مجلس شما محمد للفكر والمعرفة يتابع عمله عن بعد

مجلس شما محمد للفكر والمعرفة يتابع عمله عن بعد

وتستمر رحلة البحث وراء المعرفة التي لا توقفها الأزمات ، والتي كانت شعارا أطلقته سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان؛ ليصبح مبادرة تبنتها سموها ضمن أنشطة مجلس شما محمد للفكر والمعرفة؛ ليكون شعار هذه المرحلة ( الباحثون عن المعرفة لا توقفهم الأزمات ) إذ تم تفعيل العديد من مناشط المجلس عن بعد ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء يوم الاثنين 9 مارس 2020 م ،  حيث كانت الانطلاقة مع  مناقشة كتاب ( الكل يكذب ) للكاتب ( سیث ستیفنز – دافیدوتس)  والذي قالت عنه سموها في مداخلتها ( كتاب الكل يكذب يضعنا أمام حقيقة خالية من شوائب التجميل والزيف لهذا الواقع الذي نعيشه، وضعنا أمام حقيقة الوجوه الأخرى التي تختبئ تحت المساحيق الأخلاقية والقيمية التي يرتديها الإنسان، هي حقيقة ندركها منذ أزمنة بعيدة،  ولكن تظل حبيسة الرؤى الفلسفية والفكرية والاجتهادات المعرفية ، ولكن مع تلك البيانات الضخمة والتحليل لها، نكتشف أنها ليست مجرد فكرة أو رؤية بل هي حقيقة واقعة)

كما تم طرح كتاب ( قوة الآن ) للكاتب الألماني (ايكهارت تول ) مساء الخميس 12 مارس 2020  ، والذي كان له نصيبا كبيرا من الحوار والنقاشات التي رفعت الغطاء عن عدة مفاهيم ترتبط بسيطرة آلام الماضي، وقلق المستقبل على اللحظة الآنية للإنسان،  و قد أوردت سمو الشيخة د.شما في قراءتها للكتاب قولها : (قدم كتاب قوة الآن خريطة لنفهم قوة الحاضر، و يقدم لنا خطوات تساهم في أن نتحرر من قيود الماضي والمستقبل، من خلال طرح أقرب منه لعلم النفس منه إلى التنمية الذاتية، وحدد لنا الخلاص في الانتقال لمرحلة التنوير التي يبدو الإنسان فيها متصالحا مع ذاته، وواعيا بها وقادرا على النفاذ إلى منطقة اللاوعي لديه ، والسيطرة عليها، وعدم الاستسلام والخروج من أسر الماضي والمستقبل، واقتناص السعادة في اللحظة الآنية، كتاب قوة الآن قد يكون مجرد كتاب مر بك مثله مثل كتب كثيرة تمضي و لا تترك إلا آثارا بسيطة في حياتنا لو أننا اكتفينا بقراءته بحثا فقط عن بعض المعرفة، لكن هذا الكتاب حين تقرأه بحثا عن الذات سيختلف مكانه في حياتك ، سيصبح وقتها مثل مصباح ديوجين الذي يقودك إلى الحقيقة .. حقيقة ذاتك.)

وفي مساء الجمعة 13 مارس 2020م تم عرض قصة النسر والأفعى ، ووضع العبرة منها وفق ما ترتئيه العضوات وصولا إلى ما يخفيه العالم من أسرار،  فيما تكمن رمزية القصة  إلى أن يكون هناك مساحة للأفكار لتتخطى حدود ما نعتقده دائما ، والبحث عما هو جديد، وعدم الانكفاء على بعض الأفكار، والبحث عن أفكار  قد تغير حياتنا للأفضل والأحسن، وقد طرحت رئيس المجلس سؤالا لتجيب العضوات عليه : ( من منا لم يتعرض لمثل هذه القصة ، اعتقد شيئا وكان شيء آخر بعيدا جدا عن اعتقاده ؟). استكمل المجلس لقاءاته عن بعد مساء السبت 14 مارس 2020م بطرح سؤال حول التكنولوجيا، وهل تطور الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى حالة تفكك روحي للحضارة الإنسانية لصالح البناء المادي للحضارة؟ حيث أشارت سموها في رؤيتها حول السؤال قائلة: (لقد استطاع الذكاء الاصطناعي تشكيل حدود جديدة للإنسانية. بمجرد عبور هذه الحدود، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد في الحضارة الإنسانية، هذا التطور الهائل للذكاء الاصطناعي بعد عبور الحدود ، لا بد أن يكون قائما على القيم وحقوق الإنسان، حتى نستطيع أن نحافظ على المجتمع الإنساني أو سيبقى أمامنا سؤال عابر للحدود لحضارة الذكاء الاصطناعي ..)

