رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الســوري تبـادلا خلالـه التهانـي بعيـد الأضحى
.. خارطة طريق لتعزيز ثقافة العمل التطوعي والتضامن الإنساني
مخرجات وتوصيات ملهمة في الملتقى السادس للعمل التطوعي بجائزة الشارقة للعمل التطوعي
شهدت النسخة السادسة من ملتقى الشارقة للعمل التطوعي، الذي نظمته جائزة الشارقة للعمل التطوعي تحت شعار "العمل التطوعي عبر الحدود: التضامن الدولي"، انعقاد جلستين استضافت ست شخصيات بارزة، سلطوا الضوء على أهمية العمل التطوعي الدولي ودوره في تعزيز التضامن الإنساني.
الجلسة الأولى: دور دولة الإمارات في دعم العمل التطوعي الدولي
وخصصت الجلسة الأولى لمناقشة دور دولة الإمارات في دعم التطوع الدولي، بمشاركة ممثلين عن "دبي العطاء"، و"هيئة الهلال الأحمر الإماراتي"، و"هيئة الأعمال الخيرية العالمية" حيث استعرض المتحدثون جهود الإمارات الرائدة في هذا المجال، حيث أكدوا على أهمية التعاون الدولي لدعم المبادرات الإنسانية.
عبدالله أحمد الشحي: جهود "دبي العطاء" تجمع بين دعم التعليم محلياً ودولياً
أكد عبدالله أحمد الشحي، رئيس العمليات في "دبي العطاء"، خلال مشاركته في ملتقى الشارقة للعمل التطوعي، أن جهود المؤسسة تتركز على التطوع داخل الإمارات وخارجها، بهدف تعزيز فرص التعليم وتحقيق التنمية المستدامة.
أوضح الشحي أن "دبي العطاء" تقدم مبادرات عديدة داخل الدولة، أبرزها "مبادرة العودة إلى المدارس"، التي تستهدف دعم أطفال الأسر المتعففة من خلال توفير حقائب مدرسية مجهزة بجميع المستلزمات أو صيانة وترميم المدارس الأهلية. وفي عام 2024م، ساهمت المبادرة في تحقيق إنجازات متميزة، حيث شارك 400 متطوعاً في تجهيز الحقائب المدرسية، كما استهدفت 13 مدرسة خاصة لتشجيع الطلبة على التبرع لزملائهم من الأسر المتعففة، ما أثمر عن مشاركة 3,000 طالب في توفير الحقائب المدرسية والتبرع بها.
وعلى الصعيد الدولي، أوضح الشحي أن المؤسسة تركز على دعم التعليم في الدول التي تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية، وفقاً لمعايير مؤشر الأمم المتحدة التي تقيس معدلات الفقر ومستوى القراءة والكتابة للأطفال، مشيراً إلى أن "دبي العطاء" تتعاون مع شركاء محليين ومنظمات دولية لضمان تنفيذ البرامج بشكل فعال.
وأضاف أن المؤسسة نفذت 216 برنامجاً تعليمياً على مدار 15 عاماً في عدد من الدول النامية، ما ساهم في تحسين فرص التعليم للأطفال الأكثر حاجة، مبيناً أن هذه المبادرات ليست فقط لدعم التعليم، بل تحمل رسالة توعوية وتثقيفية تسعى إلى تمكين المجتمعات وإحداث تغيير إيجابي.
إشراك المجتمع في التطوع
وأشار الشحي إلى أن عام 2024 م، شهد أعلى معدل للمشاركة المجتمعية في تاريخ "دبي العطاء"، حيث ساهم أكثر من 9,000 متطوع في مختلف الفعاليات التطوعية، مؤكداً في الوقت ذاته، على أهمية إشراك المدارس الخاصة في هذه الجهود، حيث يعمل الطلبة على توفير الدعم لأقرانهم من خلال التبرع بحقائب مدرسية، مما يغرس فيهم قيم العطاء والتكافل الاجتماعي منذ الصغر.
الدكتور محمد سالم الجنيبي: الهلال الأحمر الإماراتي نموذج في العمل الإنساني والتطوعي
واستعرض الدكتور محمد سالم الجنيبي، مدير مركز الشارقة التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الجهود الإنسانية التي تبذلها الهيئة على المستويين المحلي والدولي، مؤكداً التزامها المستمر بدعم الفئات المحتاجة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأوضح الجنيبي أن إجمالي المساعدات المحلية التي قدمتها الهيئة بين عامي 2012 و2024 تجاوز 1.65 مليار درهم، واستفاد منها أكثر من 4.67 مليون فرد، يمثلون 617,730 أسرة. وأشار إلى أن الهيئة تقدم خدمات إنسانية تغطي الاحتياجات الطبية والتعليمية ودعم ذوي الهمم والسجناء والمير الرمضاني، وإفطار الصائم، وزكاة الفطر، والأضاحي، وتنظيم حملات صحية ودورات تدريبية.
