محمد حداقي: أحب المشاركة في أعمال تاريخية تضيء على زاوية معينة لم يتم التطرق إليها سابقاً

محمد حداقي: أحب المشاركة في أعمال تاريخية  تضيء على زاوية معينة لم يتم التطرق إليها سابقاً

رأى الممثل السوري محمد حداقي أن نافذة العرض والطلب هي التي تخلّ في الموازين دائماً، ليس المادية فقط، بل حتى الأخلاقية والفكرية.
وتساءل حداقي في  هذا الحوار، (ما عدد الأسماء التي هي ليست في مكانها الحقيقي، وما عدد الممثلين الذين يتحدثون عن تجاربهم وكأنها حكمة أبدية من حكم سقراط وكم عدد الذين يتبعونهم اعتقاداً منهم أن ما يقولونه حقيقي؟)، معتبراً في الوقت ذاته أن (الممثلين هم أصناف من البشر وليسوا جمعية إنسانية لديها أهداف).
حداقي، الذي يواصل تصوير دوره في مسلسل (معاوية) المقرر عرضه في الموسم الرمضاني المقبل، مجسداً فيه شخصية المغيرة بن شعبة، تحدث عن هذا العمل التاريخي والمخرج الجديد بعد انسحاب طارق العريان ومواضيع فنية أخرى في هذا الحوار.
 
• لنبدأ من جديدك؟
- أشارك حالياً في تصوير مسلسل (معاوية)، لأننا لم نتمكن من إنجاز تصويره العام الماضي وأقدم فيه شخصية المغيرة بن شعبة، وهو عمل تاريخي مخصص للعرض في الموسم الرمضاني المقبل.
 
• وهل الجمهور الذي اعتاد على مشاهدة الأعمال المشتركة والأعمال التركية المعرّبة وأعمال البيئة الشامية سيتقبل مشاهدة عمل تاريخي؟
- قد تكون الشريحة التي تتابع الأعمال التاريخية التي تتناول التاريخ الإسلامي ليست كبيرة، لأنه سبق التطرق إليها في الكثير من الأعمال عبر الدراما العربية كلها، سواء من خلال الدراما السينمائية أو الدراما التلفزيونية، ولكنني أحب المشاركة في أعمال تاريخية تضيء على زاوية معينة لم يتم التطرق إليها سابقاً وتتناول الشخصية في بعدها الإنساني والبشري لأنها من البشر ولها ما لها وعليها ما عليها. أرغب بالمشاركة في عمل درامي يتناول فترة في تاريخ المنطقة، وهنا أتحدث تاريخياً وليس قومياً، وتحديداً الفترة التي حكم فيها الكلدانيون والكنعانيون والسومريون والفينيقيون، وهم شعوب جاورت بعضها وحصل بينها تعارف. يوجد في التاريخ ملاحم يمكن ألا نختلف عليها، وهي تعنينا بشكل أو بآخر، كسكان يعيشون في هذه المناطق، ولا يوجد أي مانع من الإضاءة عليها.

• ربما تتم الإضاءة عليها لاحقاً في عمل ما؟
- وأنا معها، لأنها تفيدنا في معرفة جذورنا وفي قراءة الوضع الحالي وفي الخطوات المقبلة.

• من سيتولى مهمة إخراج هذا المسلسل بعد انسحاب المخرج طارق العريان؟
- المخرج طارق العريان كان قد أنجز تصوير نصف المسلسل تقريباً، وسوف يكمل مهمة المخرج أحمد مدحت.
• وما هي أسباب انسحاب طارق العريان من هذا العمل؟
- ربما يوجد لديه ارتباطات فنية في أعمال أخرى أو أفلام كان يجهّز لها، وهو على ما يبدو كان قد اتفق مع الشركة المنتجة (أم بي سي) على إخراج 15 حلقة فقط. وطارق العريان هو من رشّح للشركة المنتجة اسم المخرج المصري أحمد مدحت لاستكمال تصوير المسلسل.

