مجلة أبحاث عالمية تستعرض إنجازات برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار

مجلة أبحاث عالمية تستعرض إنجازات برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار

استعرضت مجلة المناخ وعلوم الغلاف الجوي التابعة ‏لمجموعة النشر الدولية "نيتشر للأبحاث" الرائدة عالمياً مؤخراً أبرز الإنجازات ‏البحثية والتكنولوجية التي حققها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.‏
وأشارت المجلة في مقال بعنوان "إعادة النظر في الأمن المائي في ظل التغير ‏المناخي: الاستمطار كحل مبتكر لتعزيز هطول الأمطار"، إلى أن الاستمطار لم ‏يحظ بالاهتمام الكافي تاريخياً كعنصر رئيسي في استراتيجيات الاستدامة المائية ‏والبيئية والتكيف مع التغير المناخي، كما يستعرض التقدم الحالي والاتجاهات ‏المستقبلية لتطبيقات الاستمطار على ضوء الإنجازات التي حققها برنامج تلقيح ‏السحب التابع للمركز الوطني للأرصاد الذي استطاع بناء شبكة واسعة من ‏الشراكات المحلية والدولية في مجال البحث والتطوير القائم على المنح من خلال ‏برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.‏
 
ويلفت المقال إلى أنّ جهود دولة الإمارات في مجال الاستمطار تمثل فرصة كبيرة ‏للنهوض بالاستمطار كمساهم فعال في معالجة الآثار المتزايدة للتغير المناخي على ‏الأمن المائي والغذائي إقليمياً وعالمياً. وتتوافق هذه الجهود مع التزام دولة الإمارات ‏الدائم بدعم قضايا الاستدامة كما يتضح جلياً من استضافتها مؤخرا لمؤتمر الأطراف ‏‏(‏COP28‎‏).‏
 
ويتضمن هذا المقال مساهمات قيّمة من مجموعة من خبراء الأرصاد الجوية وفي ‏مقدمتهم سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد ورئيس ‏المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وعمر اليزيدي، نائب مدير عام المركز الوطني ‏للأرصاد، وعلياء المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار. وتضم ‏قائمة المؤلفين للورقة العلمية الدكتور ستيف غريفيث، نائب الرئيس الأول للأبحاث ‏والتطوير وأستاذ بالممارسة في جامعة خليفة، والمؤلف المراسل للورقة العلمية، ‏والدكتور يوسف وهبي، عضو فريق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، ‏والمؤلف الرئيسي للورقة.‏
 
وقال سعادة الدكتور عبد الله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد ورئيس ‏المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "يؤكد هذا المقال أهمية العمل البحثي المتطور ‏الذي يقوم به المركز الوطني للأرصاد لدعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الأمن ‏المائي والمساهمة في الحد من تداعيات التغير المناخي على المناطق الجافة وشبه ‏الجافة. ومن خلال هذه الجهود، نهدف إلى تعزيز الحلول المبتكرة وتدعيم التعاون ‏الدولي لمواجهة التحديات العالمية الناجمة عن شحّ المياه".‏
 
و من جانبه قال الدكتور ستيف غريفيث، نائب الرئيس الأول للأبحاث والتطوير ‏وأستاذ بالممارسة في جامعة خليفة إن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ‏الذي أشارك فيه كعضو فاعل في لجنة التوجيه الاستراتيجي للبرنامج منذ ‏إنشائه،يمثل نموذجاً رائداً لمواجهة تحديات الأمن المائي في المناطق الجافة. ويأتي ‏هذا الاعتراف بتأثير البرنامج ومساره المستقبلي من قبل هذه المجلة العالمية ‏المرموقة تأكيداً على أهمية المساهمات المتواصلة للبرنامج في تطوير أبحاث ‏الاستمطار وتشجيع المجتمع العالمي على استكشاف حلول مبتكرة ومستدامة لضمان ‏توافر المياه في المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي.‏
و بدورها قالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: ‏‏"يواصل برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار تتويج جهودها في تطوير التقنيات ‏والابتكارات الجديدة في مجال الاستمطار بالحصول على المزيد من التقدير العالمي ‏نظرًا لإمكانية تطبيقها على نطاق واسع في الدول التي تواجه تحديات شحّ المياه، ‏مما يساهم في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال بحوث الاستمطار، ‏وتعزيز الاهتمام العالمي بأبحاث الاستمطار كبديل عملي ومستدام لمصادر المياه ‏العذبة التقليدية".‏
 