العمل التطوعي: تعزيز المشاركة المجتمعية
وأكد الجنيبي أن الهيئة تولي أهمية كبيرة لاستقطاب المتطوعين وتدريبهم، مشيراً إلى زيادة أعداد المتطوعين المسجلين والفعّالين سنوياً، كما أوضح أن الهيئة تنظم برامج وأنشطة تطوعية متعددة تهدف إلى غرس قيم العمل التطوعي وتعزيز دوره في تحقيق التنمية المجتمعية.
وسلط الجنيبي الضوء على إنجازات الهيئة في قطاع التنمية والتعاون الدولي، حيث تم تنفيذ أكثر من 566,239 مشروعاً في 153 دولة، استفاد منها حوالي 391 مليون شخص، بإجمالي مصروفات تجاوزت 15.3 مليار درهم. وشملت هذه المشاريع مجالات التعليم، الصحة، المياه، وتمكين الأسر المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية.
وأكد الجنيبي أن العمل الخيري الذي تقوم به الهيئة يعكس رؤية الإمارات في دعم الفئات المحتاجة حول العالم، مشدداً على أهمية تضافر الجهود المجتمعية لضمان استدامة هذه المبادرات الإنسانية وإحداث تغيير إيجابي حقيقي في حياة المستفيدين. الدكتور علي عبدالله الشحي: الجهود التطوعية محور إنجازات هيئة الأعمال الخيرية العالمية
وفي السياق ذاته، سلط الدكتور علي عبدالله الشحي، مساعد العام للشؤون الإنسانية في هيئة الأعمال الخيرية العالمية بعجمان، الضوء على الجهود التطوعية الكبيرة التي قادتها الهيئة منذ تأسيسها قبل أربعين عاماً، مشيراً إلى أن هذه الجهود شكلت جوهر عمل الهيئة وأساس نجاحها.
التطوع كقيمة أساسية في الإنجازات
أوضح الشحي أن العمل التطوعي كان حجر الزاوية في نجاح الهيئة، حيث اعتمدت على فرق من المتطوعين لتنفيذ مبادرات متنوعة، مؤكداً أن حجم المشاريع التي نفذتها الهيئة داخل الدولة وخارجها تجاوز 5.3 مليار درهم، ما يعكس تأثيرها البارز في مجال العمل الإنساني.
ومن أبرز إنجازاتها مشاريع كفالة ورعاية الأيتام، والتي استقطبت العديد من المتطوعين لضمان وصول الدعم للمستفيدين، كما تضمنت المشاريع الصحية والتعليمية جهوداً تطوعية كبيرة، حيث شارك المتطوعون في تقديم خدمات مباشرة للأفراد وتنفيذ برامج تنموية. وأكد الشحي أن الهيئة تسعى لتعزيز ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع، من خلال إشراك المتطوعين في حملات ومبادرات إنسانية داخل الدولة وخارجها، وأشار إلى أن المتطوعين لعبوا دوراً محورياً في تحقيق استدامة المشاريع، مثل صيانة وتأثيث المساجد، وتنفيذ برامج تعليمية وصحية استفاد منها مئات الآلاف. وأشاد الشحي في مداخلته بالمتطوعين كركيزة أساسية في عمل الهيئة، مشيراً إلى أن الجهود التطوعية لم تقتصر على تنفيذ المشاريع، بل ساهمت أيضاً في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية العمل الإنساني.
الجلسة الثانية: ممارسات وتجارب في التطوع الدولي
وشهدت الجلسة الثانية من ملتقى الشارقة للعمل التطوعي، التي جاءت بعنوان "ممارسات وتجارب في التطوع الدولي"، مشاركة ثلاث جهات قدمت تجارب ملهمة في العمل التطوعي. شارك في الجلسة كل حسين البلوشي من مؤسسة الإمارات، ومحمد الملا من جمعية الشارقة الخيرية، والطالب صالح الشامسي من الجامعة الأمريكية، حيث سلطوا الضوء على مشاريعهم وخبراتهم في دعم المجتمعات خارج الدولة.
غرس قيم التطوع بين الشباب
تحدث محمد الملا، ممثل جمعية الشارقة الخيرية، عن التجارب التطوعية المتميزة التي قادتها الجمعية خارج الدولة، مشيراً إلى استراتيجيات مبتكرة تستهدف تعزيز قيم التطوع لدى الشباب.
وأوضح أن الجمعية اعتمدت في خططها الحديثة على تنفيذ رحلات تطوعية خالية من أدوات التسويق والإعلام، ما يتيح التركيز على مساهمات المتطوعين أنفسهم، خصوصاً فئة الطلبة.