• هل يتأثر الممثل عندما يتم استبدال مخرج بآخر؟
- هذا الأمر قد يؤثر على الفرجة البصرية للعمل إذا لم يكن بالتنسيق التام، ولكن النص يبقى كما هو. وبالنسبة إلى الممثل،
 فكيفما اختلف المخرج في هذا النوع من الأعمال فإن التماس لا يكون قوياً جداً كونه يعمل في إطار قالب معروف ويعرف الشخصيات، خصوصاً أن الأعمال التاريخية لها طريقة معينة في الأداء،
 ونحن نحاول كلنا كممثلين أن نحافظ عليها بحيث تظهر بشكل مقنع إلى حد ما.

• هل يمكن القول إن الممثل السوري يجد نفسه مجبراً في المرحلة الحالية على المشاركة في أعمال لا تتوافق تماماً مع قناعاته ولم يكن يرضى بها سابقاً وهو لم يكن ليرضى بها اليوم لو أن الأوضاع برمتها الدرامية وغير الدرامية كانت أفضل؟
- هذا الشرط موجود دائماً قبل الحرب وخلالها وبعدها. فكرة الحاجة المادية تغلب الممثل دائماً، ومن خلال تجربتي الشخصية ومن خلال ما أعرفه وما سمعته من أصدقائي الممثلين الذين يتواجدون في دائرتي القريبة في الوسط الفني، 
فإن المعاناة النفسية لا تبارح الممثل دائماً لأنه لا يوجد قانون لتحديد الأسعار، ولذلك هو يجد نفسه دائماً أمام إما أنه يختار الأعمال التي تؤكد أنه ممثل بصرف النظر عن الأجر، 
وإما أن يتغاضى عن الدور ويرفضه مهما كان جميلاً إذا لم تتم الموافقة على الأجر الذي يطلبه، حتى لو كان العمل جيداً واقتنع به من الناحية الفنية نصاً وإخراجاً ودوراً يجد نفسه فيه ويشعر بأنه قادر على صياغته، أي عمل تتوافر فيه كل الشروط التي تلبي طموحه ما عدا الشرط المادي الذي يكون ما دون الطموح، 
وهذا الصراع في الأساس لا يكون بين الممثل والمنتج بل بينه وبين نفسه. أحياناً أفكر بيني وبين نفسي، هل يعقل أن أرفض دوراً من أجل المال، لأنه لا يوجد حد معين للأسعار مريحاً للممثل، ولذا هو يجد نفسه غارقاً في التفكير في كيفية تقديم الدور وكيفية تسويق العمل، مع أن لا علاقة له في هذه المسألة. يجب أن يكون هناك شرط مادي محدد ولا أعرف من هو المسؤول عن إقراره، ولكنه ضروري جداً ولابد منه كما يحصل في كل دول العالم وفي دول الجوار. 
ولكن يبدو أن نافذة العرض والطلب هي التي تخلّ في الموازين دائماً، ليس المادية فقط، بل حتى الأخلاقية والفكرية.
 كل شيء يقوم على فكرة: من أرغب بأن أعرض الآن، استناداً إلى علاقة ما أو أي شيء آخر.

• هل تقصد بكلامك: الممثل أم العمل؟
- كل شيء... الممثل والعمل والمعيار. ما عدد الأسماء التي هي ليست في مكانها الحقيقي، وما عدد الممثلين الذين يتحدثون عن تجاربهم وكأنها حكمة أبدية من حكم سقراط وكم عدد الذين يتبعونهم اعتقاداً منهم أن ما يقولونه حقيقي.

• وما أشرت إليه يؤكد أن الممثل السوري مجبر على التنازل عن قناعاته؟
- الممثلون هم أصناف من البشر وليسوا جمعية إنسانية لديها أهداف، 
وكل منهم لديه فكره وخياره وطريقة لحياته والطريقة التي يقدم بها نفسه، ولا توجد فكرة موحدة تجمع الجميع إلا مهنياً وبمعيار مهني. التمثيل هو مهنة كغيرها من المهن وحتى لو اتفقنا على تسميتها جمعية فإنها جمعية مهنية.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot