رئيس الدولة ورئيس وزراء المجر يؤكدان على ترسيخ أسس الاستقرار والسلام في العالم
مجمع اللغة العربية يعزز المهارات اللغوية لـ51 موظفاً من كوادر «اقتصادية الشارقة»
في إطار جهوده لترسيخ اللغة العربية في بيئة العمل، أطلق مَجْمَعُ اللغةِ العربيةِ بالشّارقة برنامجاً تدريبياً مكثفاً في مهارات اللغة العربية، يستهدف 51 موظفاً من كوادر دائرة التّنمية الاقتصادية بالشّارقة؛ حيث يتضمّن، على مدار أسبوعين، جلسات نظرية يقدّمها الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام المجمع، حول تطوير الملَكة اللغوية، وأساسيات النّحو العربي، والأخطاء الشّائعة في الكتابة، إضافة إلى جانبٍ عمليٍّ تناول تطوير مهارات المراسلات الإدارية وصياغة الوثائق الرّسمية. وفي أولى جلسات البرنامج، أكّد الدكتور امحمد صافي المستغانمي أن تعلّم اللغة العربية رحلة طويلة تقوم على الممارسة والمعايشة اليومية، وأنّ المتعلّم لا بد أن يفكر بالعربية ويتحدث بها ويقرأ مؤلفاتها، معتبراً أنّ الشّغف وحب اللغة أساس التّطور والتّحصيل.
الإيجاز والإسهاب وبلاغة المتكلم:
وأوضح المستغانمي أنّ البلاغة تقوم على وضوح الرّسالة وتأثيرها في الجمهور، وأنّ الإيجاز يمثل أحد أعمدتها الرئيسة، حيث تكون الألفاظ قليلة والمعاني كثيرة، مستشهداً بقول النّبي -صلى الله عليه وسلم-: "أوتيت جوامع الكلم". وأكدّ أنّ حفظ القرآن الكريم والحديث الشّريف، ثم أشعار العرب وكلام بلغائهم، يمثل الرّكيزة الأولى لصقل لسان طالب العربية.
وقال المستغانمي: "البليغ هو من يحسن اختيار ألفاظه وجمله بما يناسب المقام، فيوجز حين تقتضي الحال الإيجاز، ويُسهب إذا استدعى الموقف الإيضاح، مع ضرورة الوقوف في المواضع التي تمنح الكلام وقعه المؤثر"، مؤكداً أنّ الإسهاب والتفصيل يُعد بدوره من البلاغة إذا جاء محبباً للسّامع وداعماً للفكرة المراد تثبيتها. وأشار الدكتور امحمد صافي المستغانمي إلى أنّ العربي ذكي ولطيف ومتفائل، يستخدم العبارات التي تبشر بالخير، مستشهداً بما ورد عن العباس رضي الله عنه حين سُئل: "أأنت أكبر أم النّبي- صلى الله عليه وسلم-؟"، فأجاب: "هو أكبر، وأنا أسنّ"، في دلالة على رهافة الحسّ ودقّة التّعبير التي تميّز اللسان العربي.
سبل تنمية الملكة اللغوية:
وحول موضوع "الملكة اللغوية" أوضح المستغانمي أن تكوين هذه الملكة لا يعتمد على الموهبة إلا بنسبة قليلة لا تتجاوز عشرة بالمئة، بينما يتشكل الباقي بالاجتهاد والحفظ والمطالعة والممارسة؛ مشدداً على أنّ الملكة تُصنع صناعة وتترسخ بكثرة التّكرار والتّدريب. كما أكد أهمية تنمية المهارات الأربع: القراءة والاستماع والتّحدث والكتابة، باعتبارها الطّريق الأمثل لترسيخ الفصاحة، مع ضرورة تطبيق القواعد عملياً في الكلام لا الاكتفاء بحفظها نظرياً.
وختم أمين عام مجمع اللغة العربية الجلسة بتأكيد أهمية قراءة كتب التراث الموثوقة للعلماء قديماً وحديثاً، وإتقان علوم اللغة الأساس من نحو وصرف وبلاغة وإملاء، على أن يبدأ الطّالب بالكتب المبسطة ثم يتدرج إلى المتقدمة، مع الحرص على القراءة المضبوطة بالتّشكيل لضمان سلامة النّطق والمعنى. وينقسم برنامج "مهارات اللغة العربية" إلى دفعتين؛ حيث تضمّ الأولى 24 موظفاً من كوادر دائرة التّنمية الاقتصادية بالشارقة، فيما تضمّ الدفعة الثانية 27 موظفاً، على أن يحصل المشاركون في ختام البرنامج على شهادات مشاركة توثق اجتيازهم لمراحله التّدريبية النّظرية والعمليّة.