واستعرض الملا نموذجاً بارزاً تمثل في التعاون مع الجامعة الأمريكية بالشارقة لإيفاد 20 طالباً إلى غانا، حيث ساهموا في بناء وترميم مدرسة في قرية نائية شمال العاصمة أكرا. وأشار إلى أن هذه التجربة حققت ثلاثة أهداف رئيسية:؛ وهي: تعزيز روح المبادرة: تمكين الشباب من المساهمة الفعالة في العمل الخيري. وكذلك تعويد الشباب على العمل الجماعي؛ من خلال تعزيز قدرتهم على العمل كفريق لتحقيق أهداف مشتركة. بالإضافة إلى تعريفهم بالظروف الصعبة من خلال الاطلاع على معاناة المجتمعات الأخرى، مما يساعدهم على تقدير النعم التي يعيشونها في الإمارات.
حسين البلوشي: بناء رحلة متكاملة للمتطوعين
من جهته، استعرض حسين البلوشي، ممثل مؤسسة الإمارات، الجهود التي تبذلها المؤسسة منذ تأسيسها في عام 2005م، لتطوير منظومة العمل التطوعي في الإمارات، موضحاً أن المؤسسة تدير برامج تطوعية رائدة، مثل "تكاتف" و"ساند"، وتركز على بناء رحلة متكاملة للمتطوعين تبدأ من توعيتهم بأهمية التطوع وحتى تمكينهم من المشاركة المستدامة في المبادرات.
وأشار البلوشي إلى أن المؤسسة تتعاون مع مختلف الجهات على مستوى الدولة لتعزيز الفرص التطوعية وتنويع مجالاتها. كما أشار إلى وجود دليل متكامل يهدف إلى تأهيل المتطوعين وتزويدهم بالمعارف اللازمة، إلى جانب حزمة من الوسائل التحفيزية لضمان استمرارية مشاركتهم.
وأكد البلوشي على أهمية التمثيل الدولي، حيث تعمل المؤسسة على تقديم يد العون باسم الإمارات في المحافل الخارجية، مما يعزز مكانة الدولة كقائدة في مجال العمل التطوعي والإنساني. وأشار إلى أن هذه الجهود تسهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال التكامل بين المؤسسات المختلفة.
صالح الشامسي: تجربة تطوعية غيّرت حياته
من بين المتحدثين، قدم الطالب صالح الشامسي من الجامعة الأمريكية بالشارقة تجربة شخصية ملهمة، حيث كان ضمن الفريق التطوعي المرسل إلى قرية شمال العاصمة الغانية أكرا.
وأشار الشامسي إلى أن هذه التجربة كانت أول فرصة تطوعية له خارج الدولة، وقد أثرت فيه بشكل كبير من خلال مواجهته لظروف معيشية صعبة يعاني منها الأطفال في تلك المنطقة.
وصف الشامسي تجربته قائلاً؛ رغم المعاناة التي يعيشها الطلاب هناك، إلا أنهم يتعلمون بسعادة وقناعة، وهذا علّمني قيمة النعم التي نتمتع بها في الإمارات، كما أوضح أن هذه الرحلة أسهمت في تطوير شخصيته وإكسابه العديد من المهارات الحياتية مثل الصبر، العمل الجماعي، والتكيف مع الظروف المختلفة.
ودعا الشامسي زملائه الطلبة للاستفادة من الفرص التطوعية المتاحة، مؤكداً على أهمية رد الجميل للمجتمع وتعزيز روح العطاء، سواء داخل الإمارات أو خارجها.
مخرجات الملتقى التطوعي السادس
وتخلل الملتقى مخرجات تمثلت في مجموعة من التوصيات التي قدمها المشاركون خلال الجلسات، والتي تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي وتأكيد دوره المحوري في دعم التضامن الإنساني وتحقيق التنمية المستدامة. وقد جاءت هذه المخرجات على النحو التالي:
• تشجيع التعاون بين الجهات التطوعية المحلية والدولية لتوسيع نطاق المشاريع التطوعية المشتركة وتبادل الخبرات.
• تطوير برامج تدريبية تهدف إلى تأهيل المتطوعين للمشاركة الفعالة في المبادرات الإنسانية الدولية، مع التركيز على إعداد الشباب لمواجهة التحديات الميدانية.
• غرس قيم العطاء والتضامن لدى المشاركين في البرامج التطوعية، مع التركيز على تعزيز وعيهم بالظروف الاجتماعية والاقتصادية في الدول النامية.
• تصميم مشاريع تطوعية تركز على تحقيق أثر مستدام في المجتمعات المستهدفة، مثل بناء البنية التحتية أو توفير التعليم والرعاية الصحية.
• تشجيع فئة الشباب على الانخراط في العمل التطوعي، من خلال تنظيم رحلات تطوعية دولية وإتاحة الفرصة لهم للتفاعل مع المجتمعات الأخرى.
• تخصيص جوائز وبرامج تقدير للمتطوعين الذين يقدمون إسهامات بارزة على المستوى المحلي والدولي، لتعزيز روح المبادرة وتحفيز الآخرين.
• متابعة أثر العمل التطوعي من خلال إنشاء آليات لقياس أثر البرامج التطوعية على المجتمعات المستهدفة لضمان تحقيق أهدافها وتحديد مجالات التحسين.