وفي لقاء مساء الأحد 15 مارس 2020 م تصدر الكتاب المسموع ( قوة لا) بانسياب  في حوار العضوات ، حول الإنسان في مواجهة  تيار الذات دون وعي أو إدراك حقيقي، والاستجابة لكل طلبات الذات، وعدم امتلاك قوة الرفض،  والصراخ (بلا) ، لذلك لابد أن نمتلك الوعي والإرادة الكافية لتقييم الأمور،  ومعرفة متى نستجيب ومتى نرفض؟ ونحافظ على السلام الداخلي نقيا صافيا منسابا كنهر عذب ، يمنح القلب السكينة والعقل الرضا. أما يوم  الاثنين 16 مارس2020، كان الحوار استجابة لطرح سمو الشيخة د. شما لسؤال حول (التعليم عن بعد) والذي جاء فيه (هل يمكن تعميم تجربة التعليم عن بعد؛ لتصبح هي الأصل وليست الاستثناء؟ ) و قد دار حوار جاد حول التجربة، حيث قالت سموها في النقاش بناء على تجربتها الشخصية، مع ممارسة التعليم عن بعد في محاضراتها لطالبات كلية التقنية العليا بالعين (بداية أجد أن الأمر وارد بأن يتحقق في المستقبل ، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع ، و انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كافة جوانب الحياة ، فالعملية التعليمية ليست بمعزل عن ذلك، لذا لابد أن نتوقع أنه من الممكن أن يأتي اليوم ، ويتحول التعليم عن بعد، هو الآلية الأصلية وليس الاستثنائية ) لكن سموها شددت على أن التعليم عن بعد يفقد العملية التعليمية إلى واحد من أهم عناصر التواصل، وهو التواصل البصري، والذي يمثل النسبة الأكبر من عناصر التواصل، واستعرضت بعض الإيجابيات والسلبيات للعملية ثم ختمت قائلة: (عموما من وجهة نظري أن تحويل التعليم عن بعد لآلية أصلية في العملية التعليمية يحتاج للكثير من الدراسة والمراجعة والتحليل للحكم على التجربة بشكل علمي وبحثي رصين، لكن أرى أن التعليم عن بعد هو وسيلة مساعدة لآلية التعليم التقليدية، والتي تعتمد على الاتصال المباشر، وتحقيق جميع جوانب عملية الاتصال (اللفظي والسمعي والبصري) بدون الإخلال بواحدة منهم، لكن أرى أنه بصورتها الحالية لا تحقق الكفاءة التعليمية الكاملة، ولكن يمكن أن يكون هناك دراسات للبحث حول كيفية علاج سلبياتها و تحقيقها للكفاءة التعليمية الكاملة في المستقبل)

في يوم الثلاثاء 17 مارس 2020 م  تم طرح فيلم (كفر ناحوم) للمشاهدة والنقاش، والفيلم  تم اختياره للمنافسة على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لسنة 2018 حيث كان النقاش إيجابيا وخاصة لطرحه قضية هامة تمس الطفولة ، و قد تحدثت سمو الشيخة د. شما في مداخلتها حول الفيلم قائلة: (يأخذني الفيلم إلى تلك القضية الأساسية في حياتنا، وهي حق الطفل في أن يعيش طفولته ويعيش حياة كريمة .. من المسؤول عنها؟ أو من نحاكم؟ المجتمع أم الآباء ؟ أليس الآباء هنا ضحايا أيضا حولتهم المعاناة والظلم والخروج هربا من بلادهم حولتهم تلك المعاناة إلى جلادين ؟  يخضعون ويتحولون إلى سياط في يد المجتمع ، يجلد بها تلك الأرواح البريئة ؛ لتجرحها و تتحول آلامها إلى وقود لصناعة جلاد آخر؟) وأضافت سموها (الفيلم هو صرخة من العاملين فيه ليسمع العالم حجم المعاناة التي تخلفها الصراعات والحروب في المجتمعات حول العالم عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة ..   صرخة للعالم كله تبحث في آذانهم عن الإنسانية .. عن أبسط حقوق الطفل في الحياة الآمنة، وتعليم يمنح العقل رحابة النجاح والتطور وتغيير الواقع).

في اليوم ذاته تم عرض صورة ( أم وطفلتها) ضمن منشط ( صورة وتعليق ) لتبوح العضوات  بما يكمن في تفاصيلها عند لحظة زمنية في حين تبقى حيوية الصورة  في صمتها الذي يبوح بأسرارها .. في إدراك المغزى للوصول إلى بر الأمان ، وفي مساء يوم الخميس الموافق 19 مارس2020م ، وجهت الشيخة د. شما العضوات للمشاركة في منشط الفكر الإسلامي بالحوار حول العلاقة ما بين الإيمان والعقل، وهل هي علاقة حوار؟ أم علاقة سيطرة ؟ وكيف قيَّم القرآن الكريم العقل؟ وما هو دوره في بناء العقل الواعي والمتفكر.؟ على أن يكون ختام برنامج الجولة الأولى للحوار عن بعد مساء السبت الموافق 21مارس 2020م لتكون الرحلة القادمة مناقشة كتاب (اختراع العزلة)  للأديب الأمريكي بول أوستر لنرى حين تحبسنا الذاكرة داخل الصندوق الزجاجي للذكرى، كيف سنرى العالم من خلف زجاجه الصامت ؟ وكيف تظل تلك اللحظة التي نصنع فيها عزلتنا داخل ماض يبقى حيا في صندوق الذاكرة!؟