المانيا. من وجهة نظر أوروبية، لا توجد مسيرة انتصار "للشعبويين" أو اليمين الراديكالي (لنستبعد وسط وشرق أوروبا). لم تعد الأحزاب الشقيقة للتجمع الوطني تتمتع بنفس الديناميكية التي كانت تتمتع بها قبل بضع سنوات.
حادث انتخابي وغضب واخطاء في التقييم
منذ فوز دونالد ترامب عام 2016 وانتصار خيار البريكسيت، بات على الجميع الآن استقبال المفاجآت الانتخابية بمسافة. ومع ذلك، غالبًا ما يتم رفض فرضية لوبان بجرة قلم، كما لو أن العلامة التجارية التي تأسست على مدى خمسين عامًا، وسياق الأزمات المتعددة، لا يمكن في المقام الأول أن يكون في قلب مفاعل لحادث انتخابي مذهل. وكما رأينا، ان أنسنة المرشحة، من خلال زمور، هي من العناصر التي تفتح المجال للعديد من الاحتمالات الأخرى.
قبل ثمانية عشر شهرا، أكد دومينيك رينيه، مدير فوندابول، الخطر الحقيقي لوقوع "حادث انتخابي". الأعين منصبّة على المتداول، وننسى أن المجتمع البشري تخترقه قوى اجتماعية، وطبقات اجتماعية، غالبًا ما تكون ذات مصالح مادية متعارضة، وأحيانًا حيوية. ففي أوقات الأزمات، يمكن أن تتطور تمثيلات العالم التي تحدد توازن المجتمع بسرعة. ان ناخبي التجمع الوطني، بالنسبة للانتخابات الرئاسية، هم من الذين يعتزمون التعبئة، والمجموعات الاحتجاجية مثل "السترات الصفراء" والمناهضون للتطعيم، أقل رغبة في التصويت.
يتطلب التقسيم الثلاثي المثبت للمجال السياسي الفرنسي الأخذ في الاعتبار أن السلوك الحاسم للناخب بعيد كل البعد عن أن يكون قابلاً للتوقّع كما كان في الماضي. فهل الفكرة التي تحملها الأجيال الشابة عن لقب لوبان عام 2022 هي نفسها عام 2002؟
يتوقف الحادث الانتخابي على عدة عوامل، من أهمها الامتناع عن التصويت. ويعدّ العزوف الانتخابي للعديد من الفئات الاجتماعية، وبناء رؤية للعالم مفرطة في الفردية ولكن متصلة، واستياء جزء من الناخبين اليساريين، والمغالاة في التركيز على الرجل إيمانويل ماكرون في تفسير الصعوبات الفردية، من بين البيانات والمعطيات التي يصعب قياسها قبل أيام قليلة من الانتخابات -لأنه من الصعب قياس نتائج سلسلة من الأزمات تقلب تمثيلات المواطنين، وبالتالي تقدمهم نحو القرار النهائي.
كنا نعلم، انه باستثناء تصادم من نوع عام 2002 في الاتجاه المعاكس، ستكون هذه الانتخابات قبل كل شيء منافسة بين القوى اليمينية، بما في ذلك اليمين المتطرف. وهذا ما حدث... فاليسار يسمح للناخب باختيار يمينه أو أقصى يمينه.
لم تسر حملة إيمانويل ماكرون بشكل جيد في الأيام الأولى عندما كان نشاطه الدولي في أقصى حدود قدرة فرنسا على إقناع فلاديمير بوتين. التأثير يتناقض مع الآخرين، فحملته بالكاد مسموعة، وفي ساحة لا ديفونس، غازل الخطاب الحاسم جدا اليسار. يدرك الرئيس: مجموعة من الظروف المرتبطة بالأحداث الجارية يمكن أن تتسبب في انّ الناخبين اليساريين المعادين لحزب التجمع الوطني ينخرطون في موجة الامتناع عن التصويت، بأعداد كافية لتعريض إعادة انتخابه للخطر.
نفس المنطق بالنسبة لمارين لوبان ولكن في الاتجاه المعاكس. بعد تذرّر جمهور الناخبين، فإنها ستتعامل مع تكاثر المراكز الإيديولوجية بترجمات انتخابية غير مؤكدة للغاية. "السترات الصفراء" أو المناهضين للتلقيح أقل ميلًا للتعبئة من عامة الناس.
ويمكن للتعبئة المتفوقة نسبيًا لهذه المجموعات المجزأة ان تصنع الانتخابات، وتُدخل مارين لوبان الى الإليزيه. سيتأمل أحد المتسابقين، "فجأة، فرحا، يقول، 'غروشي!'... لقد كان بلوشر".
عضو مرصد الراديكاليات السياسية في مؤسسة جان جوريس، باحث في العلوم السياسية، متخصص في الحقوق والأبعاد الثقافية للسياسة، من مؤلفاته "إلى غد غرامشي".