ويشير المقال إلى زيادات موسمية في هطول الأمطار بنسب تتراوح ما بين 5-‏‏25% من مختلف العمليات الدولية لتلقيح السحب بناءً على تقرير مراجعة النظراء ‏الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بشأن الأنشطة العالمية لتعزيز هطول ‏الأمطار. وباستخدام هذا النطاق القياسي، الذي تدعمه الدراسات الرادارية المحلية ‏في دولة الإمارات، فمن المتوقع أن تؤدي جهود تلقيح السحب في دولة الإمارات إلى ‏هطول ما بين 168 إلى 838 مليون متر مكعب إضافي من الأمطار سنويًا. وبعد ‏مراعاة التبخر والاحتباس في التربة، يتراوح حجم المياه القابلة للحصاد من الأمطار ‏الناتجة عن تلقيح السحب بين 84 و419 مليون متر مكعب، ما يمثل نسبة معتبرة ‏من متوسط كمية هطول الأمطار السنوي في دولة الإمارات الذي يصل إلى حوالي ‏‏6.7 مليار متر مكعب.‏
 
وكشف المقال أيضاً أن عمليات تلقيح السحب التي ينفذها المركز الوطني للأرصاد ‏تكلف ما يصل إلى 8,000 دولار لكل ساعة طيران. وفي عام 2020، تم تنفيذ ما ‏مجموعه 390 رحلة جوية، ويصل متوسط مدة كل منها إلى ساعة واحدة. وبالنظر ‏إلى كميات الأمطار القابلة للحصاد من خلال التلقيح، تقدّر تكلفة وحدة الأمطار ‏القابلة للحصاد بما يتراوح بين 0.01 دولار و0.04 دولار للمتر المكعب، مقارنة ‏بتكلفة إنتاج المياه المحلاة التي تقدر بـ0.31 دولار للمتر المكعب في دولة ‏الإمارات، مما يجعل من تقنيات الاستمطار الخيار الأمثل من حيث التكلفة بالمقارنة ‏مع عملية تحلية المياه.‏
ولتعزيز الدور المحوري للاستمطار في تحقيق استراتيجيات الأمن المائي الوطنية ‏والإقليمية، يقترح المقال إجراء المزيد من البحث بالتركيز على ثلاثة مجالات ‏رئيسية، وهي تشمل تعزيز عمليات التلقيح من حيث كمية السحب المستهدفة ودقتها ‏‏(التوقيت والموقع)؛ وتحديد التطبيقات المثلى للاستمطار والظروف المطلوبة؛ وتطبيق ‏أنظمة حصاد الأمطار وتخزين المياه ونقلها.‏
 
ويوضح المقال إمكانية تناول هذه المجالات الرئيسية بشكل تدريجي من خلال ‏البحث والتطوير متعدد التخصصات. و تستفيد مشاريع برنامج الإمارات لبحوث ‏علوم الاستمطار من أحدث التطورات في علوم المواد وتكنولوجيا النانو، والأنظمة ‏الجوية المستقلة غير المأهولة، وأجهزة الاستشعار الذكية، والأنظمة الحرارية ذات ‏الهندسة العكسية، وأدوات الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي.‏
وفي إطار جهوده الرامية إلى تعزيز التعاون العلمي العالمي، يقوم برنامج الإمارات ‏لبحوث علوم الاستمطار بمشاركة نتائج أبحاثه من خلال النشر في المجلات ‏المرموقة الخاضعة لمراجعة النظراء، إضافة إلى المشاركة في المؤتمرات الدولية ‏والمنصات الأخرى. فقد نشر البرنامج حتى الآن 93 مقالًا وأكثر من 110 وقائع ‏مؤتمرات وكانت أبحاثه كمرجع للاقتباس في أكثر من 1,456 مرة لمنشورات علمية ‏مختلفة.‏